ان حادث طبس هو اكبر فضيحة على هزيمة مؤامرة الامبريالية الاميركية ضد الثورة الاسلامية الايرانية.
بدون شك ان الحادث الذي وقع في طبس وادى الى هزيمة المرتزقة الاميركان، هو احد اكبر معجزات القرن لأن الشيطان الاكبر اميركا المجرمة بدأت هجومها وهي تمتلك احدث واعقد التجهيزات العسكرية والاعداد الشامل والتنسيق الكامل مع العملاء في الداخل والخارج وبذريعة تحرير جواسيسها ولكنها في الحقيقة كانت تعتزم القضاء على النظام الاسلامي.
ان قادة البيت الابيض وزعماء البنتاغون كانوا متأكدين من نجاح الغزو بالكامل، لكن مشيئة الله عزوجل كانت تحفظ هذا الشعب والثورة، وفي طبس ايضا فان الامدادات الغيبية لله سبحانه وتعالى قد تجلّت لطواغيت هذا العصر لكي تثبت امر مشيئة الله سبحانه وتعالى فوق الجميع.
ونحن سنشير هنا الى التحركات الاميركية تجاه الثورة الاسلامية واحداث الهجوم في ۲۵/ابريل، وسنعمل على دراستها من خلال الاستناد الى الوثائق التي حصلنا عليها من وكر الجاسوسية «السفارة الاميركية السابقة في طهران» واحاديث كارتر التي نشرت على شكل مذكرات.
اسلوب الامبريالية الاميركية تجاه الثورة الاسلامية قبل الهجوم العسكري
من المؤكد ان اول ضربة مهلكة ضد هيكل الامبريالية الاميركية جاءت من الثورة الاسلامية. فالشاه الذي كان حليفا وخادما لاميركا في المنطقة قد طرد من البلاد بصورة مذلة، وانهارت كافة المؤسسات التي كان تعقد عليها اميركا والغرب الامل. ان الثورة قد غيرت معالم الشرق الاوسط بشدة وبثت الرعب في قلب اميركا والانظمة الرجعية.
ان اميركا التي شهدت انتصار الشعب الايراني وهي غير مصدقة، قد عقدت الامل على المسيرة التي تتوجه نحوها الثورة وذلك لاسباب عديدة منها تركيبة الحكومة المؤقتة بعد انتصار الثورة وعدم وجود شخصيات ايديولوجية في هذه الحكومة، وقد استمر هذا الامل حتى الاحتلال البطولي لوكر الجاسوسية الذي ايقظ اميركا من احلامها الوردية وقضى على كافة آمالها. ان احتلال وكر الجاسوسية ادى الى العديد من الاحداث المتوالية. والافضل ان نصف لحظات الاحتلال على لسان كارتر:
«الرابع من نوفمبر ۱۹۷۹ هو التاريخ الذي لن انساه. ابلغني برجينسكي صباحا، ان سفارتنا في طهران قد أُحتلت من قبل حوالي ۳۰۰۰ مقاتل، وتم حجز حوالي ۵۰ الى ۶۰ رهينة من العاملين الاميركيين. تباحثت فورا مع فانس حول تطمينات الحكومة الايرانية.
فقد حاول بازركان الوفاء بوعده حول المحافظة على سلامة الدبلوماسيين لكن بعد ساعات من الحدث وبدون ان يحدث اي شيء طارئ شعرنا بالمزيد من القلق وقمنا باتصالات مع حكومة بازركان والمجلس الثوري، وقد باءت كافة محاولاتنا بالفشل. فقد تحول المقاتلين بين ليلة وضحايا الى ابطال، واعرب «الامام الخميني» «رض» عن تقدير لهؤلاء، ولم يكن هناك اي مسؤول حكومي على استعداد لمعارضتهم».
على اي حال لقد حول احتلال وكر الجاسوسية الاحلام الوردية للامبريالية الى كابوس، وغيّر من مسيرة الثورة، وحطم آمال اميركا بعودة الثورة الايرانية الى احضان الغرب، وبذلك بدأت اميركا سلسلة من الاجراءات والتدابير الاحتياطية لمعاقبة ايران من اجل انهاء القضية.
ان التدابير المختلفة التي اتخذتها اميركا بهذا الخصوص، كان اولها قيام اميركا باجراء حوار مباشر وارسال ممثل للقاء الامام الخميني «رض» ومجلس الثورة، الذي اضطر للعودة بعد ان اصدر الامام قرارا حازما بهذا الشأن، اما التدابير الاخرى والتي تعتبر خطوات لتهديد ايران، فهي تشمل المقاطعة الاقتصادية، والهجوم الاعلامي - السياسي. وتقول مذكرات كارتر بهذا الشأن:
«في السادس من نوفمبر كتبت في مفكرتي: لقد بدأنا العقوبات».
