وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
السبت

١٧ أبريل ٢٠١٠

٧:٣٠:٠٠ م
178657

الثورة الإسلامية؛ بعد إحدى و ثلاثین عاماً

إستقلال ـ حرية ـ جمهورية إسلامية... عندما يكون إسم الإسلام مقرونا بالحكومة والإستقلال والحرية والتّقدّم و تشكيل المجتمع وفق التّشريع القرآني ، فإنّه يكون مثيرا بالنّسبة للمسلمين، و نفس الوقت مرعبا ومخيفا لأعداء الإسلام.

منذ بدأت النّهضة الإسلاميّة المباركة في أواسط القرن التّاسع عشرالميلادي على أيدي العلماء و الفقهاء من الشّمال الإفريقي إلى أقاصي الهند وإيران ، أحسّت القوى العظمى في العالم الغير إسلامي وهي في بداية تكوّنها بالخطروإلتجأت إلى الحروب الإستعمارية ، لمحاولة الحؤول دون إستعادت الإسلام لحياته أوّلا و ثانيا دون وحدة المسلمين.

مثّلت حركة السيّد جمال الدّين التي شملت كلّ من إيران ومصر وتركيا والهند وحتى أوروبا بداية إنطلاق الفكر الإسلامي الثوري الذي يدعوا إلى الإستقلال والحرية وحاكمية الإسلام ، و خلال مائة عام خاضت الأمّة الإسلامية بقيادة العلماء مواجهة عنيفة مع الإستكبار العالمي ، قدّمت خلالها آلاف الشّهداء من أجل رفعة الإسلام و عزّة الأوطان.

كان لدور الحوزة و الزّاوية دور عظيم في التّصدّي لمؤامرات الأعداء لإختراق ثقافة و هويّة الأمة وقيادة الجماهير في عملها الجهادي المبارك حتى تحقيق الإستقلال وبناء الدولة الوطنية. مثّلت الحوزة العلمية في إيران والعراق بالشرق المسلم و جامع الزيتونة والزاوية السنوسية وجامع الأزهر بالمغرب المسلم أهم أركان ودعائم الفكرالإسلامي الثوري الحديث ، لهذا كانت أشرس المواجهات مع الإستكبار و مازالت في هذه المناطق ، لأنّها تمثّل قلب العالم الإسلامي ومستقبله.

إستطاع الإستكبار عن طريق حركة الإسستشراق بث شبهتين في الأوساط الفكرية والنخب البورجوازية و هما أن الإسلام لا يدعوالمسلمين لإقامة حكومة إسلامية و أن التشريع القرآني لا يتماشى مع الحداثة والتّقدّم ، وتحت الضّغوط السّياسيّة والإقتصادية من جهة و جهل النخب المسلمة بدينها و تاريخها من جهة أخرى إستسلم أهل الحكم والمال والثّقافة في بلاد المسلمين إلى نظرية فصل الدين عن السّياسة و بدأت مسيرة الإستغراب والإستحمار و عاد الإستعمار مرّة أخرى و لكن تحت عناوين و أطر جديدة، و لكن يمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين، مع نهاية قرن الذرّة و بعدما ظنّ المتستكبرون أنّهم إنتصروا و قضوا على الإسلام ، جاء روح الله ومعه فتية آمنوا بربّهم فزادهم الله هدى وأعلن ثورته الإسلاميّة المباركة في وجه أعتى قوى الشّر أمريكا و جنودها وحرّر شعب إيران المسلم من براثنها وأعلن القيام لله والإقتداء بالنبي الهاشمي الكريم و آله الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين وإقامة الجمهورية الإسلاميّة ، معلنا بداية عصر جديد و مبشّرا أنّ الإسلام المحمّدي الأصيل هو الحل.

بعد إحدى و ثلاثون عاما من الإنتصار المبارك والفتح العظيم ، ما زالت الحكومة الإسلاميّة الفتيّة تقود سفينة الإستقلال والحريّة وتسطّر كلّ عام رغم المحن والحصار أروع آيات الصّمود والتّحدّي و تبني غدا مشرقا لجميع الشّرفاء والأحرار ، يوم الحادي عشر من شباط  من كل عام هو موعد الفخر و العزّة والإنتصار، هو يوم البيعة للقرآن والنّبي والإمام ، هو يوم إعلان الولاء للإسلام وحكومته والبراءة من المشركين والكفّار، هو يوم وحدة المسلمين .

حاول الإستكبار ضرب هذه الحكومة الفتية بكلّ الوسائل المتاحة وإستعمل الشيطان كلّ مكائده و أهمّها الفتنة المذهبيّة وتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم بإنتاج و تشجيع حركات رجعيّة دمويّة مجرمة لا علاقة لها بالسّلف الصّالح و لا بالإسلام ومحاولة عزل إيران الإسلاميّة عن محيطها العربي والإسلامي وتعطيل تقدّمها العلمي والتّكنلوجي ومحاولة التّشكيك في سلامة الحكم الإسلامي وقدرته على إحترام الحريّات العامّة وبناء العدالة الإجتماعيّة والسّياسيّة والعمل على تشويه صورة القيادة العلمائية وضرب إنسجام الأمّة مع قائدها و التّشويش على وحدة نخبها.

اليوم تقف الثورة الإسلامية على رأس جبهة الحق بثبات و عزيمة و حكمة وبصيرة ، رافعة لواء الحق بزعامة وليّ أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي الحسيني الخراساني حفظه الله في مواجهة الباطل الأمريكي والإفك الصّهيوني ،عاقدة العزم على مواصلة المسير حتّى يأذن الله بالنّصر والفتح المبين و قيام حجّة ربّ العالمين و أمل المستضعفين المهدي المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطّاهرين.

السيّد عماد الدّين الحمروني

مجمع اهل‏البیت(ع) ـ تونس

١٠ فيفري ٢٠١٠