وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "لَيْسَ لِمُعْجِـبٍ رَأْيٌ".
العُجبُ لغة: الفَرَحُ والسُّرُورُ بِما يَكونُ مِن النَّفْسِ مع استِعلاءٍ، يُقال: فُلانٌ مُعجَبٌ بِمالِهِ: إذا كان مَسْرُورًا بِهِ.
والمُعْجَبُ: الفَرِحُ بِنَفْسِهِ وبِرَأْيِهِ حَسَنًا كان أو قَبِيحًا. وأَصْلُه مِن الإِعْجابِ، وهو: اسْتِكْبارُ الشَّيْءِ واسْتِعظامُهُ واسْتِحْسانُهُ.
ويأْتي بِمعنى التَّرَفُّعِ والتَّكَبُّرِ والاسْتِعْلاءِ، فيُقال: أُعْجِبَ بِنَفْسِهِ، أيْ: تَرَفَّعَ وتَكَبَّرَ. ومِن مَعانِيه أيضًا: الغُرُورُ والمَيْلُ والاِسْتِحْسانُ والزَّهْوُ.
والعُجبُ في اصطلاح علماء النفس والأخلاق: ظَنُّ الإنسان في نفسه استحقاق منزلة هو غير مستحقّ لها، وأصله من حبِّ الإنسان نفسَه، وهو آفة خطيرة، ويكاد أن يكون رتبة من مراتب الشرك لأنَّه من باب الإِشراك بِالنفس والافتتان بها وإِضافة النِّعَم لها، مع ظَنِّ المُعجَبِ بأنَّه قد فاز، وأنَّه قد استغنى عن الله بِطاعاتِهِ، كما أنَّه خَصلَة قبيحَة قد تَصِلُ بصاحبها إلى الكفر بالله تعالى، كما هو الحالُ مع إِبليسَ حيث أُعجِبَ بأَصلهِ وعِبادَتهِ.
ويكون العُجْبُ بِالقُوَّةِ، وبِالعَقلِ، والعلم، والمالِ، والأولادِ، والجاهِ، والنَّسَبِ، وغَيْرِ ذلك مِن مَظاهِرِ العُجْبِ.
والعُجبُ قبيح مذموم، يذمّه الله تعالى ويذمُّه الناس، فأمّا الله تعالى فيقول في شأن المبتلى بالعُجبِ: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿103﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿104/ الكهف﴾.
إن المُبتَلى بالعُجبِ يحسب أنه يُحسِنُ صُنعاً فيما يقول وفيما يفعل، فيغفل عن ضلاله وخطئه، وحين تنكشف له حقيقة الأمر يجد نفسه أخسر الناس أعمالاً وأسوأهم حالاً، تذهب أعماله أدراج الرياح وقد كان يحتسب أنها باقية له، وتكون عاقبته أسوأ العواقب.
وقال تعالى: "أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿8/ فاطر﴾ المُعْجَب بنفسه يزيِّن له الشيطان سوء عمله فيراه حسناً، فيُعجَب بنفسه وبكل ما يصدر عنها، فيحول ذلك بينه وبين أن يفتِّش في عمله ليرى مواضع الخطأ والنقص فيه، لأنه واثق من أنه لا يخطئ، متأكّد أنه دائماً على الصواب، مَفتون بكل ما يتعلَّق بذاته، لا يخطر على باله أن يراجع نفسه في شيء، ولا أن يحاسبها على أمر، ولا يُطيق أن يراجعه أحدٌ في عمله أو رأيه، لأنه يراه حَسَناً، فلذلك يغضب من توجيه النقد إليه، وهذا والله بلاء عظيم، ومرض خطير أن يُبتَلى به الإنسان، إنه الحبل الذي يجُرُّه إلى الضلال ويتردّى به في هاوية الخطأ السحيقة، ومن يكن هذا حاله فهو مذموم عند الله تعالى.
وهو مذموم عند الناس، والناس ينفرون منه، ويتحاشَون التواصل معه، ولا يطمئنون إلى رأيه، ولا يستشيرونه في أمر من أمورهم، لذلك يعيش في عُزلة عنهم، يعيش وحدة قاتلة موحِشَة، وقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "لا وَحدَةَ أوحَشُ مِنَ العُجبِ. وأوحَشُ الوَحشَةِ العُجبُ".
وجاء عنه (ع) أيضاً: "العُجبُ يُظهِرُ النَّقيصَةَ" لأنَّ المُبتَلى بالعُجْب يغفل عن نقائصه، بل يراها كمالاً، والحال أن الناس يرونها نقصاً فادحاً، وهذا يدل على حماقته، وقِلَّة عقله، وكثرة جهله، فيؤدي به عُجبُه إلى الهَلاك كما قال أمير المؤمنين (ع): "مَن اُعجِبَ بِنَفسِهِ هَلَكَ، ومَن اُعجِبَ بِرَأيِهِ هَلَكَ".
بقلم الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
...........
انتهى/ 278
العُجبُ لغة: الفَرَحُ والسُّرُورُ بِما يَكونُ مِن النَّفْسِ مع استِعلاءٍ، يُقال: فُلانٌ مُعجَبٌ بِمالِهِ: إذا كان مَسْرُورًا بِهِ.
والمُعْجَبُ: الفَرِحُ بِنَفْسِهِ وبِرَأْيِهِ حَسَنًا كان أو قَبِيحًا. وأَصْلُه مِن الإِعْجابِ، وهو: اسْتِكْبارُ الشَّيْءِ واسْتِعظامُهُ واسْتِحْسانُهُ.
ويأْتي بِمعنى التَّرَفُّعِ والتَّكَبُّرِ والاسْتِعْلاءِ، فيُقال: أُعْجِبَ بِنَفْسِهِ، أيْ: تَرَفَّعَ وتَكَبَّرَ. ومِن مَعانِيه أيضًا: الغُرُورُ والمَيْلُ والاِسْتِحْسانُ والزَّهْوُ.
والعُجبُ في اصطلاح علماء النفس والأخلاق: ظَنُّ الإنسان في نفسه استحقاق منزلة هو غير مستحقّ لها، وأصله من حبِّ الإنسان نفسَه، وهو آفة خطيرة، ويكاد أن يكون رتبة من مراتب الشرك لأنَّه من باب الإِشراك بِالنفس والافتتان بها وإِضافة النِّعَم لها، مع ظَنِّ المُعجَبِ بأنَّه قد فاز، وأنَّه قد استغنى عن الله بِطاعاتِهِ، كما أنَّه خَصلَة قبيحَة قد تَصِلُ بصاحبها إلى الكفر بالله تعالى، كما هو الحالُ مع إِبليسَ حيث أُعجِبَ بأَصلهِ وعِبادَتهِ.
ويكون العُجْبُ بِالقُوَّةِ، وبِالعَقلِ، والعلم، والمالِ، والأولادِ، والجاهِ، والنَّسَبِ، وغَيْرِ ذلك مِن مَظاهِرِ العُجْبِ.
والعُجبُ قبيح مذموم، يذمّه الله تعالى ويذمُّه الناس، فأمّا الله تعالى فيقول في شأن المبتلى بالعُجبِ: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿103﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿104/ الكهف﴾.
إن المُبتَلى بالعُجبِ يحسب أنه يُحسِنُ صُنعاً فيما يقول وفيما يفعل، فيغفل عن ضلاله وخطئه، وحين تنكشف له حقيقة الأمر يجد نفسه أخسر الناس أعمالاً وأسوأهم حالاً، تذهب أعماله أدراج الرياح وقد كان يحتسب أنها باقية له، وتكون عاقبته أسوأ العواقب.
وقال تعالى: "أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿8/ فاطر﴾ المُعْجَب بنفسه يزيِّن له الشيطان سوء عمله فيراه حسناً، فيُعجَب بنفسه وبكل ما يصدر عنها، فيحول ذلك بينه وبين أن يفتِّش في عمله ليرى مواضع الخطأ والنقص فيه، لأنه واثق من أنه لا يخطئ، متأكّد أنه دائماً على الصواب، مَفتون بكل ما يتعلَّق بذاته، لا يخطر على باله أن يراجع نفسه في شيء، ولا أن يحاسبها على أمر، ولا يُطيق أن يراجعه أحدٌ في عمله أو رأيه، لأنه يراه حَسَناً، فلذلك يغضب من توجيه النقد إليه، وهذا والله بلاء عظيم، ومرض خطير أن يُبتَلى به الإنسان، إنه الحبل الذي يجُرُّه إلى الضلال ويتردّى به في هاوية الخطأ السحيقة، ومن يكن هذا حاله فهو مذموم عند الله تعالى.
وهو مذموم عند الناس، والناس ينفرون منه، ويتحاشَون التواصل معه، ولا يطمئنون إلى رأيه، ولا يستشيرونه في أمر من أمورهم، لذلك يعيش في عُزلة عنهم، يعيش وحدة قاتلة موحِشَة، وقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "لا وَحدَةَ أوحَشُ مِنَ العُجبِ. وأوحَشُ الوَحشَةِ العُجبُ".
وجاء عنه (ع) أيضاً: "العُجبُ يُظهِرُ النَّقيصَةَ" لأنَّ المُبتَلى بالعُجْب يغفل عن نقائصه، بل يراها كمالاً، والحال أن الناس يرونها نقصاً فادحاً، وهذا يدل على حماقته، وقِلَّة عقله، وكثرة جهله، فيؤدي به عُجبُه إلى الهَلاك كما قال أمير المؤمنين (ع): "مَن اُعجِبَ بِنَفسِهِ هَلَكَ، ومَن اُعجِبَ بِرَأيِهِ هَلَكَ".
بقلم الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
...........
انتهى/ 278