وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : tebyan/harouf
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
160539

20 جمادي الثاني ذکری ولادتها

فاطمة بضعة مني

 إنه اسم عظيم ومقدس، ارتبطت به العظمة والقداسة منذ أن ارتبط هذا الإسم بشخصية هذه السيدة الطاهرة بنت رسول الله ورحمة للعالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقدسيتها عليها السلام ذاتية ، نابعة من أعماق كيانها النوراني الذي فطرها الله عليها، وعجنها بها حتى تأهلت لذلك أن تنال وسام سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين من أبينا آدم عليه السلام إلى قيام يوم الدين.

 فهي سلام الله عليها بهرت العقول والألباب، وخسأت الأنظار والأبصار عندما أرادت أن تتطلع على عظمتها، وترنو إلى جلالها، لتعرف من هي فاطمة الزهراء عليها السلام، فإنه لا أحد يعلم من هي  إلا ربها وأبوها وبعلها وبنوها الأئمة الأطهار عليهم السلام. يكفيها فخراً قوله تبارك وتعالى لوالدها:     

 

 (يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك.. ولولا علي لما خلقتك.. ولولا فاطمة لما خلقتكما)

 

ولادة فاطمة الزهراء ( ع )

وُلِدَت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في العشرين من جَمادي الآخرة ، من سنة خمس من البعثة ، و النبي ( صلى الله عليه وآله ) له من العمر خمسة و أربعين عاماً ، فأقامَتْ ( عليها السلام ) بمكة ثمان سِنين ، و بالمدينة عشر سنين ، ( بحار الأنوار 43 / 9 ح 16 ) .

 

لما حملت خديجة ( عليها السلام ) بفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، كانت فاطمة ( عليها السلام ) ، تحدِّثُها من بطنها وت صبِّرها ، وك انَتْ تَكتم ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

 

فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً ، فسمع خَديجَة تحدِّث فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) لها : ( يَا خَدِيجَة ، مَنْ تُحدِّثِينَ ؟ ) .

 

قالت : الجنين الذي في بطني يُحدِّثني ، و يُؤنِسني .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا خديجة ، هذا جبرائيل يخبرني أنَّها أنثى ، و أنَّها النَسلَة الطَّاهِرَة المَيْمُونَة ، وَ أنَّ اللهَ سَيَجْعل نَسْلِي مِنْهَا ، و سَيَجْعَل مِنْ نَسْلِهَا أئِمَّة ، و يَجْعَلهُم خُلَفَاء فِي أرْضِهِ بَعْدَ انقِضَاءِ وَحْيِه ) .

 

فلم تزل خديجة ( عليها السلام ) على ذلك إلى أن حَضَرَت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش و بني هاشم ، أنْ تعالين لتلينَّ منِّي مَا تَلي النسَاءُ من النسَاءِ .

 

فأرسلْنَ إليها ، أنتِ عَصيتِنَا ، و لم تقبَلِي قولَنا ، و تزوَّجتِ مُحمَّداً يتيم أبي طالب ، فقيراً لا مال له ، فلسْنَا نجيء و لا نَلِي من أمرك شيئاً .

 

فاغتمَّت خديجة ( عليها السلام ) لذلك ، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوَة سُمْر طِوال ، كأنَّهُنَّ مِن نساءِ بني هاشم ، ففزعت مِنهنَّ لمَّا رأتْهُنَّ .

 

فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة ، فإنَّا رُسُل ربِّك إليك ، و نحن أخواتك ، أنا سارة ، و هذه آسية بنت مزاحم ، و هي رفيقتُكِ في الجنة ، و هذِهِ مريم بنت عمران ، و هذه كلثم ، أخت موسى بن عمران ، بَعَثَنا اللهُ إليك لِنَلي منك ما تلي النساءُ من النساء .

