وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ في مقابلة مع آية الله "رضا رمضاني" قدم سماحته أحر التعازي بمناسبة الأربعين الحسيني، وأشار إلى ثواب زيارة الإمام الحسين (ع)، وصرح: تكتب ثواب الزيارة لمن كان مشتاقا وراغبا للمشاركة في مشاية زيارة الأربعين ولكنه لم يتمكن من ذلك بسبب ما؛ إذ إن روحه وقبله مع هذه المسيرة.
* لزيارة الإمام الحسين (ع) ثواب حجة مقبولة
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أن هناك تأكيد كثير للزيارة المصطحبة بالمعرفة، والاعتقاد القلبي، وأضاف: إن زيارة الإمام الحسين (ع) تعادل حجة مقبولة، وكل خطوة في هذا الطريق لها ثواب ألف حسنة.
وأشار سماحته إلى القابليات الكبيرة لملحمة الأربعين، وصرح: مما لا شك فيه إن المشاركة في الأربعين تحتوي على الكثير من المفاهيم، وعلينا أن نعرّف الإمام الحسين (ع) كنموذج كامل إلى جميع البشر.
واعتبر آية الله رمضاني أن الإمام الحسين (ع) لا يتعلق بالشيعة فحسب، بل هو أسوة لجميع المسلمين أيضا، وأكد: إن الإمام الحسين (ع) ثار لمواجهة البدع حتى يحيي السنن الإلهية، ويقوم بإصلاح أمة جده النبي الأكرم (ص) ويعرّف سيرة أهل البيت (ع).
* زيارة الأربعين هي فهم الرواية الصحيحة التي تتعلق بعاشوراء
وأضاف ممثل أهالي محافظة جيلان في مجلس خبراء القيادة في إيران: إنّ الإمام الحسين (ع) يعد قدوة لجميع أتباع الأديان الإلهية؛ لإنّه يدعو الناس إلى الله، وأن الله تبارك وتعالى هو قطب الوحدة لجميع الأديان الإبراهيمية. كما أن الإمام الحسين (ع) يمكنه أن يصبح قدوة لمن لا دين له أيضا؛ إذ إن الدرس الذي قدمه عليه السلام هو الحرية.
وأشار سماحته أن زيارة الأربعين تعد شكل من أشكال الرواية الصحيحة التي تتعلق بعاشوراء، وقال: هناك روايات عديدة وردت في الكتب والمصادر عن عاشوراء سنة 61 للهجرة وتنقل بين الناس. إن عاشوراء سنة 61 للهجرة هي عاشوراء عقلانية ومعنوية ومطالبة بالعدالة.
وأضاف آية الله رمضاني: إن عاشوراء الإمام الحسين (ع) هي عاشوراء الصمود أمام الظلم والاضطهاد والبدع. وهي العاشوراء التي تسعى إلى إحياء السنن والأحكام الإلهية، وهي العاشوراء التي ترمي إلى تحقيق الأمن بما لهذه الكلمة من معنى، فيجب الاهتمام بها، وهذه دروس تقدمها اليوم للبشرية.
وصرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): يجب أن نتعلم دروس عاشوراء، ومن ثم نطبقها في حياتنا، طبعا كل أحد حسب قابليته يمكنه أن يقتدي بها وينتفع منها.
* إحدى قابليات عاشوراء تعزيز جبهة المقاومة أمام نظام الهيمنة
واعتبر سماحته أن إحدى قابليات عاشوراء هي تعزيز جبهة المقاومة أمام نظام الهيمنة، وقال: شاهدنا في الشهور الأخيرة أن جغرافيا المقاومة قد اتسعت. اليوم أصبحت إيران، ولبنان، وحزب الله، والعراق، وسوريا، واليمن والبحرين، وأمريكا اللاتينية، وأفغانستان، وكثير من البلدان الأخرى في عداد جبهة المقاومة.
