وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

١٣ أكتوبر ٢٠٢٤

٩:٢١:٥٦ ص
1494172

خبير فلسطيني: معركة "طوفان الأقصى" حققت إنجازات غير مسبوقة لصالح الفلسطينيين

قال مدير البحوث والسياسات في المركز الفلسطيني: بالتأكيد هناك إنجازات رغم كل الخسائر. فعملية "طوفان الأقصى" بحد ذاتها شكلت ضربة لكل العقيدة الأمنية الإسرائيلية، نحن أمام حدث أدى إلى انهيار فرقة كاملة هي "فرقة غزة" خلال ساعتين ونصف.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قال خليل شاهين مدير البحوث والسياسات في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) إن معركة "طوفان الأقصى" حققت إنجازات غير مسبوقة لصالح الفلسطينيين، فضلا عن نقل الملف الفلسطيني إلى الواجهة عالميا.
وأضاف -في حوار مع الجزيرة نت- أن القضية المطروحة أمام الفلسطينيين الآن هي خوض الصراع المفتوح واختيار إستراتيجية ذات طابع نضالي دفاعا عن حقهم في الوجود على أرضهم، في ظل محاولات استئصالهم منها.
ورجح شاهين تشكيل هيئة فلسطينية متوافق عليها لإدارة قطاع غزة قريبا، مشيرا إلى تعقيدات تحول دون إنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ 2007 رغم تقارب الرؤى السياسية بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) مؤخرا. كما تطرق اللقاء أيضا لدور السلطة الفلسطينية ومستقبلها والعوائق التي تمنع إنهاء الانقسام رغم حرب الإبادة التي لا تستثني أحدا.
وأوضح شاهين فيما يتعلق بتحقيق الدولة المستقلة للفلسطينيين بعد مضي عام على معركة "طوفان الأقصى" قائلا: منذ ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا تسمح موازين القوى بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهذا الأمر اتضح أكثر مع وصول التيارات الصهيونية الدينية الأكثر تطرفا في تاريخ دولة الاحتلال الصهيونية إلى الحكم، والتي ترفض -كما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– حتى مبدأ التفاوض مع الفلسطينيين. وجاءت معركة 7 أكتوبر كمبادرة فلسطينية لتغيير الوضع القائم.
وللتذكير، فإن اتفاق أوسلو لم يكن ليؤدي إلى قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس وفقا للفهم الفلسطيني والعربي، وهذا جوهر الخلل في الاتفاق.
وأضاف قائلا: من هنا فإن السؤال المطروح على الفلسطينيين ليس إمكانية قيام أو عدم قيام الدولة، إنما يتعلق بطبيعة الصراع الوجودي الذي يخوضونه مع دولة الاحتلال والتي اعتمدت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خطابا وألحقته بسياسات عسكرية وخطوات سياسية تمثل فهمها لطبيعة الصراع باعتباره صراعا وجوديا. ومن هنا عادت تطفو للسطح مخاطر تهجير الفلسطينيين قسريا سواء في الضفة الغربية أو غزة، أو حتى أراضي الـ 48.
وقال: القضية المطروحة أمام الفلسطينيين الآن هي خوض الصراع المفتوح واختيار إستراتيجية ذات طابع نضالي دفاعا عن حقهم في الوجود على أرض فلسطين للوصول إلى لحظة يتم فيها تغيير موازين القوى بطريقة تسمح بتقرير مصيرهم سواء في إقامة دولة على حدود 67، أو الذهاب لخيارات أخرى كخيار الدولة الواحدة.
وفي إشارة الى الحرب التي خلفت خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات وما حققه الفلسطينيون في مدى عام من العدوان الصهيوني على غزة قال:بالتأكيد هناك إنجازات رغم كل الخسائر. فعملية "طوفان الأقصى" بحد ذاتها شكلت ضربة لكل العقيدة الأمنية الإسرائيلية، نحن أمام حدث أدى إلى انهيار فرقة كاملة هي "فرقة غزة" خلال ساعتين ونصف، وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
الإخفاق الثاني منيت به أجهزة المؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية، والجدل حول المسؤوليات بين مختلف المستويات الأمنية والسياسية والعسكرية، ستتضح تبعياته لاحقا عند تشكيل لجنة تحقيق، ستشكل زلزالا وقد تطيح برؤوس في إسرائيل أهمها نتنياهو نفسه.
وقال: من أهم نتائج 7 أكتوبر/تشرين الأول أيضا، عودة القضية الفلسطينية لتطرح على أجندة الاهتمام الدولي، وما نتج عنه من تطور في موقف العديد من البلدان التي تقول إنه لا يمكن اعتماد مقاربات أمنية أو القوة العسكرية لحل هذا الصراع، وإن المطلوب معالجة جذور الصراع وجوهره وجود الاحتلال.
وأضاف: 7 أكتوبر وجّه أيضا ضربة قاصمة للمقاربة التي قامت على أساس إقامة دولة فلسطينية عبر التفاوض. وفي المقابل بدأنا نشهد دعوات لاعتماد مقاربات أخرى كررها مسؤولون في إسبانيا وإيرلندا وهي أن الوقت قد حان لفرض الحل السياسي، وتجسيد ما يسمى حل الدولتين وإقامة فلسطينية بغض النظر عن الموافقة الإسرائيلية، وليست العودة للتفاوض حول معايير وأسس الدفع باتجاه إقامة الدولة.

..................

انتهى / 232