البيان الختامي لاجتماع الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): أولوية العالم الإسلامي الدعم الشامل للشعبين المظلومين الفلسطيني واللبناني

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ انعقد الاجتماع الموسع الرابع والتسعين بعد المئة لأعضاء الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مبنى المجمع بمدينة قم، وفي الختام أصدر أعضاء الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا مبدين وجهات نظرهم حول أهم أحداث العالم الإسلامي والتشيع.

والنص الكامل للبيان على ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالی: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ

في جوار المرقد الشريف لكريمة أهل البيت عليهم السلام السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها وفي مدينة العلم والجهاد والاجتهاد أقيم اجتماع الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت علهيم السلام في دورته الرابعة والتسعين بعد المئة، في ظروف يعيش العالم الإسلامي ذروة المعركة القائمة بين الحق والباطل مع استمرار المقاومة الباسلة للشعبين الفلسطيني واللبناني المسلمين أمام الجرائم الشرسة للكيان الصهيوني واستشهاد سيد الشهداء المقاومة وصاحب راية تحرير القدس الشريف القبلة الأولى للمسلمين والعضو البارز للهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام العلامة المجاهد سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنا وعدد من رفاق دربه وقادة حزب الله وبعد أن استشهد المجاهد الكبير ورئيس مكتب حركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد إسماعيل هنية والمجاهدين وجماعات المقاومة في غزة وها نحن في أعتاب الذكرى السنوي للملحمة التاريخية لطوفان الأقصى المنتصرة.

في هذا الاجتماع فضلا عن القضايا التنظيمية، تمت مناقشة آخر تطورات المنطقة، وذلك بمشاركة أعضاء الهيئة العليا والضيوف. وفي نهاية الاجتماع، أعلن أعضاء الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام مواقفهم على ما يلي:

1. إن فقدان استشهاد القائد العربي للمقاومة الإسلامية العلامة المجاهد الشهيد السيد حسن نصر الله كان كارثة كبيرة وقد أفجع شهادته الأمة الإسلامية، فإن سيد شهداء المقاوم كان في مقدمة قتال صعب على مدى ثلاثين عاما واستطاع أن يطور ويقدم حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية في لبنان والمنطقة خطوة بخطوة. إن ما قدمه من جهود في سبيل تعزيز مكانة أتباع أهل البيت عليهم السلام وتركيزه على وحدة الإسلامية أثمرت شجرة طيبة انتفع منها جميع المسلمين، بل الأحرار في العالم. كما أن جهود العلامة المجاهد السيد حسن نصر الله كعضو بارز في الهئية العليا للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام واهتمامه بقضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومبادئها ومشاركته الفعالة في ترويج الإسلام المحمدي الأصيل ومدرسة أهل البيت عليهم السلام يعد قدوة لجميع الأعضاء ومن ينتمي إلى المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام.

2. إن التوجيهات والوصايا الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (مد ظله الوارف) المبتنية على أهمية المزيد من التقدم والاشتياق للنشاط بعد استشهاد سيد شهداء المقاومة، وتأكيد سماحته ضرورة الحافظ على الوحدة بين المسلمين وتضامنهم بغية الوصول إلى العزة والغلبة على العقبات، فإن أعضاء الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم تعتبر هذه التوجيهات خارطة طريق للأمة الإسلامية خاصة أتباع أهل البيت عليهم السلام لمواصلة النضال أمام مشروع الصهيو - أمريكي والصمود أمام جرائم الكيان المحتل للقدس، ويعلنون عن استعدادهم التام للمزيد من بذل الجهود لتحقيق هذه التوجيهات والتأكيد على الوحدة السلامية والتضامن والتعاون بين الشيعة في العالم.

3. تقدم الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام جزيل شكرها للمواقف الصائب لمراجع العظام الشيعة في الحوزة العلمية في قم والنجف وسائر بلاد الإسلامية خاصة المرجع الحكيم والمدبر سماحة آية الله العظمى السيستاني (دام ظله الوارف) لدعمه الشامل للمظلومين في غزة ولبنان وإصدار بيانات معلنا مواقفه الحاسمة في إدانة الكيان الصهيوني.

4. إن الأفعال الوحشية للكيان الصهيوني وجرائمه ضد العباد والبلاد بما فيها المجارز التي يرتكبها بحق النساء والأطفال في غزة ولبنان وهي بدعم من الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا تكشف عن خداع كبير للحضارة الغربية التي دائما وبعد الحرب العالمية الثانية تطرحها في مجال حقوق الإنسان والقوانين والآليات الدولية و الحقوق الإنسانية أثناء النزاعات المسلحة، إذ يدين المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام جرائم هذا الكيان والدعم الأمريكي له، وصمت قادة الحضارة الغربية على الرغم من التغيير الجاد في الرأي العام العالمي، ويؤكد المجمع أن مختلف الدعم الشامل والمواقف المزيفة والثنائية للغرب ستفشل بعون الله أمام الإرادة الإلهية والعزم الراسخ لقوات المقاومة ولا يتمكن هذا الكيان المشؤوم أن يخرج من المأزق الذي وقع فيه وإن شاء الله تعالى وعن قريب سينهار.

5. يؤكد أعضاء الهيئة العليا أن في الظروف الراهنة أولوية العالم الإسلامي الدعم الشامل للشعبين المظلومين الفلسطيني واللبناني، ويدعو المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام جميع أحرار العالم في هذه المواجهة الإنسانية المطالبة بالحق والعدالة أن يقفوا إلى الجانب الصحيح من التاريخ بكل ما يملكون من إمكانيات مادية ومعنوية وإعلامية لنصرة المظلومين حتى يهزموا المشروع الأحادية للهيمنة الأمريكية وطفله غير الشرعي في المنطقة.

6. يطالب المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام جميع العلماء والمثقفين وأصحاب المنبر والقلم والإعلام في جميع أرجاء العالم أن يوفروا الأرضية للمزيد من إسناد المظلومين والنازحين في الحرب غير المتكافئة وتبيين حقائقها، وأن يقوموا بتوعية مختلف شرائح الأمة الإسلامية وأحرار العالم بالأخص جيل الشباب، بالكارثة الإنسانية الراهنة، وذلك باستخدام مختلف مجالات المواصلة، خاصة العالم الافتراضي، وإقامة التجمعات والتظاهرات، والأنشطة الإعلامية، وغيرها.

7. الهيئة العليا تقدم الشكر لجميع الشعوب المسلمة، والمؤسسات والمراكز الإسلامية، ودول المنطقة خاصة إيران، والعراق، وسوريا والعتبات المقدسة لاستضافتهم النازحين اللبنانين وما يقدم لهؤلاء من الرعاية والإغاثة والخدمات الصحية والتربوية والتعليمية وخدمات أخرى، كما تشكر المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام لمساعية وجهوده في تبيين وتحقيق مطالب القيادة العليا للشيعة في دعم هؤلاء المظلومين وتطالب استمرار هذه الإجراءات الإنسانية المرضية لله تعالى.

وفي الختام تقدم الهيئة العليا الشكر الجزيل للأمين العام المبجل للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام على إدارته وجهود مختلف أقسام المجمع في السنوات الخمس الماضية، ومع التمنيات بالنجاح لهذه المؤسسة المقدسة في المستقبل وتكريم ذكرى شهداء جبهة المقاومة الإسلامية في غزة ولبنان والعراق وسوريا واليمن، والابتهال إلى الله تبارك وتعالى لهم بعلو الدرجات، شاكرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام لحسن ضيافتهم لاجتماع الهيئة العليا.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمین
الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
قم المقدسة

.............

انتهى/ 278