بقلم :حمید حلمی زاده
تباينت المواقف و التقييمات الرولية بشأن خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما الموجه الي العالم الاسلامي من القاهرة . بين أن الاعتقاد السائد اعتبره خطابا لم يأت بشيء جديد عدا استخدامه كلمات مهذبةخلافا للنبرة الاستزازية التي كان يستخدمها سلفه الجمهوري جورج دبيليو بوش في التعاطي مع البلدان الاسلامية و العربية ، والتي كان من نتائجها تحول الولايت المتحدة إلي دولة مكروهة جدا في العالم كله متلحا اكد ذلك سماحة قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي (دام ظله) في كلمته بمناسبة الذكري العشرين لرحيل زعيم الثورة الإسلامية و موسس الجمهورية الاسلامية في ايران سماحة المقدس الإمام الخميني (قدس سره الشريف).
فمن الواضح أن الإستراجية المتطرفة التي اعتمدها المحافظون الجدد في عهد إدارة بوش البائدة ، قدمت امريكا كدولة استكبارية امبريالية لا تفهم سوي لغة الحرب و الغزو و الاحتلال في التعامل مع القضايا الاقليمية و الدولية .
لقد خلق هذا الوضع انطباعات سيئة في اذهان المسلمين و العرب والشرفاء و الاحرار في العالم اعلنت دون تردد رفضها و استنكارها لهذه الاستراتيجية خاصة و أنها صرحت بأنها تطبق استراتيجية تقوم علي إشاعة « الفوضي الخلاقة » لتحقيق اهدافها و مآربها لاسيما لايجاد شرق اوسط كبير مختزل فيه كل السياسيات الاقليمية لترجيح كفة الكيان الصهيوني الغاضب مع تقديم بعض الفتات لهذه الدولة او تلك علي أن تتواطأ جميع البلدان مع واشنطن و تلابيب للقضاء علي قوي المقاومة الاسلامية في لبنان و فلسطين و من تم إعتراف البلدان العربية كافة باسرائيل كأمر واقع وقفا لمبادرة القمة العربية في بيروت عام 2002 .
و مع تهادي هذا المشروع الاستعماري الامريكي ــ الصهيوني علي وقع ضربات المقاومة الباسلة و تكبير واشنطن و تل ابيب حزائم مذلة في لبنان و فلسطين و العراق و افغانستان و إنقشاع ادارة بوش و فريق المتثلاين عن الساحة الدولية و لو لفترة موقتة و وصول الديمقراطين برئاسة الرئيس الامريكي الافريقي الأصل اوباما إلي السلطة في البيت الأبيض لم يجد الأخير بّدا سوي تغيير السياسة الاستكبارية التي جرّت الويلات و المشاكل السياسية و العسكرية والإقتصادية علي الولايات المتحدة قبل غيرها و لاسيما بعد ظهور الأزمة المالية العالمية التي اقتحم الجمهوريون بعدهم الاسود بها في البيت الابيض.
و بالعودة إلي خطاب باراك اوباما في العاصمة المصرية القاهرة و محاولته التغطية علي قبل المآسي و النكبات و الكوارث التي اوجدتها واشنطن ليس في زمن بوش …وحسب و انما منذ بروز نجم امريكا كقوة استكبارية كبري عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 يبدو ثمة الكثير من الأعمال التي يتعين علي الرئيس الامريكي الأسمر الاضطلاع بها لكي يبرهن علي أنه ملتزم بوعوده التغييرية .
وقد أعلن الإمام الخامنئي بوضوح أن صورة أمريكا العدوانية لن تغيرها الكلمات المعدولة و أنما الأفعال و كذلك التجاوب مع التطلعات المحققة للدول و الشعوب.
بين أن تأكيد الرئيس الأمريكي باراك اوباما في خطابه علي مصيرية العلاقات بين الولايات المتحدة و اسرائيل يدفع الي الإقتناع بأن برنامجه التغييري سيبقي محكوما بالإستراتيجية الصهيونية التي لاتلتزم بقيم الصدق و الحق و الصدق بل بالعظرمة و الطغيان و العدوانية الامر الذي يعزز العلاقات بان باراك اوباما لن يكون وفيّا لوعوده في المستقبل .
انتهی / 115