أفاد تقرير لوكالة أهل البيت(ع) للأنباء – ابنا – أن "حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد حسين أختري" الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) وبعد اطلاعه على وثيقة الوحدة الوطنية التي وقعها جمع من علماء الشيعة والسنة في السعودية ولاقت ترحيبا في الأوساط المعتدلة للمذهبين بعث رسالة إلى كل من الشيخ القرني والشيخ الصفار أعرب فيها عن تقديره ودعمه لهذه الخطوة ولجميع الجهود المبذولة في هذا المضمار.
وفيما يلي نص هذه الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحیم
«واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا» صدق الله العلي العظیم
حضرة الأستاذ الشيخ عائض القرني
حضرة حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ حسن الصفار(دامت بركاته)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم الذكرى العطرة لولادة محور الوحدة، وأشرف المخلوقات، وأكرم الموجودات، وفخر الكائنات، خاتم الأنبياء والمرسلين الرسول الأعظم محمد المصطفى(صلی الله علیه و آله وسلم)، ولقد كان صدور وثيقة الوحدة الوطنية بين الشيعة وأهل السنة في السعودية نبأ سارا لجميع المسلمين ولاقى ترحيبا بين أتباع النبي الأعظم الصادقين. وهذه الخطوة الحكيمة النابعة من إدراك عميق وفهم دقيق لعلماء واعين بالأوضاع الراهنة للعالم الإسلامي، وستنال هذه الخطوة رضا الله سبحانه وتعالى، وسرور قلب نبي الرحمة(صلی الله علیه و آله وسلم)، النبي الذي بُعث رحمة للعالمين ليعلّم البشرية المودّة والمحبة ومكارم الأخلاق الإنسانية.
وفي مطلع الألفية الجديد واجه العالم الإسلامي أمواجا متلاطمة من هجمات جند الشيطان. وخاصة الموجة الجديدة من فتنة الإسلامفوبيا في العالم الغربي التي تروج لها الصهيونية العالمية. وهذا يستدعي أن يتصدى أبناء مدرسة النبوة والرسالة بحكمة وبصيرة لهذه الفتنة العمياء، وأن يجتنبوا القيام بأية خطوة تؤدي إلى التفرقة، ولقد جسّدتم ذلك بأروع صورة من خلال الخطوة الواعية التي أقدمتم عليها. وعلى الأمة الإسلامية أن تتمسك بهذه الآية الشريفة: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، فهذا الوحي الإلهي الصادق يحذر الأمة الإسلامية من عداء مستمر ينصبه أهل الكفر وفراعنة العصر لأبناء الأمة الإسلامية، ويحذر من حسن الظن بالخطوات العميلة التي يتخذها هؤلاء.
والمجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام) ومن خلال اتّباعه لسيرة وتعاليم أهل بيت النبي الأكرم وعترته الطاهرة يؤكد على الاحترام المتبادل بين أتباع المذاهب الإسلامية، ويدعم دعما شاملا كل الجهود المتناغمة مع هذه التعاليم. ونرجوا من بقية العلماء والنخبويين المسلمين أن يشعروا بالمسؤولية الدينية والشرعية الملقاة على عاتقهم فيتلحقوا بهذه الوثيقة، ويدعوا الأمة الإسلامية إلى الاتحاد والتعاون.
وأخيرا نسأل الله سبحانه أن يمنحكم مزيدا من التوفيق لخدمة الإسلام والمسلمين في ظل التعاليم الإسلامية الغنية الداعية إلى الوحدة.
محمدحسن اختري
الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)
جدير بالذكر أنه قبل شهر تقريبا وقع كل من "الشيخ عائض القرني" ممثلا لأهل السنة، و"الشيخ حسن الصفار" ممثلا للشيعة وثيقة باسم "وثيقة الوحدة والتعايش الوطني".
وقد أعرب "محمد الشويخ" العالم السعودي البارز عن تقديره لهذه الخطوة قائلا: "أن غالبية عقلاء الشيعة والسنة في المملكة أدانوا بشكل واضح إساءات العريفي للمرجعية الشيعية ورحبوا بوثيقة القرني والصفار" وأضاف "إن المنطقة تعيش حالة احتقان طائفي وأي مبادرة تأتي في سياق امتصاص هذا الاحتقان والتخفيف من حدته تلاقي القبول والترحيب لدى عقلاء الجانبين".
وقد أكدت هذه الوثيقة على الاحترام المتبادل بين أتباع سائر المذاهب الإسلامية، وطالبت بالإمتناع عن التصريحات التكفيرية. ومن بنود هذه الوثيقة فقرة تؤكد على أن الإسلام هو خمية لجميع المسلمين، وترفض تكفير الآخرين والتشيكيك في عقائد أتباع المذاهب، وتحث على نشر العدالة والمساواة بين المواطنين السعوديين، والتصدي للتمييز المذهبي، والسعي لوضع أسس راسخة لبناء الوحدة الوطنية.
.......................
انتهى/114