وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : valiasr-aj
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
160871

حقیقة الوهابية(2)

تكملة المقالة السابقة

علماء الاسلام يكفّرون الوهابية

3.بعث محمد بن عبدالوهاب ـ ايام حكومة الشريف مسعود ـ ثلاثين مبلغاً الي مكة لأجل التبليغ و الاذن لأداء مناسك الحج. فجمع الشريف علماء‌ الحرمين و ناظروهم. فنظروا الي عقائدهم، فإذا هي مشتملة علي كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا عليهم الحجة والبرهان، امر الشريف مسعود، قاضي الشّرع أن يكتب حجة بكفرهم الظاهر ليعلم به الاول و الآخر، و أمر بسجن اولئك الملاحدة الانذال و وضعهم في السلاسل و الاغلال فقبض منهم جماعة و سجنهم و فرّ الباقون.» [61]4.  وفي عام 1184 ـ امارة الشريف احمد: ارسل امير الدرعية جماعة من علمائهم فأمر العلماء أن يختبروهم فوجدوهم لايتدينون الابدين الزنادقة، فأبي أن يأذن لهم في الحج.» [62]انتقال والده الى حريملة  

ترك ابوه العيينة مغادراً لها ونزل بلده حريملة و بقي فيها الي ان توفي عام 1143ﻫ ولم‌يكن راضيا عن ابنه وطالما زجره و نهاه و لما توفي ابوه تجّرأ عليه اهل حريملة و همّوا بقتله فهرب الي العيينة و هي مسقط رأسه فتعاهد هو و  اميرها (عثمان بن معمر) علي ان يشدّ كلٌ ازر الاخر فيترك الامير للشيخ الحرية في اظهار الدعوة و العمل على نشرها و شرط ان يقوم محمد بن عبد الوهاب بشتّي الوسائل لسيطرة الأمير على نجد بكاملها. و كانت نجد آنذاك موزعّة الي ست او سبع امارات منها امارة العيينة ثم لأجل تقوية العلاقات وتوثيقها زوّج الامير اخته «جوهرة» من ابن عبدالوهاب و بهذا فقد سخّر الدين لأجل الدنيا و تسليط الامير وسيطرته على المنطقة.[63]هدم القبر و الامر باخراج الشيخ  

لم‌يطل عمرُ التحالف و ذلك حيث أمر بهدم قبر زيد بن الخطاب[64]، فحدثت الفتن واشتدّ الاعتراض علي‌ابن عبدالوهاب جرّاء ذلك، فأمر سليمان الحميدي ـ صاحب الاحساء و القطيف ـ عثمان بن معمر بقتل الشيخ.يقول صاحب تاريخ نجد : قرر عثمان أن يتخلص من ضيفه فطلب منه ان يختار المكان الذي يريد الذهاب اليه، فاختار الدرعية فأرسل عثمان معه رجلاً اسمه فريد، و كلّفه ان‌يقتل ابن عبدالوهاب في الطريق و لكن فريداً خذلته ارادته و ترك الشيخ و قفل راجعا دون ان يمسه بسوء.[65]وعن السيد محمود شكري: انّه خرج الي الدرعية ـ سنة 1160 بالهجرة و هي بلاد مسيلمة الكذاب.[66]الاتفاق بينه و بين ابن سعود ورد الشيخ الدرعية عام 1160ﻫ و كان اميرها ابن سعود و تمّ الاتفاق بين الامير و الشيخ، على غرار ما كان بينه و بين عثمان في العيينة فقد وهب الشيخ نجد و عربانها لابن سعود. ووعده كثرة الغنائم الحربية التي تفوق ما يتقاضاه من الضرائب، بشرط أن يدع لابن عبدالوهاب الحرية الكاملة فيما يراه من وضع الخطط لنشر دعوته.يقول الرواة: إنَّ الامير سعود بايع محمد بن عبد الوهاب على القتال في سبيل الله و معلوم انهما لم يفتحا بلدا غير مسلم في الشرق او في الغرب و انما كانا يغزوان و يحاربان المسلمين الذين لم يدخلوا في طاعة ابن سعود و لاجل ذلك قال الامير لابن عبد الوهاب: ابشر بالنصر لك و لما أمَرتَ به و الجهاد على من  خالف التوحيد لكن اريد ان اشترط عليك شرطين : اولاّ  اذا قمنا بنصرتك و فتح الله لنا و لك اخشى ان ترحل عنّا و تستبدل بنا غيرنا فعاهده الشيخ ان لا يفعل. ثانيا : إنّي أتقاضى من اهل الدرعية مالا وقت الثمار. و اخاف ان تمنع ذلك فقال الشيخ : لعل الله يفتح الفتوحات فيعوضّك الله من الغنائم ما هو اعظم منها. [67]قوة التحالف

