وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ايرنا
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
156156

الهجمات الاعلاميه ضد حزب الله والتوقيتات المدروسه

لم يعد خافيا مدي تاثير الاعلام في عالمنا المعاصر والدور الخطير الذي يضطلع به برسم صوره الاشياء التي يريد رسمها لدي المتلقي من تضخيم وتهويل وتقزيم وتهميش وخلق انتصارات من هزائم وهزائم من انتصارات .

ولکن في المقابل لم يعد خافيا ايضا ان مرحله الاستخفاف في عقول الناس واعتبارها اوان فارغه يقوم الاعلام بملئها او غسلها اذا کانت هناک بقايا من افکار تتعارض والهدف من الاعلام الموجه . ويعود الفضل في ذلک الي الفضاء المفتوح الذي يعيشه الناس هذه الايام وبفضل ثوره المعلومات وتحول العالم الي قريه صغيره ينتشر فيها الخبر کما ننتشر النار في الهشيم فيمکن للمشاهد ان يضغط علي زر التحکم حتي يطوف العالم اجمع دون ان يتعقبه احد . الا ان هناک من لايزال يعيش العقليه المغلقه والصوت الاوحد ويعتقد ان العالم اجمع يصغي اليه وحده لو تکلم وان هذا العالم سيصدق ما يقوله حتي لو کان ما يقوله سفاسف تتناقض مع ابسط البديهيات . هذه المقدمه کانت ضررويه للدخول الي الموضوع المثار حاليا والمتثمل بالضجه الاعلاميه الشرسه التي تتعرض لها المقاومه في منطقتنا وفي مقدمتها حزب الله في لبنان وحماس . ومن اجل فهم ابعاد هذه الهجمه لابد من العوده قليلا الي الوراء من اجل ان تتضح الصوره اکثر . حراب الهجمه الاعلاميه التي يتعرض لها حزب الله لاحت بعد هزيمه الکيان الصهيويني ومن ورائه مشاريع امريکا بخلق شرق اوسط جديد علي يد حزب الله . اسرائيل ومن ورائها الغرب وامريکا ودول الاعتدال العربي کانت تنتظر نتائج من حرب تموز تکون ارضيه للانطلاق نحو شرق اوسط جديد لا مکانه فيه للقضيه الفلسطينيه ولا للمشروع المقاوم وتطويع من لازال يرفض الدخول الي بيت الطاعه الامريکي – الاسرائيلي . وبعد ان ذهبت محاولات امريکا ودول الاعتدال العربي واسرائيل ادراج الرياح وخروج حزب الله من حرب تموز منتصرا مرفوع الراس بدات الهجمه الاعلاميه من داخل لبنان وعلي نطاق ضيق وعلي يد امتدادات الاعتدال العربي في لبنان وذلک من خلال تحميل حزب الله مسوءوليه الحرب وما لحق من دمار بلبنان والصاق مختلف الاتهامات بالمقاومه من اجل النيل من صوره حزب الله وتحجيم انتصاره المدوي . ولکن وبعد فشل امتدادات امريکا ودول الاعتدال في لبنان في حجب شمس انتصارات حزب الله بغربالها بدات المرحله الثانيه من الخطه الخاصه بالفرع اللبناني من الحلف الامريکي الاسرائيلي العربي المعتدل فبدات حکومه السنيوره العمل علي جر حزب الله الي صراع في الداخل اللبناني من خلال اجراءات استفزازيه للنيل من قدسيه سلاح المقاومه الامر الذي دفع حزب الله الي القيام بعمليه جراحيه سريعه قلم فيها اظافر الحکومه والجهات الداعمه لها ووضع حد لاستفزازاتها المتکرره . الهجمه الاعلاميه ضد حزب الله تصاعدت وتيرتها وبشده غير مسبوقه بعد العدوان الصهيوني الفاشل علي غزه والذي انتهي بفضيحه مدويه لدول الاعتدال العربي بعد ان راي الشارع العربي تواطوء بعض الحکومات هذا الاعتدال مع العدو الصهيوني في ذبح اهالي غزه ومحاصرتهم وهدم الانفاق التي کانت تمثل الشريان الذي کان يتنفسون من خلاله . ورقت التوت التي سقطت من علي جسد نظام الاعتدال العربي مع سقوط منازل اهل غزه علي راس ساکنيها جعلت المسوءولين عن المطبخ السياسي لهذه الدول يخرجون عن الحد الادني للکياسه السياسيه التي تقتضي من بين ما تقتضي احترام عقول الاخرين والاحتفاظ بالحد الادني من الکرامه الانسانيه فخرجوا علي الناس باتهامات تضحک الثکلي باتهام حزب الله بتهديد الامن القومي لبلدان الاعتدال والاضرار باقتصادياتها والعمل علي نشر الفکر الشيعي وتهريب الاسلحه وتشکيل خلايا . الملفت ان الاعلام العربي الرسمي جعل من هذه الاتهامات مطيه للهجوم علي حزب الله وشخص الامين العام السيد حسن نصر الله بشکل احرج حتي وسائل الاعلام التي تحترم الحد الادني لمهنه الصحافه ؛ من ان تنقل هذا النوع من السباب والشتائم التي يخجل حتي شذاذ الافاق من التفوه بها . الغريب کما قال السيد حسن نصر الله ان الاتهامات التي وجهتها السلطات المصريه لحزب الله لم تتطرق من قريب او بعيد لقضيه محاوله حزب الله مد حرکه حماس المحاصره باسباب الصمود والمقاومه والتي کانت ستکون وسام شرف علي صدر الحزب في حال اعلانها صراحه . الغريب ان الصحافه المصريه ذهبت الي ابعد من ذلک فاخذت تلوح بصراحه الي محاکمه السيد حسن نصر الله واستهدافه شخصيا الا ان التوقيت المصري في النيل من السيد حسن نصر الله لم يکن اعتباطيا ؛ فقد تزامن ضجيج آله الشتم والسب الحکومي المصري مع دعوه وزير النقل الصهيوني "اسرائيل کاتز" المقرب من رئيس الوزراء الصهيوني المتطرف بنيامين نتياهو الي قتل السيد حسن نصر الله . هذا التماهي الملفت يعکس اراده سياسيه قويه دوليه واقليميه تستهدف الرمز الذي اذل اسرائيل وکسر شوکتها وابطل السحر الامريکي وکشف عن حقيقه الاعتدال العربي . اخيرا قد يسال سائل ؛ لماذا کل هذا التدني الاخلاقي لوسائل الاعلام التابعه للاعتدال العربي بالتعامل مع حزب الله والسيد حسن نصر الله والذي بيض صفحه " هاآرتص " و" يديعوت احرونوت " و " اذاعه الجيش الصهيوني " ؛ الجواب : ان عصف القنابل الاسرائيليه علي لبنان وغزه بخر اخر قطرات الحياء لدي وسائل الاعلام العامله لدي الاعتدال العربي وبان ماکان مستورا فلم يتمالک نفسه الا ان يخرج عن الناس بهذا الهذيان الذي ينکره المنطق السليم ؛ وقديما قيل اذا لم تستح فافعل ما شئت . انتهى / 131