وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أقيمت ندوة "إجراءات الإمام الحسن العسكري (ع) لتمهيد إمامة إمام الزمان (عج)" العلمية، وذلك برعاية وكالة أهل البيت (ع) – ابنا ومشاركة جامعة الأديان والمذاهب في قاعة الاجتماعات بهذه الوكالة.
وحاضر عضو هيئة التدريس في جامعة الأديان والمذاهب حجة الإسلام والمسلمين الدكتور "أحمد فلاح زاده"، ومدير قسم تاريخ الإسلام في جامعة الأديان والمذاهب الدكتور "محمد تقي ذاكري" في هذه الندوة، وبيّنا إجراءات الإمام الحسن العسكري (ع) في فترة إمامته لتمهيد إمامة الإمام الزمان (عج) بين الناس والشيعة.
معرفة الشيعة في عصر الإمام الحسن العسكري (ع) بالإمام المهدي (عج)
وأشار فلاح زاده في بداية هذه الندوة إلى تغيير مفهوم المهدوية في الدولة العباسية، وصرح: كانت فترة إمامة الإمام الحسن العسكري (ع) في سنوات بين 255 حتى 260 للهجرة، وفي هذه الفترة قد مضت حوالي 120 سنة من تأسيس وبداية العصر العباسي، وفي العصر العباسي عند استعمال "المهدوية" لم تكن لها إشارة إلى شخص محدد، وكانت الدولة العباسية تطلق على دولتها الدولة المهدوية. شعر دولة بني العباس سنة 255 أن الإمام المهدي (ع) على وشك الولادة، وبناء عليه وجهت ضغوط على الإمام الحسن العسكري (ع) حتى يلقى حتفه، فمن هذا المنطلق سجنت الإمام الحسن العسكري (ع).
وتابع عضو هيئة التدريس في جامعة الأديان والمذاهب: إن الإمام الحسن العسكري (ع) بعد ولادة الإمام المهدي (عج) أخرجه إلى أهل بيته وبعض خواص أصحابه وأطلعهم عليه، ومن جهة أخرى هناك من كان من أهل العلم والخبرة قبل وجود الإمام المهدي (ع) من خلال الاختبار العلمي وأساليب أخرى، وقد راسل الإمام الحسن العسكري (ع) أمثال هذه الشخصيات كثيرا، وهؤلاء أتوا من قريب شاهدوا الإمام المهدي (عج)، ورووا مشاهدتهم ورؤيتهم للإمام إلى الآخرين.
إيجاد علائم وشعائر للشيعة من قبل الإمام الحسن العسكري (ع)
ومن جانبه تحدث ذاكري في هذه الندوة وأشار إلى كيفية معرفة إنجازات الأئمة المعصومين (ع)، وصرح: لا نتوقع أن نعرف نشاطات وإنجازات الإمام الحسن العسكري (ع) بشكل مباشر عن طريق رواية ورد في بعض الأخبار التاريخية، بل يجب أن نبحث عن أساليب أخرى لمعرفة النشاطات والمنجزات. إنّ الإمام الحسن العسكري (ع) على مدى عمره تعرف على شخصيات في المجتمع الشيعي كانوا أهل العلم، وهذه الجماعة هم الذين تسببوا بأغلب المشكلات في عصر الغيبة الصغرى.
وأضاف مدير قسم تاريخ الإسلام في جامعة الأديان والمذاهب: من الإجراءات التي بادر إليها الإمام الحسن العسكري (ع) هو ايجاد العلائم للشيعة، على سبيل المثال، الاحتفاء بالأربعين الحسيني تعد من التوجيهات التي حث عليها الإمام الحسن العسكري (ع)، ومن جانب آخر قام الإمام الحسن العسكري (ع) بتبيين أصول الإمامة الأمر الذي تسبب بتقليل إنكار الإمام الحسن العسكري (ع) من قبل المجتمع الشيعي، كما استخدم الإمام الحسن العسكري (ع) من أشخاص لمنظمة الوكالة لم يكونوا من الأفراد المتميزين من الناحية العلمية والمكانة بين الشيعة، وكان معظم المشكلات التي ظهرت في عصر الغيبة الصغرى كان من قبل الذين يعدون من العلماء، لكنهم قد انحرفوا عن المسار الصحيح.
توجيهات الإمام الحسن العسكري (ع) للشيعة
وفي قسم آخر من هذه الندوة أشار عضو هيئة التدريس في جامعة الأديان والمذاهب فلاح زاده إلى إيجاد العلائم والشعائر من قبل الإمام الحسن العسكري (ع) ، وصرح: إحدى إجراءات الإمام الحسن العسكري إيجاد بعض العلائم، فأمر بتوزيع اللحم بين السادة من بني هاشم، وذلك بمناسبة ولادة الإمام المهدي (عج)، كما وقد علم واطلع مختلف شرائح الشيعة بولادة إمام الزمان (عج).
وتابع سماحته: إن الإمام الحسن العسكري (ع) قبل استشهاده بيّن للشيعة الأوضاع بعد استشهاده، وأنّه ماذا سيحدث، وما يجب على الشيعة أن يقوموا به من أعمال واتخاذ المواقف.
اختيار الوكلاء من قبل الإمام الحسن العسكري(ع)
وفي الختام أشار مدير قسم تاريخ الإسلام في جامعة الأديان والمذاهب الدكتور ذاكري إلى خصائص وكلاء الإمام الحسن العسكري (ع)، وصرح: هناك مَن انحرف من أهل العلم والزهد بعد الإمام الحسن العسكري عليه السلام في المجتمع الشيعي، وقد اختار الإمام الحسن العسكري عليه السلام وكلائه من الشخصيات التي لم تعد من المستوى العالي في المجتمع الشيعي من الناحية العلمية والمكانة الاجتماعية، فهؤلاء الوكلاء لم ينحرفوا بعد استشهاد الإمام الحسن العسكري (ع).
ونوه بأن اختيار الوكلاء من قبل الإمام الحسن العسكري (ع) كان السبب لتقليل التحديات في عصر الغيبة الصغرى.
.........
انتهى/ 278