وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

١٥ سبتمبر ٢٠٢٤

٥:٢٤:٤٧ ص
1485241

من سيرة وشخصية السيدة الكريمة"خديدة بنت خويلد" (ع) في السطور

السيدة خديجة بنت خويلد (ع) بن أسد بن عبد العزى بن قصي، هي المرأة الأولى تزوجها النبي (ص) قبل البعثة والتي كانت معروفة في مكة بالعفة والجمال والغنى والعقل والحكمة، فسميت بسيدة قريش والطاهرة ولُقبت بأم المؤمنين.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ كفى شرفا واعتزازا أن تكون المرأة الكريمة الطاهرة "السيدة خديجة" بنت خويلد (ع) شريكة رسول الله تعالى في مالها لدعمه بنشر دعوة الإسلام بين الناس في وقت لم يطعم الناس معنى الإنسانية.

السيدة خديجة عليها السلام وعظم شأنها
إن أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام زوج رسول الله صلى الله عليه وآله، وأعظم زيجاته، والتي أتى من زواجه بها الذرية والنسل الشريف، وقد كانت بمنزلة وحب عند رسول الله كبيرة، بل وكان لها من القدر العظيم عند الله ما جعل الله سبحانه ينزل جبريل عليه السلام ليقول لرسول الله عليه الصلاة والسلام:"إن الله يقرئ زوجك خديجة السلام".
ومن عظيم شأن السيدة خديجة عليها السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا أنها من النساء الأربع الكاملات التى لم يدانيهن أحد فى هذا الكمال من نساء العالمين، وذلك فى قوله: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد"، فكفى بهذا شرفا وقدرا ومكانة، فهي أسوة وقدوة لنساء العالمين في خلقها ودينها وكمالها وهي كما جاء في الحديث امرأة كاملة وأم امرأة أخرى كاملة وهي سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراءعليهاالسلام، فعليهما سلام الله.
وإن سيدتنا وجدتنا خديجة لها جاه عند الله عظيم، ولنا في سيرتها العطرة ما يجعلنا ويجعل هذه الأمة تعرف قدرها ومكانتها التي أعز الله الإسلام بها حيث بنى الله أسس وقواعد دين الله بمالها، ويظهر ذلك في حديث رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام في قوله: "ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب". وروي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية (فوجدك عائلا فأغنى) يعني: وجدك فقيرا فأغناك بمال خديجة.
فإلى القارئ يسير من سيرتها وشخصيتها الكريمة الطاهرة العظيمة في هذه السطور:
نسبها وألقابها :

هي الحسيبة النسيبة الشريفة خديجة بنت خُوَيْلِد بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصَي القرشية الأسدية
فهي تلتقي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جدهما قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام

ومن ألقابها: الطاهرة ، وسيدة قريش
ولادتها:

ولدت في مكة المكرمة حرسها الله، ونشأت في بيت من أفضل بيوتها، والمشهور أنها ولدت قبل عام الفيل بـ١٥ سنة، وهو قول ضعيف لأن الصحيح كما سنبين في الكلام على زواجها من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنها حينما تزوجته كان عمرها ٢٥ عاما كما ذهب إليه البيهقي في دلائل النبوة، وابن كثير في البداية والنهاية، وصاحب السيرة الحلبية؛ ذلك لأنها تزوجته قبل البعثة بـ١٥ عاما والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث وعمره ٤٠ سنة.

فيكون عمره وعمر خديجة معاً عند زواجهما ٢٥ سنة.
حياتها قبل البعثة :

كانت أفضل نساء العرب وأعلاهن شأنا، ولولا مخالفة نظام العرب لكانت حازت زعامتهم لما تميزت به من صفات جليلة، كحزمها وسعة عقلها وثروتها الكبيرة حتى أنها كانت تضارب أكثر بيوت قريش في مالها، وكان لها تجارة في كل بلد حتى مصر والحبشة، وكان لها من الجواري والمواشي كثرة كاثرة، حتى قيل: إن لها أكثر من ثمانين ألف جمل متفرقة.
ومعلوم أن من يحوز ثروة كهذه لابد أن يكون ممتازا بالذكاء والعقل الرصين.

