وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية
ــ أبنا ــ شارك آية الله رمضاني في الندوة التاسعة لإدارة الاعتكاف التي انعقدت
في مسجد جمكران، وأشار إلى مكانة المعنوية
في الحضارة الإسلامية الحديثة، مؤكدا أن الاعتكاف يعد فرصة ثمينة لتعزيز الهوية
الإسلامية وبسط المعنوية التوحيدية التي تعد من أهم مؤشرات الحضارة الإسلامية.
وفيما يتعلق بأن دين الإسلام في جميع الأبعاد الفردية والاجتماعية والعالمية هو الهادي للإنسان، قال سماحته: الدين بمعناه الدقيق هو الشامل والعميق، ويجب أن يصبح لدينا نظرة شاملة إليه، فدين الإسلام وبناء على شموليته يلبي جميع عازات البشر، ويحظى بمظهر الجمال والجلال كما ذلك لله تعالى، الأمر الذي يتجلى في الشريعة والتعاليم الدينية، كما أن الاعتكاف أيضا يعد من المظاهر الدينية ويمكنه أن يعزز علاقة الإنسان مع الله والمجتمع، ويوصله إلى الكرامة والعدالة.
وأشار آية الله رمضاني إلى دور المعنوية في الحضارة الإسلامية الحديثة، وقال: إن المعنوية الإسلامية وعلى عكس المدارس المعنوية المنحرفة في الغرب التي تتمتع بروح العداء والابتعاد عن المسؤولية، فإنها -أي المعنوية الإسلامية- تحظى بالمعنوية التوحيدية وتقبل المسؤولية، فهذه المعنوية تهدي الإنسان نحو العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وتجعل أي حركة وعبادة في النظام الإسلامي تؤدى بنية القربة الإلهية.
وتطرق سماحته إلى خصائص الاعتكاف معتبرا إياه نموذجا تربويا فعالا، وقال: إن الاعتكاف فضلا عن أبعاده الفردية يعد فرصة خاصة لتعزيز الهوية الدينية والسلوك المعنوي بين المسلمين. وما إذا أقيمت هذه المراسيم المعنوية بالتركيز على الشريعة، توصل الإنسان إلى المقامات الإنسانية السامية، وتربط البعد المعنوية الاعتزالي بالمسؤولية الاجتماعية.
وشدد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) على أهمية الشريعة في المعنوية الإسلامية، وقال: إن الشريعة هي الجسر الذي يوصل الإنسان إلى أسمى الدرجات المعنوية والمعرفة، وهكذا الاعتكاف فإنه مع الحفاظ على ركيزة الشريعة يوجه الإنسان نحو تهذيب النفس، وتقبل المسؤولية، ويمهد الطريق إلى تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة.
وفي قسم آخر من كلمته أشار سماحته إلى المجتمعات الغربية وما تعاني من أزمة معنوية، وقال: إن الغرب وبسبب سيادة النظام الليبرالي يشاهد فيه أزمة معنوية بشكل واضح وجلي، وهذا الفارغ تسبب أن شباب الغرب يتوجهون إلى المدارس المعنوية المزيفة، في حين إن النظام الإسلامي يمكنه معالجة هذه الحاجة البشرية، وذلك بناء على المعنوية التوحيدية.
وأكد آية الله رمضاني ضرورة ترويج الاعتكاف وبسط المعنوية بين جيل الشباب، وأضاف: إن الاعتكاف فضلا عن بعده العبادي يوفر أرضية مناسبة للتعايش الجماعي المعنوي والتواصل البناء، وهذه الفرصة يمكنها الحفاظ على الشباب كأداة تربوية في قبال التهديدات المعنوية للعالم الحديث، كما أنه يقربهم أي الشباب إلى الهوية الإسلامية الأصيلة.
وأشار سماحته إلى أهمية التربية الدينية في أجواء الاعتكاف، وقال: يجب على الاعتكاف أن تشد الجانب المعنوي الاعتزالي للمعتكفين، وأن توفر أرضية التواصل البناء بينهم، فإن التوازن بين الاعتزال والتعايش الجماعي من الخصائص الفريدة للاعتكاف حيث يمكنه أن يصبح نموذجا لسائر النشاطات الدينية.
وأكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) ضرورة تنظيم برنامج شامل للاعتكاف، وصرح: يجب علينا أن نخرج الاعتكاف من مراسيم تقتصر بثلاثة أيام ونحوّلها إلى حركة متواصلة معنوية، كما أن مشاركة الشباب في البرنامج المعنوية كالمناجات الليلية والحضور في حلقات المعرفة يكشف عن حاجتهم إلى المعنوية، وهذه الفرصة يجب أن تعزز بالتخطيط الدقيق.
وفي الختام صرح: على أمل أن تكون هناك خطوات إلى الأمام ونشاهد تقدم في مسار تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة من خلال بسط المعنوية التوحيدية، وتعزيز دور الاعتكاف، فإن الاعتكاف يستطيع أن يمهد لتقبل المسؤولية والكرامة الإنسانية، كي يجعل الإنسان يقترب في نهاية المطاف إلى تحقيق المبادئ الإلهية.
..........
انتهى/ 278