وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : الفرات
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
167670

حلوى العيد (الكليجة) احدى علامات العيد بعد رؤية الهلال في العراق

لعيد الفطر المبارك علامات عديدة يعرفها الجميع منها رؤية هلال شهر شوال ، وفي مدينة الكوت تعود ابناؤها على رؤية علامة دالة على قدوم العيد

الا وهي (صواني الكليجة) وتزاحمها على افران الخبز في مشهد جميل يتزاحم خلاله افراد العائلة للمشاركة فيه.

رصدت معالم العيد في جولة قامت بها في مدينة الكوت ، التقت خلالها عددا من المواطنين.

تقول أم سعد /50 عاما/ " تعلمت صناعة الكليجة منذ الصغر من خلال مساعدة والدتي في عملها وارسالها الى الفرن الحجري الموجود في منطقتنا ليلا لكي تحتفظ بحرارتها حتى صباح يوم العيد ".

واضافت " ان نكهة الكليجة تتأثر بنوعية المواد المستخدمة في صناعتها ، إضافة إلى أن هناك أسرارا وفنا للصنعة لا تجيدها كل من تعمل الكليجة ".

وتؤكد أنه " وعلى الرغم من أن عمل الكليجة يتطلب مجهودا، لكن النتيجة عادة ما تكون مفرحة للنساء اللواتي يساعدن بعضهن في إعدادها في جلسة سمر يتم خلالها تجاذب أطراف الحديث والنكات ، خاصة وأنها تكون في ليلة العيد ".

اما الحاجة ام جميل فتقول " احب عمل الكليجة بيدي دون اللجوء الى استعمال القوالب الحديثة خاصة كليجة الجوز والمحشاة بالحلقوم الاحمر او التمر ".

وتابعت " اقوم بتقسيم العمل بين بناتي ، ليس لصعوبة العمل بل لتعليمهن طرق عمل الكليجة التي اصبحت من الاكلات التراثية والشعبية لدى العائلة العراقية ".

من جانبها قالت اسراء الخفاجي /اعلامية/ " أساعد والدتي في كل عيد بصناعة الكليجة لكن مع الأسف لحد الآن لم استطع إتقانها ".

وتضيف " قمت في عيد الفطر الماضي بصناعة كمية منها ، وعند مقارنتها بالتي صنعتها والدتي اتضح الفرق وهنا بدأت التعليقات الساخرة من قبل افراد العائلة وخاصة الاولاد منهم ".

وتشرح السيدة ام علي /ربت بيت/ طريقة عمل الكليجة قائلة " اقوم اولا بتهيئة حشوة الكليجة من الجوز واللوز المقطع والفستق واقوم بخلطه بالسكر والهيل والسمسم والمطيبات الاخرى ، كما نقوم بتحضير التمر الخالي من النوى ، واعداد العجينة المصنوعة من طحين الصفر ".

وتستطرد " بعدها نقوم بطلاء الصواني بالسمن النباتي او الحيواني (الدهن الحر) ونضع الكليجة التي تم صنعها بأشكال متنوعة منها الكروية او المستطيلة او المثلثة او الظفيرة استعدادا لشويها وتجهيزها ".

ويقول رياض العتابي /صاحب فرن/ " نستقبل خلال اليومين الاخيرين من شهر رمضان صواني الكليجة بغرض تهيئتها ليوم العيد ، اذ تفضل الكثير من العوائل العراقية شوي الكليجة في الافران الحجرية بدلا من افران الغاز في البيوت لحلاوة طعمها في الافران العامة وما يرافقها من طقوس جميلة ومفرحة ".

وتابع " اسعار شي الصينية تتراوح بين 1500 دينار واربعة الاف دينار ، فالافران محددة بحصة شهرية من الوقود وعليه لابد ان نشتري وقودا اضافيا وبأسعار تجارية لنلبي طلبات عوائل المنطقة في شي الصواني ".

وتتذكر السيدة انعام سعيد الجابري /معلمة متقاعدة ايام الحصار الاقتصادي وكيف كانت تصنع الكليجة قائلة " في سنوات الحصار كان الجميع يعلم عدم وجود طحين الصفر واذا وجد فأن سعره يكون مرتفعا جدا مقارنة برواتب الموظفين حينذاك اضافة الى مواد صناعة الكليجة الاخرى ".

واضافت " كنا نعمل الكليجة من طحين الحصة التموينية (الاسمر) ونحشوها بالتمر فقط ، وسعيد من يستطيع ان يتدبر قليلا من السكر والسمسم ليصنع منه حشوة خاصة للكليجة التي تقدم فقط لكبار الضيوف ".

اما عباس عيس الاركوازي فيقول " نحرص في العيد كعائلة على عمل الكليجة ، وهي أفضل ما نقدمه للضيوف المهنئين بالعيد وهي طريقة توارثناها عن أهلنا ، وتعدّ أول ما يقدمه صاحب المنزل لضيوفه خلال العيد مع العصائر أو الشاي أحيانا ".

واوضح " غير أن بعض كبار السن من المصابين بداء السكر مثلا أو ممن أسنانهم ليست سليمة يتفادون الحرج بأخذ قطعة أو قطعتين منها بعد وضعها في الجيب لإعطائها لأول طفل يصادفهم بعد الخروج من المنزل ".

ويتابع " كما نحرص على وضع كمية من الكليجة في كيس خاص نقدمه للمسحراتي (ابو طبيلة) الذي قدم جهدا طيبا لتنبيه الصائمين على موعد السحور وصلاة الفجر خلال شهر رمضان

انتهی/125