جاء عنه أنه قال : أفضل الملوک من اعطي ثلاث خصال الرأفة و الجود و العدل و علیهم أن لا یفرطوا في ثلاث في حفظ الثغور و تفقد المظالم و اختیار الصالحین لأعمالهم . و قال : ثلاثة لا یعوز فیها المرء : مشاورة ناصح ، و مداراة حاسد و التحبب إلی الناس . و قال : احذر من الناس ثلاثة : الخائن و الظلوم و النمام ، لأن من خان لک خانک و من ظلم لک سیظلمک ، من نم الیک سینم علیک.
و ثلاثة من تمسک بها نال من الدنیا بغیة من اعتصم بالله و رضي بقضاء الله و أحسن الظن بالله ، و قال اعبد الناس من أقام الفرائض و أزهد الناس من ترک الحرام.
کل ذي صناعة مضطر إلی ثلاث خلال یحتلب بها الکسب : ان یکون حاذقا في عمله مودیا للامانة فیه مستمیلا لمن استعمله.
اذا لم تجتمع القرابة علی ثلاثة أشیاء تعرضوا لدخول الوهن علیهم و شماتة الاعداء بهم ، و هي ترک الحسد فیما بینهم لئلا یتحزبوا فیتشتت امرهم ، و التواصل لیکون ذلک حادیا لهم علی الالفة ، والتعاون لتشملهم العزة.
و قال له رجل : إني أحب الدنیا ، فقال له الامام : تصنع بها ماذا؟
قال : اتزوج منها و أحج و أنفق علی عیالي و أنیل اخواني ، فقال الامام : لیس هذا من الدنیا بل هو من الاخرة.
ثلاثة لا یصیبون إلا خیرا : اولو الصمت و تارکو الشر ، والمکثرون من ذکر الله و رأس الحزم التواضع .
فقال له بعضهم و ما التواضع یا ابا عبدالله ؟ قال : ان ترضی من المجلس بدون شرفک و ان تسلم علی من لقیت ، و ان تترک المراء و ان کنت محقا.
و قال للمفضل بن عمر : اوصیک بست خصال تبلغهن شیعتي : اداء الامانة الی من ائتمنک ، و ان ترضی لاخیک ما ترضی لنفسک ، و اعلم ان للامور اواخر فاحذر العواقب ، و ان للامور بغتات فکن علی حذر ، و ایاک و مرتقی جبل اذا کان المنحدر و عرا، و لا تعدنّ أخاک ما لیس في یدک و فاؤه.
و کان رجل یلازم الامام (ع) و یتردد علیه فانقطع عنه ، و لما سأل عنه قال له بعض من في مجلسه : انه نبطي منتقضا له ، فقال (ع) : أصل الرجل عقله و حسبه دینه و کرمه تقواه و الناس في آدم مستوون.
و في بعض الروایات ان عبدالعزیز القزاز کان یذهب إلی تألیه أهل البیت فدخل علی الامام الصادق (ع) فقال له : یا عبدالعزیز ضع لي ماء أتوضأ به ، قال عبدالعزیز: ففعلت ، فلما دخل قلت في نفسي : هذا الذي قلت فیه ما قلت ، فلما خرج قال : یا عبدالعزیز ، لا تحمل علی البناء فوق ما یطیق انا عبید مخلوقون ، وقال (ع) : اتقوا الظلم فأن دعوة المظلوم تصعد إلی السماء ، و من لم یهتم بأمور المسلمین فلیس بمسلم ، و کان رسول الله یقول: من أصبح لا یهتم بأمور المسلمین فلیس منهم و من سمع رجلا ینادي یا للمسلمین و لم یجبه فلیس بمسلم.
و قال :
المومن من طاب مکسبه و حسنت خلیقته و صلحت سریرته و انفق الفضل من ماله و أمسک الفضل من کلامه و کفی الناس شره و أنصف الناس من نفسه.
ایاکم و الخصومة فإنها تشغل القلب و تورث النفاق و من زرع العداوة حصد ما بذر ، و من لم یملک غضبه لم یملک عقله.
