إنّ شخصیة الإمام أبي محمّد الرضا (ع) قد احتلت عواطف العلماء و المؤلفین في کلّ جیل و عصر، و تمثّل ذلک فی جمل الثناء و التعظیم علی شخصیّته ، و إلیک بعض ما ورد عن الثناء علیه:
الإمام الکاظم (ع):
لقد أشاد الإمام الکاظم (ع) بولده الإمام الرضا ، و قدّمه علی السادة الأجلّاء من أبنائه ، و أوصاهم بخدمته ، و الرجوع إلیه فی امور دینهم، فقال لهم: « هذا أخوکم علي بن موسی عالم آل محمد (ص) سلوه عن أدیانکم ، واحفظوا ما یقول لکم ، فأنّي سمعت أبي جعفر بن محمد (ع) یقول لي : إنّ علم آل محمد (ص) لفي صلبک ، ولیتنی أدرکته فإنه سمّی أمیرالمؤمنین...». (1)
المأمون:
وأعلن المأمون العباسي فضل الإمام الرضا (ع) في کثیر من المناسبات:
1ـ قال المأمون للفضل بن سهل و أخیه : « ما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل ــ یعني الإمام علي بن موسی ــ علی وجه الأرض». (2)
2ـ أشاد المأمون بلإمام الرضا (ع) أیضا في رسالته التي بعثها للعباسیین الذین نقموا علیه بولایة العهد للإمام (ع) قائلا:
« ما بایع له المأمون ــ أي الإمام الرضا ــ إلّا مستبصرا في أمره عالما بأنه لم یبق أحد علی ضهرها ــ أی علی ظهر الأرض ــ أبین فضلأ، و لا أظهر عفّة ، و لا أورع ورعا، و لا أزهد زهدا في الدنیا، و لا أطلق نفسا ، و لا أرضی في الخاصّة و العامة، و لا أشدّ في ذات الله منه، وانّ البیعة له لموافقة لرضی الربّ». (3)
قال أبو الصلت عبدالسلام الهروي، و هو من أعلام عصره:
« ما رأیت أعلم من علي بن موسی الرضا ، ولا رآه عالم إلّا شهد له بمثل شهادتی ، و لقد جمع المألفون في مجلس له عددا من علماء الأدیان، و فقهاء الشریعة والمتکلمین فغلبهم عن آخرهم ، حتی ما بقي منهم أحد إلا أقرّ له بالفضل و أقرّ علی نفسه بالقصور...». (4)
و قال أیضا بن ماجة : « کان ــ أی الإمام الرضا ــ سید بني هاشم و کان المأمون یعظّمه و یبجّله وعهد له بالخلافة وأخذ له العهد...». (5)
وأیضا کثیر من العلاماء و الأشخاص مدحوا الإمام الرضا (ع) شعرا و نثرا ؛ فنقدم في هذا المجال شعرا من دعبل الخزاعی فی مدح علی بن موسی الرضا(ع):
لقد رحل ابن موسی بالمعالی وسار بیسره العلم الشریف
و تابعه الهدی و الدین طرّا کما یتتبع الالف الألیف (6)
المصدر : کتاب أعلام الهدایة
.....................................................
الهامش:
1ـ کشف الغمة : 3/107 ، أعیان الشیعة: 4 / ق 2 / 100.
2ـ الارشاد: 2 / 261 ، أعیان الشیعة: 4 / ق 3 / 133.
3ـ الطرائف: 279.
4ـ اعلام الوری: 2 / 64 وعنه کشف الغمة: 3 / 106، 107.
5ـ مسند الإمام الرضا: 1 / 136.
6ـ دیوان دعبل: 108.
انتهی / 115