وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

١٧ مايو ٢٠١٠

٧:٣٠:٠٠ م
181890

هل كانت الامم السابقة تبني بناء علی القبور؟

یستفاد من بعض الآیات الکریمة ـ في القرآن ـ أنّ تعظیم قبور المؤمنین کان أمراً شائعاً بین الأمم الّتي سبقت ظهور الإسلام ، فبالنسبة إلی أصحاب الکهف ـ بعد ما انتشر خبرهم بین الناس و هرعوا إلی الکهف لمشاهدتهم ـ وقع الخلاف و النزاع حول مدفنهم و انقسموا قسمین ، فقال أحدهما :

« ابنوا علیهم بنیانا».

و قال الآخر:

« لنتخذنّ علیهم مسجداً».

هنا نلاحظ أنّ القرآن الکریم یذکر لنا هذین الرأیین ، من دون أن ینتقدهما، و علی هذا یمکن القول بأنّه لو کان الرأیان باطلین لا نتقدهما، أو قصّ ، قصّتهما بأسلوب رافضِ مستنکر.

و یقول المفسّرون : إنّ النزاع ـ حول مدفن أصحاب الکهف ـ إنّما وقع بین المؤمنین و الکافرین ، أمّا الکافرون فقالوا :

« ابنوا علیهم بنیانا»

و المؤمنون قالوا:

« لنتّخذنّ علیهم مسجداً» (الکهف :21).

و کانت الغلبة مع المؤمنین حیث قال سبحانه:

« قال الذین غلبوا علی أمرهم لنتّخذنّ علیهم مسجدا»

و بني المسجد و صارت قبور أصحاب الکهف مرکزاً للتعظیم و الاحترام.

و هکذا یظهر لنا أنّ الهدف من البناء علی قبور أصحاب الکهف إنّما کان نوعاً من التعظیم لأولیاء الله الصالحین.

إذن،  لا یمکن القول بحرمة البناء علی قبور أولیاء الله و لا بکراهته بأيّ وجه ، بل یمکن اعتباره نوعا من تعظیم شعائر الله و مظهراً من مظاهر المودّة للقربی.

انتهی/125