وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
السبت

١٧ أبريل ٢٠١٠

٧:٣٠:٠٠ م
175620

ماذا .. لو لم تکن لإیران ولایة الفقیه؟

اُجریت الانتخابات الرئاسیة الایرانیة للمرة العاشرة، ولکن هذه المرة بلون آخر! إذ لم یقتنع الطرف الخاسر بنتیجة التصویت، و أدّت الاحتجاجات السلمیة إلی اعتراضات حادة، و ـ للأسف الشدید ـ إلی جرح و هتک و قتل الأبریاء، و اضطراب سیاسي في الوسط الإیراني لمدة طویلة.

لا اُرید فی هذا المجال أن أجلس علی کرسي القضاء أو أرقی منبر الواعظ أو أتکلم من منصة المحلل السیاسي لأحکم بین الطرفین أو أعظهم بتقوی الله أو اُحلّل الوضع السیاسي الراهن، بل لابد لنا ـ ولجیراننا في المنطقة ـ أن ننظر إلی المسألة من منظار آخر:

قد ملئت الصحف و المجلات و المواقع الغربیة والعربیة طوال الأزمة بعد الانتخابات بمواضیع و مقالات عدیدة في ذم النظام الإیراني و الدیموقراطیة الدینیة التي تحکم البلد منذ انتصار الثورة الإسلامیة في ایران؛ ولا عجب من الأوساط الغربیة، فإنها مازالت غاضبة علی الشعب الإیراني الذي قطع أیدیها من ثروات المسلمین و أخرجها من أراضیه و کسر تغطرسها متمسکاً بحبل الإسلام و مهتدیاً بهدي مرشده الإمام الخمیني إذ قال: «إن أمریکا لن تستیطع أن ترتکب أیّة حماقة» و: «أمریکا أسوء من الاتحاد السوفیتي و الاتحاد السوفیتي أسوء من أمریکا و انجلترا أسوأ من کلیهما» ؛ ولکن العجب من بعض العرب و المنتمین إلی الإسلام، الذین وقفوا مع الکفار وصرخوا ضد إیران وفرحوا بما جری في بلد إسلامي!

من هنا نلفت انتباه الجمیع ـ من البعید و القریب، و العدو والصدیق ـ إلی النقاط التالیة:

1. انتصرت الثورة الإسلامية في عصر تتعرض فيه القيم الإسلامية لهجمات شرسة من قبل المدارس الفكرية المادية الشرقية والغربية على السواء، وقد انتصرت هذه الثورة بجهود وتضحيات الاُمة المؤمنة، والقيادة الحكيمة، فانتشر الوعي الإسلامي ليتحول إلى خطاب يلهج به جميع المستضعفين في العالم.

2. وقد كسرت أمواج هذه الصحوة بشكل خاطف كلّ الحدود، وهدمت عرش التسلط والاستكبار، فقدّمت للشعوب المتعطشة للعدالة نموذجاً فريداً لحكم الشعب و الاستقلال السیاسي.

3. لقد أرعب شعاع هذه النهضة المستكبرين في العالم، و عملاءهم في المنطقة، فانطلقت جهودهم لإسقاط الثورة الإسلامية وبمختلف الأساليب، فقد خططوا للعديد من الانقلابات، وفرضوا عليها أطول حرب في التاريخ المعاصر، وقاموا بالعديد من الاغتيالات، وفرضوا على الثورة حصاراً سياسياً واقتصادياً طويل الأمد، وقاموا بالاعتداءات العسكرية، وحاولوا خلق الأزمات، و لکن كل هذه المؤامرات خابت و فشلت بعون الله.

4. ولکنّ المتسلطين على العالم، والمروّجين لحلم العولمة الاستعماري الخادع، لم ییأسوا بعد، فغیّروا أسالیبهم وبدؤوا بتوظیف كل ما لديهم من أدوات علمية، وتقنيات الاتصالات، ووسائل الإعلام والتجسس، محاولين تشويه الصورة الناصعة لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران و أصل "ولایة الفقیه".

5. تتركز مؤامرات العدو في هذه المرحلة ضمن محاور مختلفة منها: «توجيه تهم للجمهورية الإسلامية بانتهاك مقررات حقوق الإنسان» و «اتهام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعم الإرهاب» و «اتهامها بنشر أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الذرية» و «ادعاء أنّ نظام الجمهورية الإسلامية نظام استبدادي» و ...

6. و لکننا نری أنّ تاريخ الجمهورية الإسلامية أنقى من بقية الدول ـ الغربیة و الشرقیة ـ في مجال رعاية حقوق الإنسان ومکافحة الإرهاب و الابتعاد عن الاستبداد، و من جهة اُخری لم و لن ینسی العالم الفضائح التي ارتكبتها الدول الکبری من: "الإبادات الجماعية التاريخية" و"معسكرات سيبريا" و"سجون غوانتانامو وأبو غريب" و"المآسي الإنسانية" و"الجرائم التي ترتكب كلّ يوم في فلسطين والعراق وأفغانستان" و "دعم رموز الإرهاب؛ من «رجوي» إلی «بن لادن»" و ...

7. إن "ولاية الفقيه" هي العنصر الأساسي في الحفاظ على استقلال وحرية ووحدة الأراضي الإيرانية في العقود الثلاثة المنصرمة، بينما خسرت الأنظمة التي توالت على الحكم في إيران ـ في القرون الإخیرة ـ مساحات من أراضي البلاد، وقد خالفت تلك الأنظمة قوله تعالى: «لَن يَجعَلَ اللّهُ لِلكَافِرينَ عَلَى المُؤمِنِينَ سَبِيلاً» (النساء: 141) فكانوا سبباً لتسلط الكفار على المسلمين. أما النظام الذي قام على أساس ولاية الفقيه فقد شكل نموذجاً لا مثيل له في الشرق والغرب، وأقام حكم الشعب الديني في إيران، وقطع الأيادي القذرة للمستكبرين التي كانت تعيث فساداً في إيران، إضافة إلی بثّ روح الرجاء في العالم الإسلامي و الأمل بین المستضعفین.

8. إذن اُرید أن أسأل الذین یسمّون أنفسهم بالمسلمین و لکن أیدیهم في أیدي الکفار: «ماذا لو لم تکن لإیران ولایة الفقیه؟ .. هل تریدون نظاماً یسلّط الكافرين علَى بلد المؤمنِين و علی دمائهم و أموالهم و أعراضهم؟ .. هل تحبّون أن یحکم إیران طواغیت من نوع "الشاه" الذي وقف في وجوه المسلمین لصالح إسرائیل؟! ..». فنوصي هؤلاء المسلمین بوصیة القرآن هذه: «يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود و النصاری أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولّهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين» (المائدة: 51).

*  *  *

و في الظروف الراهنة ـ حيث يتطلع مستضعفو العالم ولاسیما أتباع أهل البيت(ع) إلى الجمهورية الإسلامية ـ فإن أقل ما يرتجى من جميع المسؤولين والنخب والسیاسيين داخل البلد و خارجه أن يتعاضدوا ويتحدوا في السير على خطى النبي الإعظم(ص) و القرَآن الکریم و علماء الإسلام و الإمام الخمیني الراحل.

.................

انتهی / 101