الحادثة ينقلها حجة الإسلام حقاني قائلا: كنا نقوم بمراسم إزالة الغبار عن الحرم الطاهر للإمام الرضا(ع) فوزّع خدمة الحرم مناديل منقوعة بماء الورد الخالص على المشاركين لمسح الضريح، فكنا نشاهد القائد يمسح الضريح قليلا بالمنديل ثم يمسح به وجهه ورأسه. وبعدها توجه سماحته الى الشيخ واعظ طبسي (مسؤول شؤون الحرم الرضوي) قائلا: هل أستطيع أن آخذ هذا المنديل المبارك معي؟ فمع أن القائد هو من عين الشيخ طبسي في هذا المنصب إلا أنه يستأذنه في أخذ ذلك المنديل. وهذا يكشف عن مدى احترام سماحته للقانون. وبعد موافقة الشيخ قام سماحته بطي المنديل بعناية ووضعه في جيبه وعيناه مغرورقتان بالدموع.
****
وحينما تم تبديل الشباك الفضي القديم الموضوع على ضريح الإمام الرضا(ع) وفقني الله أن أزور مشهد مرافقا لسماحة القائد، ورأيت سماحته مشغولا بالزيارة عن قرب حيث كان لتلك الزيارة طعم آخر، وبعد أن أتم القائد زيارته اقترب منه الشيخ طبسي قائلا: ليأتي أبنائكم ويزوروا الإمام(ع) عن قرب. فأجاب سماحته وماذا عن سائر الناس؟ لقد كان سماحته لا يفرق بين أبناءه وسائر الناس، حيث لم يمنحه أبنائه ما يميزهم عن سواهم. ثم قال سماحته: إذا سمحتم لسائر الزائرين أن يزورا إمامهم(ع) عن قرب فأبنائي حالهم حال البقية، وحينئذ سمحوا لجميع الزوار المتواجدين بالزيارة عن قرب، فزار أبناء القائد معهم.
وسماحة القائد لديه عبارة جميلة عن حرم الإمام الرضا(ع) حيث يقول: «الحرم الرضوي المقدس مطاف الملائكة، وقبلة أهل البصائر، وملجأ المؤمنين المخلصين، وصار اليوم ببركة بزوغ شمس الثورة الإسلامية قاعدة شامخة للفكر الإسلامي وعَلَما للمعارف القرآنية.»
انتهى/114
.........