فقد كان لدينا «۵۷۰» اميركيا في ايران، وابلغت الشركات التي كان هؤلاء يعملون عندها، بان يقوموا باخراج الاميركيين من ايران، كما طلبت من الجزائر وتركيا وباكستان وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية التوسط بيننا، وفي الاسبوع الاول من نوفمبر ،۱۹۷۹ بدأت اكبر مشكلة في حياتي، فسلامة الرهائن الاميركيين كانت أهم قضية، وكنت اتمشى صباحا في البيت الابيض وفي الليل كنت اسهر الى ساعات متأخرة وكنت احاول التفكير بالتدابير التي قد تساعد في تحرير الرهائن، وقد كنت استمع الى كافة المقترحات من تسليم الشاه الى قصف طهران بقنبلة نووية، لقد طلبت من الحبر الاعظم الاتصال مباشرة مع «الامام» الخميني، حيث وافق على ذلك.
ومن اجل التحضير للهجوم العسكري، امرت باعداد صور جوية عن محل استقرار الطائرات وبقية القوات المسلحة الايرانية.
الدوافع وخلفيات الاعتداء الاميركي
۱- بعد تحرير وكر الجاسوسية «الذي وصفه سماحة الامام الخميني بالثورة الثانية» وهزيمة المؤامرات الاميركية في التسلل والتوغل وبالتالي تحرير الثورة الاسلامية من الداخل وفضح الايادي الخائنة والمتواطئة مع الشيطان الاكبر واعتقالهم، فان فشل التهديدات العسكرية والحظر الاقتصادي التي كانت تهدف الى القضاء على هذا النصر الكبير كانت نصرا الهيا. ان كافة عملاء الشيطان الاكبر كانوا يتعاونون ويشاركون مع اميركا في تمرير هذه المؤامرات. لقد تركزت الدعاية في المرحلة الاولى على التدخل العسكري وقد وصلت الى ذروتها وعندما لم يحصل العدو على نتيجة، شدد دعايته حول موضوع الحظر الاقتصادي وتعميمه على كافة البلدان الحليفة معه وذلك لسببين، الاول: لانه كان السلاح الاخير بيده، وثانيا حرف الراي العام عن احتمال وقوع هجوم عسكري، ونسيان ذلك والانهماك في المشاكل الداخلية والقضايا الاقتصادية.
۲- من اهم الدوافع وراء هذا الهجوم، فشل الجهود الدبلوماسية والمخططات الاميركية لتحرير جواسيسها. «مهام بعض الشخصيات مثل رمزي كلارك وهانس وحبيب الشطي وبني صدر وقطب زادة».
۳- خلال محاولات العدو وعملاء وأيادي اميركا - اي الزمر اليسارية واليمينية والمنافقة، فقد قاموا هذه المرة ايضا باثارة الضجة والفتنة واراقة الدماء بذريعة المحافظة على الجامعة ومعارضة اغلاقها او قيام ثورة ثقافية. وقد هيأوا الاجواء بمهارة فائقة كأنها جزء من مشروع الاعتداء العسكري.
۴- ان الفتنة التي اثارها النظام البعثي في العراق عند الحدود مع ايران و قضية كردستان، واذا علمنا ان الادارة الاميركية المعتدية ومن اجل القيام بمثل هذا الاعتداء قامت بتدريب مرتزقتها في صحراء اريزونا «التي تشبه صحراء ايران من الناحية المناخية» بصورة مكثفة لاكثر من خمسة اشهر، وقد استخدمت اعقد التقنيات العسكرية بما فيها الاسلحة والطائرات الحربية وتخصيص ميزانية مفتوحة لهذه المهمة.
وقد اعلنت مؤسسة الارصاد الجوية الاميركية ان مناخ ايران وخاصة منطقة الهبوط في صحراء طبس مناسب جدا وانها تستبعد حدوث طقس رديء او هبوب الرياح.
الهدف الرئيس: اسقاط حكومة الامام الخميني «رض»:
قبل بدء العمليات، بعث احد عملاء وكالات التجسس برسالة الى مجلس الثورة يحذر فيها من هجوم عسكري. وقد كتب في الرسالة، ان الهدف من هذه الرسالة الكشف عن الاهداف والمخططات الكريهة للحكومة الاميركية والاسرائيلية ضد ايران.
ومما يذكر انني حصلت على هذه المعلومات من احد ضباط الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية:
ان مجلس الامن القومي الاميركي يخطط لهجوم عسكري بهدف تحرير رهائن السفارة الاميركية في طهران. واستنادا لهذا المخطط فان جزءا منه يتم تنفيذه خارج ايران وجزءاً آخر داخل ايران، وقد تم تشكيل مجموعة خاصة مشتركة بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الاسرائيلي.
وبتاريخ ۲۲/۱۱/۱۹۷۹ وفي اجتماع مشترك بمشاركة عزرا وايزمان وزير الدفاع الاسرائيلي والسفير الاميركي في تل ابيب بالاضافة الى الملحق العسكري الاميركي تم تحديد تفاصيل التعاون الاسرائيلي خلال هذه العمليات. وقد تقرر خلال هذا الاجتماع