زواجها:
الكلام في زواجها سلام الله عليها جرى فيه الخلاف بين أهل السنة وشيعة أهل البيت سلام الله عليهم.
فالمشهور بين أهل السنة أنها كانت متزوجة برجل اسمه هند بن النباش، وكنيته أبو هالة، وولدت له ولدين اسمهما هالة والآخر هند كاسم أبيه ثم بعد ذلك تزوجت رجلا آخر اسمه عتيق بن عائذ من بني مخزوم.
ولكن هذا الكلام محل نظر ، إذ كيف تتزوج امرأة شريفة في قومها كخديجة سلام الله عليها من رجل أعرابي من تميم، وهي التي كانت تتمنع عن سادات وأشراف قريش؛ لأنه ليس فيهم كفء لها، ولم تجد لها كفئا سوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟!!
فالصحيح أنها كانت بكراً لم تتزوج سوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو زوجها الوحيد سلام الله عليها.
فكان زواجها منه صلى الله عليه وآله سببه أنه كان يضارب بأموالها أو شريكا لها كما كان في سفره إلى الشام.
فبمعرفتها له صلى الله عليه وآله وسلم رأت رجلا لا كالرجال، رجل ذو كرامة ونبل وعزة، لم يتطلع إلى مالها وجمالها كما كان حال من كانوا يريدون الزواج بها ورفضتهم كلهم، فوجدت فيه ضالتها المنشودة.
فلما وجدت السيدة خديجة سلام الله عليها في محمد صلى الله عليه وآله وسلم الرجل المناسب لها، أخبرت صديقتها نفيسة بنت أمية، فذهبت نفيسة وفاتحت محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فلم يُبطئ في إعلان قبوله.
فخطبها له عمه سيدنا أبو طالب سلام الله عليه من وليها، وهو عمها عمرو بن سعد؛ لأن أباها قد قتل قبل ذلك في حرب الفجار أو قبلها.
وقال في خطبته الشهيرة التي نقلها ثقة الإسلام الكليني في الكافي، والمجلسي في البحار، والصدوق في ما لا يحضره الفقيه وابن بطة في الإبانة:
الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم، و زرع إسماعيل، وجعل لنا بلدًا حرامًا وبيتًا محجوجا، وجعلنا الحكّامَ على النّاس، ثمّ إنّ محمّدَ بنّ عبدِ الله لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح عليه برًّا و فضلا و كرما و عقلا، و إن كان في المال مُقِلَّاً ، فإنّ المال ظلٌّ زائلٌ، و عارية مسترجعة، و له في خديجة بنتِ خويلدِ رغبة، و لها فيه مثل ذلك و ما أحببتم من الصداق فَعَلَيَّ.
فعليها سلام الله، لكم كانت راجحة العقل حوت حكمة وعقلا ورصانة ونورا من الله جعلها ترغب فى الزواج من أفضل خلق الله محمد رسول الله، وجعل الله من هذا الزواج العظيم ذرية رسول الله من نسل السيدة فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين ابن عم رسول الله الذى جعل الله ذرية رسول الله فى صلبه كما أخبر بذلك رسول الله: "يا علي إن الله جعل ذرية كل نبي فى صلبه، وجعل ذريتى فى صلبك يا علي". فولدت السيدة فاطمة سيدنا الحسن وسيدنا الحسين والسيدة زينب عليهم جميعا السلام، وكان أن أخرج الله الذرية والنسل الطاهر من هؤلاء عليهم سلام الله.

دورها في نجاح الدعوة :
كانت أم المؤمنين خديجة أول الناس إسلاما مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما سلام الله ، وقد دعمت الدعوة وأيدتها بمالها فأنفقته في سبيل الله ، وآزرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقدمت له كل ما استطاعت من الدعم المادي والمعنوي ، وتحملت في سبيل ذلك الأذى من رجال قريش ونساءها وتصبر ولا ترجوا إلا رضا الله عز وجل
جاء في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق : (خفف الله بخديجة عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يسمع شيئا من رد عليه وتكذيب  له فيحزن إلا فرج الله عنه إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتهون عليه أمر الناس)

وفاتها :
سمي عام وفاتها بعام الحزن ، ذلك أنها توفيت بعد عم النبي وكافله أبي طالب سلام الله عليه في نفس العام بعد ٣٥ يوما من وفاته ودفنت سلام الله عليها بمقبرة بني هاشم بمكة المكرمة بعدما كفنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم برداء له وبرداء من الجنة وأدخلها القبر بيده الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم

خاتمة :
لقد اصطفى الله تعالى جدتنا وأمنا السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام) واختارها كي تكون أما لأهل البيت الأطهار (عليهم السلام) والداعمة الأولى بمالها لإقامة دولة الإسلام المحمدي الأصيل فاستحقت أن تكون هي وحدها أم المؤمنين .

السيد الطاهر الهاشمي
العضو المصري في الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)


.....................

انتهى / 323