وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
163301

أربع أسئلة حول غیبة الامام المهدي

إن القول بأن الامام المهدي لا یزال حیا یرزق منذ ولادته عام 255 هجریة إلی الان و أنه غائب سوف یظطهر بأمر من الله سبحانه ، أثار أسئلة حول حیاته وإمامته ، نذکر رووسها:

 

1-     کیف یکون إمام و هو غائب ، و ما الفائدة المرتقبة منه في غیبته ؟

2-     لماذا غاب؟

3-     کیف یمکن أن یعیش إنسان هذه المدة الطویلة؟

4-     ما هي اشراط و علائم ظورة ؟

 

هذه الاسئلة أثیرت حول الامام المهدي منذ أن غاب ، و کلما طالت غیبته اشتد الترکیز علیها ، و قد قام المحققون من علماء الامامیة بالاجابة علیها في مولفات مستقلة لا مجال لنقل معشار ما جاء فیها ، غیر أن الاحالة لما کانت عن المحذور غیر خالیة ، نبحث عنها علی وجه الاجمال ، و نحیل من أراد التبسط إلی المصادر المولفة في هذا المجال.

 

السوال الاول :

 

کیف یکون إماما و هو غائب ؟ و ما فائدته؟

 

أن القیادة و الهدایة و القیام بوظائف الامامة ، و هو الغایة من تنصیب الامام ، أو اختیاره ، و هو یتوقف علی کونه ظاهرا بین أبناء الامة ، مشاهدا لهم ، فکیف یکون إماما و قائدا ، و هو غائب عنهم؟!

و الجواب : علی وجهین نقضا وحلا.

أما النقض : فأن الترکیز علی هذا السوال یعرب عن عدم التعرف علی أولیاء الله و أنهم بین ظاهر قائم بالامور و مختف قائم بها من دون أن یعرفه الناس.

أن کتاب الله العزیز یعرفنا علی وجود نوعین من الائمة و الاولیاء للامة ، وليّ غائب مستور ، لا یعرفه حتی نبي زمانه ، کما یخبر سبحانه عن مصاحب موسی (ع) بقولة (( فوجدا عبدا من عبادنا آتیناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنّا علما * قال له موسی هل أتّبعک علی أن تعلّمن مما علّمت رشدا)) الکهف /65-82

و وليّ ظاهر باسط الید ، تعرفه الامة و تقتدي به.

فالقرآن إذن یدلّ علی أن الولي ربّما یکون غائبا ، و لکنّه مع ذلک لا یعیش في غفلة عن أمته ، بل یتصرّف في مصالحها و یرعي شوونها ، من دون أن یعرفه أبناء الامة.

فعلی ضوء الکتاب الکریم ، یصح لنا أن نقول بأن الولي إما ولي حاضر مشاهد ، أو غائب محجوب.

و إلی ذلک یشیر الامام علي بن أبی طالب في کلامه لکمیل بن زیاد النخعي یقول کمیل : أخذ بیدي أمیر المومنین علي بن أبي طالب (ع) فأخرجني إلی الجبّان ، فلمّا أصحر ، تنفّس الصعداأ و کان مما قاله :« اللهم بلی ، لا تخلو الارض من قائم لله بحجّة ، إمام ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله و بیّناته».

و لیست غیبة الامام المهدي ، بدعا في تاریخ الاولیاء ، فهذا موسی بن عمران ، قد غاب عن قومه قرابة أربعین یوما ، و کان نبیا ولیّا ، یقول سبحانه : (( و واعدنا موسی ثلاثین لیلة و أتممناها بعشر قتم میقات ربه أربعین لیلة * و قال موسی لأخیه هارون اخلفني في قومي و أصلح و لا تتبع سبیل المفسدین ))

و هذاا یونس کان من أنبیاء الله سبحانه ، و مع ذلک فقد غاب في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانک إنّي کنت من الظالمین * فاستجبنا له و نجیناه من الغم و کلذلک ننجي المومنین ))

أو لم یکن موسی و یونس نبیّین  من أنبیاء الله سبحانه ؟ و ما فائدة نبي یغیب عن الابصار ، و یعیش بعیدا عن قومه ؟

فالجواب في هذا المقام ، هو الجواب في الامام المهدي (ع) و سیوافیک ما یفیدک من الانتفاع بوجود الامام الغائب في زمان غیبته في جواب السوال التالي .

و إلی هذه الاجوبة أشار الامام المهدي (ع) في آخر توقیع له إلی بعض نوّابه ، بقوله : « و أما وجه الانتفاع بالشمس إذا غیّبها عن الابصار ، السحاب».

 

السوال الثاني:

 

لماذا غاب المهدي (ع) ؟

 

إن ظهور الامام بین الناس ، یترتّب علیه من الفائدة ما لا یترتب علیه في زمن الغیبة ، فلماذا غاب عن الناس ، حتی حرموا من الاستفادة من وجوده ، و ما هي المصلحة التي أخفته عن أعین الناس ؟

الجواب :

إن هذا السوال یجاب علیه بالنقض و الحل:

أمّآ النقض : فبما ذکرناه في الاجابة عن السوال الاول ، فإن قصور عقولنا عن إدراک أساب غیبته ، لا یجرّنا إلی إنکار المتضافرات من الروایات ، فالاعتراف بقصور أفهامنا أولی من ردّ الروایات المتواترة ، بل هو المتعیّن.

و أما الحل : فإن أسباب غیبته ، واضحة لمن أمعن فیما ورد حولها من الروایات ، فانّ الامام المهدي (ع) هو آخر الائمة الاثنی عشر الذین وعد بهم الرسول ، و أناط عزة الاسلام بهم ، و من المعلوم أن الحکومات الاسلامیة لم تقدّرهم بل کانت لهم بالمرصاد، تلقیهم في السجون ، و تریق دماءهم الطاهرة ، بالسیف أو السمّ، فلو کان ظاهرا ، لإقدموا علی قتله ، إطفاء لنوره ، فلاجل ذلک اقتضت المصلحة أن یکن مستورا عن أعین الناس ، یراهم و یرونه و لکن لا یعرفونه ، إلی أن تقتضي مشیئة الله سبحانه ظهورة ، بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله ، و الانضواء تحت لواء طاعته ، حتی یحقق الله تعالی به ما وعد به الامم جمعاء من توریث الارض للمستضعفین .

و قد ورد في بعض الروایات إشارة إلی هذه النکتة ، روی زرارة قال : سمعت أبا جعفر (الباقر(ع)) یقول : إنّ للقائم غیبة قبل أن یقوم ، قال : قلت : و لم ؟قال : یخاف .قال زرارة : یعني القتل.

و في روایة أخری : نخاف علی نفسه الذبح .

 

السوال الثالث :

 

الامام المهدي و طول عمره ؟

 

أن من الا