في ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء أمتنا الإسلامية المجيدة
لقد فجع العالم الإسلامي باستشهاد قائدٍ إسلاميٍ وسيدٍ علوي ومناضلٍ عربيٍ ومجاهدٍ مقدامٍ فذٍ قضی عمره الشريف في الدفاع عن الحق والعدل والمستضعفين في کل مکان، وقاوم الکفرٍ والاستکبار والظلم والعدوان والاحتلال بکل ما أوتي من حکمٍةٍ وقوةٍ وسدادٍ ،وعاش هموم الأمة والفقراء وعموم الناس، وأصبح رمزاً لقضية فلسطين القضية المرکزية للأمة الإسلامية ولکل الأحرار والشرفاء وللإنسانية أجمع، وفارساً مغواراً في کل ميادين المواجهة مع قوی الش ر والعدوان، وقائداً حکيماً وصنديداٌ للمقاومة الإسلامية التي أفشلت المخططات الصهيوأمريکية في المنطقة کافة، وخادماٌ مثابراٌ ومتواضعاٌ للإنسان والوطن والأمة والمحرومين، ومثالاٌ للمتربي والمبلغ والمدافع عن الإسلام المحمدي الأصيل بعمله الصالح قبل لسانه السليم وبيانه البليغ، ورائداً لکلمة الحق والمنبر الملهم والوعد الصادق، وشهيداً في نهاية مسيرته الخالدة علی طريق القدس خلد الله ذکره ونهجه ليکون شعلة تنير درب المؤمنين المجاهدين.
إننا ننعی بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمزيد من الحزن والأسى والصبر والثبات، وبکل إجلال وإكبار وتکريم، شهادة سيد المقاومة الإسلامية سماحة العلامة المجاهد السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله المظفر وعضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت "عليهم السلام" أعلی الله مقامه وأسکنه في أعلی عليين مع أجداده الرسول الأعظم صلی الله عليه وآله وسلم والأئمة الکرام البررة عليهم السلام ومع الشهداء والصالحين والأبرار، سائلين المولی عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة ويم ن عليه بالمغفرة والرضوان، وهو الذي صدق ما عاهد الله عليه فقضى نحبه وبذل حياته الخالدة في مسيرة حافلة بالجهاد و التضحيات في سبيل الله، وأصبح رمزاٌ ملهماٌ للصمود و الجهاد ومقاومة العدو الصهيوني الغاشم، وما بدل تبديلا ٌ.
وبهذه المناسبة المفجعة اتقدم باسمي ونيابة عن أعضاء المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام وجميع أعضائه ومنتسبي هذه المؤسسة بأسمی آيات العزاء والمواساة لسيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان الإمام الحجة "عجل الله تعالى فرجه الشريف"، ولسماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي مد ظله الوارف، وللعالم الإسلامي، وللمراجع العظام، ولعائلته الكريمة وأبنائه البررة الكرام وذويه ومحبيه، وللأمة الإسلامية المجيدة والشعب اللبناني الأبي، وللمجاهدين ورفاق دربه في المقاومة الإسلامية الباسلة قيادةٌ وتنظيماٌ وأعضاء ومقاتلين وجمهور المناصرين باستشهاد نصرالله العظيم والكوكبة الزاهرة الذين استشهدوا معه ومن قبله من أجل نصرة المستضعفين في لبنان الصمود و غزة العزة . لقد كان الشهيد السعيد حامل راية المقاومة في العالم، ورمزاٌ للكرامة الإنسانية، وقدوةٌ وأسوةٌ ومدرسةٌ في السياسة والجهاد والعلم والأخلاق، وقدم حياته الغالية في سبيل الله والدين الحنيف والمقاومة والأمة والوطن وفلسطين، ليلتحق في نهاية الدرب بجده أبي عبد الله الحسين عليه السلام والشهداء الأبرار، وهو كما قال في رثائه قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي: سيد المقاومة لم يكن شخصاٌ بل كان نهجاٌ ومدرسةٌ وسوف يستمر هذا النهج, وليعلم المجرمون الصهاينة أنهم أضعف من أن يلحقوا الضرر بالبنية القوية لحزب الله.
وبهذا المصاب الجلل أسأل الله
تعالى لوالده المکرم حفظه الله ورعاه، ولأسرته الکريمة التي کانت مثالاٌ للصبر
والثبات وتحمل الشدائد بوقوفها إلی جانبه، ولکل أبنائه وذويه ومحبيه، ولأبطال
المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين وکل مکان، أسأل الله لهم الصبر الجزيل والأجر
الجميل والاحتساب والتسليم والسلوان ودوام البقاء وحسن العاقبة والثبات علی الدرب
وتحقيق النصر المؤزر، إنه سميع مجيب .
رضا رمضاني الأمین العام للمجمع العالمي لأهل البیت علیهم السلام