من کافأ السفیه بالسفه فقد رضي بما اوتي الیه حیث احتذی مثاله ، و منم عذر ظالما بظلمه سلط الله علیه من یظلمه فإن دعا لم یستجب له و لم یوجره الله علی ظلامته ، و من کف یده عن الناس فإنما یکف یدا واحدة و یکفون عنه ایدي کثیرة.
الفقهاء امناء الرسل فاذا رأیتم الفقهاء قد رکبوا الی السلاطین فاتهموهم علی دینکم.
و قال (ع) : ثلاثة تکدر العیش السلطان الجائر و جار السوء و المرأة البذیئة ،و ثلاثة لا یصلح العالم بدونها إلامن و العدل و الخصب.
و ثلاثة یجب علی کل انسان ان یتجنبها: مقارنة الاشرار و محادثة النساء و مجالسة أهل البدع.
و من رزق ثلاثا نال الغنی الاکبر القناعة بما أعطي و الیأس مما في أیدي الناس و ترک الفضول.
و قال لبعض اصحابه : لا تشاور الاحمق و لا تسعن بکذاب و لا تثق بمودة الملوک ، فان الکذاب یقرب لک البعید و یبعد لک القریب ، و الاحمق یجهد لک نفسه و لا یبلغ ما ترید ، و الملک اوثق ما کنت به یخذلک و أوصل ما کنت له یقطعک ، و لا یستغن أهل کل بلد عن ثلاثة : فقیه عالم ورع و أمیر خیّر مطاع و طبیب بصیر ثقة ، فان عدموا ذلک کانوا همجا رعاعا.
و قال (ع) : اذا کان الزمان زمان جور و أهله غدر فالطمأنینة إلی کل أحد عجز ، و اذا اردت أن تعلم صحة ما عند أخیک فأغضبه فإن ثبت لک علی المودة فهو أخوک و إلا فلا.
و قال (ع) : خف الله کأنک تراه و ان کنت لا تراه فإنه یراک ، و ان کنت تری أنه لا یراک فقد کفرت ، و إن کنت تعلم أنه یراک ثم برزت بالمعصیة فقد جعلته من أهون الناظرین إلیک.
ثلاثة هم أقرب الخلق الی الله یوم القیامة : رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه أن یحیف علی من هو دونه و من هو تحت یدیه ، و رجل مشی بین اثنین فلم یمل مع احدهما علی الاخر ، و رجل قال الحق فیما له و علیه . و ثلاثة تجب لهم الرحمة : غني افتقر و عزیز قوم ذل و عالم تلاعب به الجهال ، و إذا اراد الله برعیة خیرا جعل لهم سلطانا رحیما و وزیرا عادلا.
و کان یقول : والله ما ذئبان ضاریان في غنم غاب عنها رعاتها بأشد فتکا فیها من حب الجاه و المال في دین المسلم ، و یقول : لیس لک أن تأتمن الخائن و قد جربته ، ولیس لک ان تتهم من ائتمنت ، و لیس لملول صدیق ، و لا لحسود غنی و أحب أخواني من أهدی إلي عیوبي ، و إن من أوثق عری الایمان أن تحب في الله و تبغض في الله و تعطي في الله و تمنع في الله ، و لا تظنن بکلمة خرجت من أخیک سوءا و أنت تجد لها في الخیر محملا.
و قال لبعض شیعته : ما بال اخیک یشکوک ، فقال : یشکوني ان استقضیت علیه حقي ، فجلس مغضبا ثم قال: کأنک اذا استقصیت علیه حقک تسيء الیه أرأیتک ما حکی الله عن قوم یخافون سوء الحساب اخافوا ان یجور الله علیهم لا و لکنهم خافوا الاستقصاء فسماه الله سوء الحساب فمن استقصی علی أخیه فقد اساء الیه.
انتهی/125
-------------------
سیرة الائمة الاثني عشر هاشم معروف الحسني