 

فجلسَتْ واحدة عن يمينها ، و أخرى عن يسارها ، و الثالثة بين يديها ، و الرابعة من خلفها ، فوضعَتْ فاطمةَ الزهراءِ ( عليها السلام ) طاهِرَة مُطهَّرة .

 

فلما فاطمةَ الزهراءِ ( عليها السلام ) سقطت إلى الأرض أشرق منها النُور ، حتى دخلَ بيوتات مَكَّة ، فلم يبْقَ في شرق الأرض ، و لا غَربها موضعٌ إلاَّ أشرق منه ذلك النور .

 

و دَخلْنَ عشر من الحُورِ العين ، كلُّ واحدة منهن معها طَست ، و إبريق من الجنة ، و في الإبريق ماء من الكوثر .

 

فتناولَتْها المرأة التي كانت بين يديها ، فغسَّلتها بماء الكوثر ، و أخرجت خِرقَتَين بيضائين أشدَّ بياضاً من اللَّبن ، و أطيب ريحاً من المسك و العنبر ، فلفَّتْها بواحدة و قنَّعَتْها بالثانية .

 

ثم استنطقتها ، فنطقت فاطمة ( عليها السلام ) بالشهادتين ، و قالت : ( أشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ ، وَ أنَّ أبِي رَسُولَ اللهِ سَيِّدَ الأنْبِيَاءِ ، و أنَّ بَعْلِي سَيِّدَ الأوصِيَاءِ ، وَ ولْدِي سَادَة الأسْبَاطِ ) .

 

ثم قالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهَّرة ، زكيَّة ميمونة ، بورِكَ فيها وفي نَسْلِها ، فتناولَتْها فرحة مستبشرة ، و ألقمَتْها ثَدْيها فدرَّ عليها .

 

و كانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر ، و تنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة ( بحار الأنوار 43 / 2 ح 1 )

 

عمرها

وكان عمرها عليها السلام مع أبيها (ص) بمكة ثمانية سنين وهاجرت إلى المدينة مع أبيها رسول الله (ص) فأقامت معه عشر سنين، فكان عمرها ثمانية عشر سنة، فأقامت مع علي عليه السلام بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً وفي رواية أخرى أربعين يوماً.

 

ألقابها

أما ألقابها عليها السلام فهي: أنسية - حوراء - عذراء - نورية - حانية - كريمة - رحيمة - شهيدة - عفيفة - قانعة - رشيدة - شريفة - حبيبة - محترمة - صابرة - سليمة - مكرمة - صفية - عالمة - عليمة - معصومة - مغصوبة - مظلومة - ميمونة - منصورة - محتشمة - جميلة - جليلة - معظمة - حاملة البلوى - الشاكية - حليفة العبادة - التقية - حبيبة الله - بنت الصفوة - ركن الهدى - آية النبوة - شفيعة العصاة - أم الخيرة - تفاحة الجنة - المطهرة - سيدة النساء - بنت المصطفى - صفوة ربها - موطن الهدى - قرة عين المصطفى - حكيمة - فهيمة - عقيلة  - محزونة - مكروبة - عليلة - عابدة - زاهدة - قوامة - باكية - صابرة - صوامة - عطوفة - رؤوفة - حنانة - البارة - الشفيقة -  أم السبطين - دوحة النبي - نور سماوي - زوجة الوصي - بدر التمام - درة بيضاء - بحر الشرف - ولية الله - سر الله - أمينة الوحي - عين الله - مكسورة الضلع - رضيض الصدر - مغصوبة الحق - حفي القبر. ومن أسماؤها: الزهراء - البتول - الصديقة - الطاهرة - المحدثة - المباركة - الرضية - المرضية - أم أبيها، أم الحسنين، أم الأئمة.

 

قبس من أسمائها ومعانيها 

            فاطمـــة عليها السلام: لأن الله قد فطم من أحبها من النار.      

            الزهـراء عليها السلام: لأن نورها زهر لأهل السماء.    

            الصـديقة عليها السلام: لأنها لم تكذب قط.   

            المباركـة عليها الس