وكتب الصحافي عطوان في مقال نشرته «القدس العربي» تناول فيه الهجمة الاعلامية المسعورة ضد حزب الله لبنان و زعيمه السيد حسن نصر الله . و قال عطوان : "نحن امام مخطط امريكي - اسرائيلي لاشعال الحرب المذهبية في المنطقة ، و مقدمتها الإيقاع بين السنة و الشيعة ، لحشد العرب خلف اي عدوان اسرائيلي متوقع ضد ايران وسورية ومن ثم حركتي حماس و حزب الله" . و اردف قائلا : "لهذا .. لم يتردد شمعون بيريس رئيس الدولة العبرية في ابداء سعادته الغامرة تجاه الخلاف المصري الرسمي المتفاقم مع حزب الله" ، معربا عن امله في "أن لا يقع الشعب المصري العريق ، و الوطني ، في هذه المصيدة التي يُدفع اليها دفعاً عبر بعض وسائطه الاعلامية" . و قال الصحافي عطوان : "ما يجب ان نخجل منه ، و يخجل منه الشعب المصري ، و لا نقول النظام ، هو ان يبادر حزب الله «الشيعي» ، الى نصرة اشقائه «السنة» في قطاع غزة ، و يمد لهم يد العون المادي و العسكري ... بينما «مشايخ» السنة في مصر المحروسة (باستثناء الاخوان) و بلاد اخرى ، يتفرجون على الحصار و حرب الابادة التي يتعرض لها مليون و نصف مليون «سني» ( في قطاع غزة ) ، و لا نقول اكثر من ذلك تأدباً" . و اضاف : "السيادة المصرية مقدسة عندما ينتهكها مجاهد فلسطيني او لبناني او مصري (مجدي حسين يقبع في السجن لانه اخترق حصار غزة و دخل اليها عبر الانفاق) ، لكن لا تصبح كذلك عندما ينتهكها اسرائيلي او امريكي !! ، فالطائرات الحربية الاسرائيلية تنتهك يومياً الاجواء المصرية ، و تقتل مواطنين مصريين على الجانب الآخر من الحدود في العمق المصري" . و اشار ئيس تحرير «القدس العربي» في مقاله الي ان "امريكا قدمت 60 مليار دولار لمصر على مدى الاربعين عاماً الماضية ليس من اجل تخفيف معاناة شعبها ؛ و انما لتعزيز امنها وقدراتها العسكرية ، لتحقيق هدف اساسي وهو حماية اسرائيل وحدودها، والقضاء على ثقافة المقاومة، واقتلاع جذورها . و هذا ما يفسر تفوق الميزانية الامنية على نظيرتها العسكرية في مصر دون دول المنطقة جميعاً" . و اعتبر الصحافي عطوان "الشاب سامي شهاب زعيم خلية حزب الله ، لم ينتهك سيادة مصر ؛ و انما اراد ان ينتهك حصاراً ظالما مفروضا على اشقاء له ، و يشارك في تشديده اشقاء آخرون ، و يقوم بمهمة سامية في ايصال اسلحة لهم يدافعون فيها عن انفسهم" ، مضيفاً بأن "تهريب الاسلحة عبر انفاق رفح لم يكن بدعة ابتدعها هذا الشاب ، او حزبه ، فقد كان التهريب يتم قبل اعتقاله ، و سيستمر بعده ، بدليل ان مصر اعلنت عن تدمير اربعين نفقاً ، اي بعد اربعة اشهر من اعتقال الشاب المذكور و كشف امر الخلية التي يرأسها" . و اكد عبد الباري عطوان ان "السذاجة تبلغ ذروتها عندما يقولون لنا ان هذا الشاب ، البالغ من العمر 25 عاماً ، يريد «تشييع» الشعب المصري .. فكيف يقدم على هذه المهمة و هو في هذه السن ، و بالكاد يعرف تعاليم مذهبه ، ناهيك عن تجنيد الآخرين لاعتناقه . هذا تصغير لمصر ، و اهانة لشعبها و عقيدته الراسخة المتجذرة" . و تابع هذا الصحافي القول : "نشعر بالأسف للمستوى المتردي الذي وصلت اليه لغة التخاطب في بعض وسائط الاعلام الرسمي المصري تجاه السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني ، اثر الأزمة الاخيرة المتعلقة باعتقال خلية قيل إنها تخطط للقيام باغتيالات واستهداف مصالح حيوية في مصر . و ما يزيد من حزننا ، ان الذين يقودون هذه الحملة هم رؤساء تحرير من المفترض ان يكونوا اساتذة صحافة واعلام ، و قدوة حسنة لآلاف التلاميذ الذين يتطلعون الى ممارسة هذه المهنة السامية بعد تخرجهم من جامعات مصرية وعربية". و اشاد الصحافي عطوان بالسيد حسن نصر الله عندما رد على الاتهامات المصرية له و لحزبه بمحاولة تخريب مصر ، و زعزعة استقرارها ، و قال انه "كان في قمة التهذيب والهدوء ، لم يستخدم كلمة واحدة خارجة عن نطاق الادب والحصافة، وقدم نموذجاً في الصدق والشفافية عندما اعترف بفروسية بأن الشاب سامي شهاب عضو في حزب الله فعلاً، وذهب الى مصر من اجل تهريب السلاح للمجاهدين المحاصرين في قطاع غزة. واعتبر هذه المهمة شرفاً وتكريماً وتقرباً الى الله .
انتهی / 131