وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : مجلة النافذة
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
160533

من عبدالرحمن القرضاوي

شعر في سماحة السيد حسن نصر الله

و دخلت الحَضْرَةَ وحدي

لا أدري ما سرُّ الضوء الطالع في عيني

كشمسِ تنبع من أرضِ لسماء

لم أُبصر في عمري شمساً بعمامة

ما بالي أشعر أني أدخل غارَ حِراء

والشمس تخفَّت خلف غمامة

وأنا لا أدري هل أتقدم نحو الشمس

أم الشمس السمراء بدت تتقدم نحوي باستحياء

ونظرت لذاك الفارس وهو يشد لثامه

فتكثف بعض ضباب الرهبة فوق زجاج الرؤية

حتى غير من شكل الأشياء

لكن حضور السيد يضفي الصفو على الأجواء

ونظرت له

فوجدت الوقت يعود الى الماضي

لأراهُ كتلميذٍ لا يرفع إصبعه إلا كي يبهر أستاذاَ

ويفوقَ بمنطقهِ الزملاء

و يمر الوقت ... فيكبر حتى أبصره

كالشاعر لم يجهر بقصائدِ حب أو بهجاء

ويمر الوقتُ لأبصره رجلاً يخفي العضلات

فلا يتشاجر إلا من أجل الضعفاء

ويمر الوقت لأبصره في هذي اللحظة كالأسد الجبار

ولكن يُهدي الحب الى الأشبال كنورٍ في الظلماء

يعلو فوق الهاماتِ ولكن من دون استعلاء

فنويت الشعر و لكن

دَخَلَتْ في الحَضْرَةَ بعض ثعابين الصحراء

قالوا من دون حياء

فلنقم حد الحرابة ... ذاك شتام الصحابة

ففزعتُ

ففزعت كما طفلٍ يتعرف معنى الموت

بدون مقدمة بوفاة جميع ذويه

ونظرت الى السيد

فإذا بذراع السيد قد ألقت بعصا

فإذا هي تلقف ما يأفكون

فصرخت

لا يقدر فرعونٌ أن يحيى دون الساحل

كي يعطيه العون

فأجاب صراخي صوت

لا يقدر سحار أن يحيى أيضاً من دون الفرعون

وبدأت بشعر

يا صانع النصر المبين

يا من نصرت المسلمين

فأجاب السيد وهو يُحلِّق بين الغبطة و الحلمِ

لا ترفع أصناماً

كي لا تضطر بيوم أن تهدمها

فوجدت لساني قد ثُبت في حلقي بالأوتاد

لكن أكملت لحون الشعر

يا صانع النصر المؤزَّر

يا أيها الأسد المزمجر

فوجدت السيد يكمل سيل تدفقه

ويقول :

لم يخترع العدل القهر

لم يخترع الشعر المتنبي

لم يخترع الإظلامَ الليلُ

ولا الإصباح بمخترعٍ للنور

لم يخترع السكين القتل ولا الأحجار الدور