يأتي هذا الانخفاض وفق البيانات بعد أن وصل المعدل إلى ذروته عند 60.9% في يوليو/تموز، ما كان يشير إلى عودة محتملة للوضع الطبيعي.
حرب الشمال تؤثر على التوظيف
وتقول كالكاليست إن التراجع يُعزى بشكل أساسي إلى الصراع المستمر في المناطق الشمالية من البلاد، في حين أظهر سوق العمل العام في إسرائيل بوادر استقرار، تأثرت المناطق الشمالية بشكل كبير بسبب الهجمات الصاروخية المتكررة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الباحثين عن عمل في هذه المناطق.
وكشف مسح دائرة الإحصاء المركزية عن تباين واضح بين سوق العمل العام الذي يظهر علامات تعافٍ، وسوق العمل في الشمال الذي يواجه تحديات متزايدة بسبب الحرب المستمرة.
وانخفض معدل البطالة الأوسع نطاقا، الذي يشمل الأفراد في إجازات غير مدفوعة، والذين توقفوا عن البحث عن عمل، بشكل طفيف من 5% في سبتمبر/أيلول إلى 4.8% في أكتوبر/تشرين الأول.
حيث يُعد هذا المقياس أكثر دقة في تقييم الضغوط الشاملة على سوق العمل خلال فترات الأزمات.
في المقابل، انخفض معدل "البطالة الكلاسيكي"، الذي يشمل فقط الباحثين عن عمل بنشاط، بشكل طفيف من 2.9% في سبتمبر/أيلول إلى 2.7% في أكتوبر/تشرين الأول.
ومع ذلك، يبقى هذا المقياس ذا صلة محدودة في ظروف الحرب، حيث يستثني الأفراد في إجازات مؤقتة أو غير القادرين على العمل بسبب الحرب.
حالة من عدم اليقين
وظل عدد الوظائف الشاغرة مستقرا نسبيا عند 135,700 وظيفة في أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بـ135,500 وظيفة في سبتمبر/أيلول. وبالمثل، بلغت نسبة الوظائف الشاغرة من إجمالي الوظائف في السوق 4.32% في أكتوبر/تشرين الأول، بانخفاض طفيف عن 4.34% في سبتمبر/أيلول.
وعلى الرغم من هذا الاستقرار، يشير العدد المرتفع للوظائف الشاغرة إلى وجود فجوة هيكلية بين الوظائف المتاحة ومهارات أو مواقع الأفراد العاطلين عن العمل.
وأشارت دائرة الإحصاء المركزية إلى أن هذا العدد المرتفع يعكس تحديات مستمرة في مواءمة العرض والطلب في سوق العمل.
وأشار خبراء توظيف إلى التفاوت الإقليمي والوتيرة البطيئة للتعافي في المناطق المتضررة، حيث صرح أحد كبار المحللين لسوق العمل في مقابلة مع كالكاليست بأن "الطبيعة المزدوجة لسوق العمل الإسرائيلي أصبحت واضحة بشكل متزايد، في حين أن بعض المناطق تعود إلى طبيعتها، وتواجه مناطق أخرى، خصوصا في الشمال، اضطرابات طويلة الأمد تفاقم تحديات التوظيف".