وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
160445

الذنوب التي تنقص العمر

 

يشرح الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) عوامل قصر العمر و يقول : « و الذنوب التي تعجل الفناء : قطيعة الرحم ، و اليمين الفاجرة، و اقوال الكاذبة ، و الزنا و سد طرق المسلمين و ادعاء الامامة بغير حق » .

و في هذا الحديث يعدد الامام ستة عوامل مودية إلی تعجيل الهلكة و الفناء نتاول هنا بعضها .

 

قطيعة الرحم تعجل الفناء

 

قد يكون القارئ الكريم قد شاهد في حياته مصاديق لهذه العلاقة ، فما أكثر الأفراد الذين طال عمرهم في خير و بركة‌ نتيجة صلة الرحم ، وما اكثر من خبت جذوة حياتهم في عنفوانها نتيحة قطعية الرحم .النصوص الدينية أكدت علي هذه العلاقة ، و الروايات كثير في هذا المجال نذكر طائفة منها.

عن امير المومنين علي (ع) :« إن اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم تذرانالديار بلاقع من أهلها».

و روي أبوحمزة الثمالي عن أمير المومنين (ع) قوله :« أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء». فقام إليه رجل من الخوارج و قال: يا علي ، و هل هناك ذنوب تعجل الفناء؟ قال الإمام :« نعم ويلك ، قطيعة الرحم ....».

 

 

بين الإمام الصادق (ع) و المنصور

 

 

بعث أبو جعفر المنصور إلي الإمام الصادق (ع) ، و أمر بفرش فطرحت له إلي جانبه فأجلسه عليها ثم قال : عليّ بمحمد ، عليّ بلمهدي(اسم ولده و لقبه) يقول ذلك مرارا ، فقيل له : الساعة الساعة يأتي يا أمير المومنين ، فما لبث أن وافي ، فأقبل المنصور علي الإمام الصادق (ع) فقال : يا أبا عبدالله حديث حدّثه في صلة الرحم . اذكره يسمعه المهدي ، قال الصادق (ع) :

« نعم ، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي (ع) قال : قال رسول الله (ص): إن الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصبرها الله عزوجل ثلاثين سنة ، و يقطها و قد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيّرها الله ثلاث سنين .ثم قال (ع) :يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ».

قال المنصور : هذا حسن يا أبا عبدالله ، و ليس إياه أردت .

قال اباعبدالله (ع): « نعم ، حدثني أبي عن جده عن علي (ع) قال : قال رسول الله (ص) صلة الرحم تهون الحساب و تقي ميتة السوء». قال منصور : نعم هذا اردت .

 

 

 

قطع الرحم بعد الشرك بالله !

 

جاء رجل رسول الله (ص) فقال : ما أبغض الأعمال إلي الله ؟

قال : الشرك بالله

قال : ثم ماذا

قال : قطيعة الرحم

قال : ثم ماذا؟

قال : الأمربالمنكر و النهي عن المعروف .

 

 

قصة من الكافي

 

روي أحد أصحاب الامام الصادق (ع) أنه قال للإمام :

إن إخوتي و بني عمي قد ضيقوا علي الدار ، و ألجؤوني ، منها إلي البيت ، ولو تكلمت أخذت ما في أيديهم .

قال الإمام : اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا.

قال : فإ نصرفت ، و وقع الوباء في سنة إحدي و ثلاثين و مئة ، فماتوا والله كلهم ، فما بقي منهم أحد . قال : فخرجت فلما دخلت عليه قال(الامام) : ما حال أهل بيتك ؟

قال : قلت له: قد ماتوا والله كلهم ، فما بقي منهم أحد.

فقال : هو بما صنعوا بك و بعقوفهم إياك و قطع رحمهم بتروا، أتحب أنهم بقوا وأنهم ضيقوا عليك؟

قال : قلت أي و الله.

 

 

ثلاثة أحاديث في صلة الرحم

 

عن الإمام الباقر (ع) قال :« صلة الأرحام تزكي الأعمال و تنمي الأموال ، و تدفع البلوي ، و تيسر الحساب و تنسئ في الأجل ».

و روي عن رسول الله (ص) أنه قال :« أوصي الشاهد من أمتي و الغائب و من في اصلاب الرجال و أرحام النساء أن يصل الرحم و إن كانت منه علي مسيرة سنة ، فإن ذلك من الدين».

و عن الإمام الصادق (ع) قال :« ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلا صلة الرحم ، حتي أن الرجل يكون أجله أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثا و ثلاثين سنة .و يكون أجله ثلاثا و ثلاثين سنة فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة و يجعل أجله إلي ثلاث سنين ».

 

 

الكذب ينقص العمر

 

 

الكذب من الأخطار التي تهدد المجتمع البشري علي الصعيدين الفردي و الإجتماعي . يقول أمير المومنين علي (ع):

« ألا فاصدقوا فإن الله مع الصادقين ، و جانبوا الكذب فإن الكذب مجانب الإيمان ، إلا و إن الصادق علي شفا مناجاة و كرامة‌ ، إلا و إن الكاذب علي شفا مخزاة و هلكة ».

وقال في حديث آخر :« الصدق ينجي و الكذب يردي ». و الأحديث توكد بشكل خاص علي الأثر المدمر للكذب المقرون باليمين .

قال رسول الله (ص):«من حلف علي يمين و هو يعلم أنه كاذب فقد بارز الله بالمحاربة ، و إن اليمين الكاذبة‌ تذر الديار بلاقع من أهلها و تورث الفقر في العقب».