وقال ماهر دلي الحديثي وزير الثقافة العراقية في كلمة حفل الافتتاح "البصرة منبر ثقافي منذ زمن بعيد ووقوفنا هنا اليوم يؤكد ان باب الامل مفتوح فقد زالت الظروف العصيبة التي مر بها العراق والبصرة خصوصا"، مضيفا "نريد ان ننتصر على الارهاب بالصبر والعمل لقد حطمنا أحلام اعداء العراق".واعتبر الحديثي انطلاق المشاريع الثقافية خطوة هامة لزرع الامل وتوحيد الصفوف بوجه الطائفية، التي تريد "دفعنا الى الهاوية"، والارهاب الذي يريد قتل الابداع والحياة.وشهد حفل الافتتاح قصيدة ألقتها طفلة من البصرة، قالت فيها "أريد بلدا خاليا من الاحتلال والتفجيرات"، "اريد وطننا آمنا وجمالا روحيا، اريد تضميد الجراح، وتخفيف الالم، لنبعد شبح الموت عن بلادنا". ورافق القصيدة استعراض لموكب تشييع رمزي لاحد الاطفال، حيث يحمله عدد من اقرانه الى مثواه الاخير بينما كانت الطفلة تنادي،"لا نريد الموت، نحب الحياة".وقال رئيس اللجنة التحضيرية للفعاليات وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود، إن الفعاليات ستستمر ليوم واحد فقط، وتتضمن عروضا مسرحية ومعارض فنية وغيرها، ومشاركة دوائر وزارة الثقافة والأدباء والفنانين العراقيين، مشيرا إلى أن دوائر السينما والمسرح والشؤون الثقافية والأطفال وبقية الدوائر التابعة للوزارة ستكون لها مشاركات عديدة. وتابع الحمود أن المهرجان سيتضمن اقامة فعاليات فنية تقدمها دائرة السينما والمسرح والفنون الموسيقية ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية، مشيرا الى ان الافتتاح سيشهد ازاحة الستار عن نصب تذكاري يمثل مدينة البصرة وثقافتها وابداعها خلال فترات تاريخية، إلى جانب تكريم سبعة مبدعين بصريين في جميع مجالات الثقافة والفن.من جهته، قال الكاتب عثمان سلام" تشهد البصرة حركة ثقافية كبيرة كسرت الجمود الثقافي في سنوات ما بعد الاحتلال وما لحقتها من فقدان الأمن، وقد لفتت هذه الحركة أصحاب الشأن الثقافي من مسؤولين ومنظمات مجتمع مدني، لتكون البصرة عاصمة للثقافة العراقية للعام الجاري استحقاقا لعطائها الثقافي".وتقع مدينة البصرة على الضفة الغربية من شط العرب على بعد حوالي (67 كم) من الخليج الفارسي، ووصفت بأنها "ثغر العراق"، وهي المنفذ الوحيد له للاتصال بالعالم الخارجي بحرا عبر ثلاثة خطوط ملاحية عالمية عن طريق ميناء ام قصر وميناء الفاو. وتعد أول مدينة عربية اسسها العرب في ظل الاسلام، وشهدت الكثير من الثورات السياسية والفكرية، كما أصبحت البصرة مركزا علميا التقت فيه الثقافات المختلفة، إلى جانب الثقافة العربية.وكانت البصرة منذ تأسيسها تموج بالعلماء وتحفل بالشعراء وطالبي العلم، وتضم اللغويين والنحاة، وتعنى بما يترجم وترعى المثقفين، ولعل أبرز صفة امتازت بها هذه المدينة كثرة المكتبات فيها، كما انها تحتضن سنويا مهرجان المربد الشعري.
انتهى / 131