وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

١٣ أكتوبر ٢٠٢٤

٢:٥٦:٣٠ م
1494273

دور حزب الله في إعادة تشكيل "الشرق الأوسط"

تختلف قصة إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديدة الغربية عن سابقتها باعتمادها على التشكيلات المسلحة بالعنوان الإسلامي بديلاً عن التشكيلات القومية.

  وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ   انتقل العالم في مرحلة جديدة من الصراع الدائر في منطقة إقليم غرب آسيا إلى مرحلة جديدة من التوتر عالي المستوى، بعد أن انتقل التركيز في الحرب الدائرة شرق المتوسط من غزة إلى جنوب لبنان، في ظلّ المزيد من حالات الاستقطاب الدولية الحادة التي قد تدفع الجميع لوضع إصبعهم على الزناد، في صورة أقرب لاندلاع حرب إقليمية كبرى، سرعان ما ستتحوّل إلى حرب عالمية ثالثة، فأيّ دور يقوم به حزب الله في مستقبل الخرائط الدولية؟

قد يكون كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أوضح دليل على حدة الصراع الدولي، فقد وصَّف الصراع الحالي "بالمنافسة الشرسة" على إعادة التشكيل الدولي، تتصدّره كلّ من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية كتحالف، وهو بهذه الحال يعيد قصة تشكيل الشرق الأوسط الذي يشمل آسيا الوسطى وأفغانستان (وفقاً لتعبير ديڤيد فرومكن في كتابه سلام ما بعده سلام)، الذي كانت ذروته السابقة في نهاية القرن التاسع عشر بعنوان "نهاية اللعبة الكبرى"، في إطار الصراع البريطاني الفرنسي الروسي، والذي دفع بكيتشنر للتخلّي عن الحفاظ على الإمبراطورية العثمانية وتحطيم المنطقة، وبناء تحالفات مع الدول العربية والإسلامية، وتوطين اليهود في فلسطين كحاجز، وكل ذلك ضمن استراتيجية مواجهة روسيا القيصرية، تبحث عن الوصول للهند والمياه الدافئة شرق المتوسط.

تختلف قصة إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديدة الغربية عن سابقتها باعتمادها على التشكيلات المسلحة بالعنوان الإسلامي بديلاً عن التشكيلات القومية، ففي السابق تمّ الاعتماد على وعود إقامة الدولة العربية، بينما اعتمدت الخطة الجديدة على تشكيلات إسلامية لها جذور ثأرية مع الأنظمة السياسية في الشاطئين الجنوبي والشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وكلا الأمرين كانا يقادان بشكل مباشر في القصة الأولى وبشكل غير مباشر في القصة الثانية بأجهزة استخبارات غربية بريطانية ثم أميركية.

الاختلاف الثاني كان بطبيعة الردّ على المشروع الغربي الجديد، الذي بدأ بحركات إسلامية مقاومة تمتلك الوعي الكامل لطبيعة المشروع الغربي، بتحدٍ واضح لمسار ترسيخ بقاء الكيان الصهيوني بشكل دائم في المنطقة، بإيقاف عملية تظهير العلاقات العربية الإسرائيلية بعنوان التطبيع، وهذا ما قامت به حركة حماس ومعها حركة الجهاد الإسلامي يوم السابع من أكتوبر العام الماضي، وتبعها حزب الله في اليوم التالي بتبنّيه لعملية إسناد مقاومة غزة في مسار معركة استنزاف طويلة، ثم بقيّة حركات المقاومة في اليمن والعراق، ومن خلفها إيران بشكل ظاهر، وسوريا بشكل صامت نتيجةً لظروف حربها الطويلة وما وصلت إليه من حالة تضعضع بقواها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية.