وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤

٢:٥٦:١٠ ص
1488856

خطاب الإمام الخامنئي عن معركة كبرى تتجاوز خارطة دول المنطقة وتحمل عنوان الحق ضد الباطل

تحدّثُ الإمام الخامنئي عن معركة كبرى تتجاوز جغرافيا لبنان والعراق واليمن وفلسطين وإيران، إذ إنها معركة الحقّ ضدّ الباطل، التي تمتدّ من بواكير الرسالة إلى الظهور، بكلّ تفاصيلها.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أشار مدير مركز العراق للدراسات الدكتور السيد "محمد صادق الهاشمي" الى أبعاد خطاب قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي عند استقباله للمقاتلين الأوائل.

خطابُ الإمامِ السيّدِ الخامنئي : رؤى وأفكارٌ
ألقى الإمامُ الخامنئي اليوم كلمةً أمام رُعيل المجاهدين الأوائل، تحمل أبعادًا استراتيجية تربط بين التاريخ والحاضر، وتستشرف المستقبل، وتحدد مصير الأمّة الإسلامية. ومن أبرز النقاط العميقة التي تناولها الإمام الخامنئي:

أوّلاً: أيديولوجية الصراع:
في ظرف حسّاس تتعقّد فيه التضاريس ، وتزداد حدّة الدوائر الدولية والإقليمية، ينتقل الصراع مع الكيان الإسرائيليّ من غَزَّةَ إلى لبنان، ومن السنة إلى الشيعة. وتقف جميع قوى الاستكبار إلى جانب إسرائيل، مستخدمةً ترساناتها وسلاحها وتقنياتها، وقوّتها التسليحية التي تراكمت منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.
في هذا المشهد، يأتي كلام الإمام الخامنئي اليوم مشحونًا بالشواهد، ليؤكّد أنّ ما يدور من صراعٍ بين الكيان الإسرائيليّ ولبنان وفلسطين هو صراعٌ ذو عمقٍ أوسع ودائرةً أعمق ؛ لأنـّه صراع بين الإسلام والكفر، وبين الحقّ والباطل.
 
ثانيًا: مساحة الصراع:
إنّ الأحداث والمعارك التي تدور في لبنان وفلسطين ليست مجرّد صراع على الحدود والمنافذ والاقتصاد والجغرافيا اللبنانية، بل إنّ الصراع مع الكيان الإسرائيلي هو صراع الأمّة الإسلامية بكلّ ما تعنيه كلمة الأمّة ، وما يعنيه الإسلام مع معسكر الكفر ؛ لذا، يجب على كلّ مسلم أنْ يؤمن بأنّ المعركة هي معركته وتكليفه الشرعيّ.
ولا يختلفُ اثنانِ في أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ انتصارها، قدّمت الغالي والنفيس لدعم جبهة الحقّ ضدّ الباطل. فكلّ طلقة وصاروخ وعزَّةٍ وكرامة تعود إلى عمامة ومبادئ وقيم الإمام الخميني، الذي وضع إيران في خدمة الإسلام والمسلمين.

ثالثًا: حركة التاريخ:
في خطابه، سلّط الإمام الخامنئي الضوء على الصراع والحروب والحصار وكلّ أدوات القوى المستبدّة التي شنّها الاستكبار ضدّ معسكر الحقّ منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.
وتحدّث الإمام الخامنئي عن الثبات والمعنويات التي أظهرها الأبطال في مواجهة التحديات خلال الحرب الإيرانية العراقية، التي كانت بتخطيط صهيونيّ، حيث تحمّلت إيران أقسى الظروف بأقلّ الإمكانات.
ومع ذلك، ثبتوا وانتظروا، وانتهى بالقول إلى ربط الأحداث السابقة بالأحداث الراهنة في لبنان، مؤكدًّا أنـّها حلقات متصلة ، فميدان الحرب ضدّ صدام، بدفع من الصهيونية، هو ذات الميدان في غَزَّة ولبنان.
نعم، هذا ما أشارَ إليه الإمام الخامنئي، وهو أنّ العدوَّ واحدٌ، بأهدافه وآلياته، يشنّ حربه على المؤمنين في لبنان وفلسطين. وقد يستمرّ الصراع، ولكن القرآن وعدنا بالنصر، خاصّة وأنّ ما تقوم به المقاومة، هو التكليفُ الشرعيّ، وهو الطريق إلى عزّة وبناء حضارة الإسلام والمسلمين.

رابعًا: العزيز الثوابت :
يعمل الإعلام المغرض جاهدًا على تركيز مفاهيم خطيرة في عقلية الأجيال، متوجّهًا بجهده العالي لجعل هذه المفاهيم ثقافة عامّة، ولتسويق الأمّة نحو قناعات فاسدة تفيد بأنّ إيران قد تخلّت عن دورها الجهاديّ بفعل ظروف داخلية ودولية، أو أنـّها تراجعت عن بعض ثوابتها نتيجة ظرفٍ مّا.
وهذا ما يردده البعض من خلال تفسيرهم لطبيعة المتغيّرات في الواقع السياسيّ الإيرانيّ الحكوميّ وخطابها الموجّه إلى المحيط الدوليّ والإقليميّ.
لذا، أكّد الإمامُ الخامنئي في خطابه أنّ إيران، في عمقها وأيديولوجيتها وثقافتها وتوجّهاتها وخطابها، ما زالت وستبقى منذ انطلاقة الثورة الإسلامية الإيرانية وحتّى الآن، وسوف تستمرّ بكلِّ ثبات. وهذا هو السرُّ في لقاء الإمام الخامنئي مع الطبقة الأولى والرعيل الجهاديّ المؤسس للمقاومة، وإلقاء كلمته في محضرهم، وهم حملة الرسالة وعنوان المقاومة.

الخلاصة:
يتحدّثُ الإمام الخامنئي عن معركة كبرى تتجاوز جغرافيا لبنان والعراق واليمن وفلسطين وإيران، إذ إنها معركة الحقّ ضدّ الباطل، التي تمتدّ من بواكير الرسالة إلى الظهور، بكلّ تفاصيلها.

مدير مركز العراق للدراسات الدكتور السيد محمد صادق الهاشمي

..................

انتهى / 232