فقد زوج محمد سعود ابنه عبدالعزيز من احدى بنات ابن عبد الوهاب. فقوي الترابط بينهما ولايزال هذا العهد و التعاهد مستمراً بين عائلة آل الشيخ و عائلة آل‌سعود.[68]بدء الدعوةبعد ان شعر ابن عبد الوهاب بقوته، جمع انصاره و اتباعه و حثهم علي الجهاد و كتب الي البلدان المجاورة المسلمة ان تَقْبلَ دعوته و تدخل في طاعته و كان يأخذ ممن يطيعه عُشر المواشي و النقود و العروض. و من خالفه، غزاه بانصاره و قتل الانفس و نهب الاموال و سبي الذراري ، و كان شعاره: أُدخل في الوهابية و الافالقتل لك و الترمّل لنسائك و اليتم لأطفالك.[69]هذا هو مبدا الوهابية الذي لم يتنازل عنه لأية مصلحة و من اجله تحالف مع ابن معمر في العيينة ثم مع ابن سعود في الدرعية... و من الأكيد أنّه كان على اتم استعداد ان يتحالف مع اي قوة يستعين بها للوصول الي نواياه و مآربه. يقول عبدالله فيلبي في تاريخ نجد: «و قد ادخل ابن عبدالوهاب في عقول طلاّبه مبادي فريضة الجهاد المقدس! فوجد الكثير منهم في الجهاد أقدس تعاليمه اذ انه يتفق مع ما اعتاده عليه العرب» يريد أن العرب قد اعتادوا علي السلب و النهب. كما خصص الشيخ خُمس الأسلاب و الاموال السرقات و النهب لخزينته المركزية التي كان الامير و الامام يتقاضيان منها ما يقوم بأودها و هكذا كان سلطان الشيخ في تصرف شوؤن البلاد بعد مرور سنة او سنتين.

 

سنة سيئة  

إنّ الوهابية سنّت القتل و السفك المروع و ابن عبدالوهاب يهتف: لاعدل ولا سلم و لا رحمة ولا إنسانية  ولا حياة لا شيء، ابدا الاّ الوهابية او السيف. و محمد بن عبدالوهاب هو المسؤول عن هذه البدعة  و الحروب و الضحايا و قتل الالاف من المسلمين الابرياء. يكفينا قول اخيه الشيخ سليمان حيث قال لأخيه:

فانتم تكفّرون بأقل القيل و القال؛ بل تكفّرون بما تظنون انتم انه كفر بل تكفّرون بصريح الاسلام بل تكفّرون من توقف عن تكفير من كفرتموه.[73]رجــوع السيــد محمد بن اسماعيل الصنعاني المتوفى 1182ﻫإن السيد لما بلغه من احوال الشيخ النجدي: من الدعوة  الي التوحيد رحّب بالفكرة داعما لها بأبيات، فأنشا: سلام علي نجـد و مـن حــلّ في نجد                    وإن كان تسليمي علي البعد لايجدي

 لكنه بعد التحقيق وجد أن الامر على عكس ما وصل اليه فانشأ: رجعت عن القول الذي قلت في نجد