وأضاف آية الله رمضاني: كما شاهدنا أيضا أن في أمريكا الوسطى يتحدث طلاب الجامعات اليوم عن الاضطهاد والظلم خاصة المجارز التي ترتكب في حق النساء والأطفال الأبرياء العزّل في غزة والتي بلغت أكثر من أربعين ألف قتيل، الأمر الذي يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ويكشف عن غطرسة الكيان الغاصب الصهيوني.
وبين ممثل أهالي محافظة جيلان في مجلس خبراء القيادة في إيران أن زيارة الأربعين يمكنها أن تمهد للحضارة الإسلامية، وصرح: تلك الحضارة التي تحفظ فيها حقوق الإنسان وكرامته، وتهتم بالعدالة التي كانت محل قلق للإنسان، وتُعد العقلانية والمعنوية من القضايا المطالبة فيها.
*ضرورة الاهتمام بالركائز الذهبية للحياة في الحضارة الإسلامية
وصرح سماحته: إنّ في الحضارة الإسلامية الحديثة يجب الاهتمام بالركائز الذهبية في حياة الإنسان. فقد ورد في بعض الروايات: "اجعل نفسك ميزانا فيما بينك و بين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك، و أكره له ما تكره لها".
وأشار آية الله رمضاني إلى أن في الحضارة الإسلامية لا يوجد ظلم ولا اضطهاد، وأكد: إن النظام الفكري في الحضارة الإسلامية يقوم على أركان إلهية وكرامة إنسانية، الأمر الذي يعد أهم حاجة لدى المجتمع الإنساني اليوم.
ولفت الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أن المجتمع البشري اليوم يبحث عن الأمن، والمعنوية، والشريعة، والأحكام الإلهية التي في الحقيقة أحكام فطرية والموافقة مع العقل، فهذه هي الوصفة المنعوة لإنقاذ البشر والتي علمنا إياها الإمام الحسين (ع) في الأربعين.
* جهود الأعداء لتحريف سلوك الأربعين ومعنويتها
وأضاف سماحته: إن الإمام الحسين (ع) علّمنا أن لا نبتعد عن القرآن ولو للحظة واحدة، حتى ورد في بعض الروايات أن رأس الإمام المقطوع المرفوع على الرمح كان يتلو القرآن، وهذه الأمور تؤكد النورانية والأنس بالقرآن.
وصرح آية الله رمضاني: بما أن قابليات الأربعين كثيرة جدا، فبناء عليه يسعى الأعداء بتحريف البعد المعنوي لها وسلوكها، وقال: على علمائنا ومبلغينا ومجتهدينا أن ينتبهوا إلى تبليغ حقيقة الأربعين وأسرارها حتى لا يتمكن الأعداء من بلوغ أهدافهم المشؤومة.
وأضاف ممثل أهالي محافظة جيلان في مجلس خبراء القيادة في إيران: علينا الاهتمام برواية عاشوراء في الأربعين، كما أن الأربعين لها مهمة الرواية الصحيحة، وأن السيدة زينب بخطبها البليغة أوصلت صوت الحق والمظلومية إلى أسماع أهل العالم.
*الرواية الصحيحة عن الثورة الإسلامية الإيرانية بحاجة إلى جهاد التبيين
وأشار سماحته إلى أن اليوم يجب علينا أن نحكي بصورة صحيحة عن أهم الحركات الثورية وحركات التحرر، وصرح: إن الثورة الإسلامية الإيرانية حدثت كمعجزة وتسعى أن تطبق الأحكام الإلهية والعدالة في جميع أبعادها.
وأشار آية الله رمضاني إلى المعطيات العلمية والعسكرية في الثورة الإسلامية مؤكدا يجب أن نتحدث عن هذه المعطيات كثيرا مرارا وتكرارا؛ كي يقف الجميع على هذه النعمة الكبيرة للثورة الإسلامية، الأمر الذي يحتاج إلى رواية صحيحة عنها وجهاد التبيين.
..........
انتهى/ 278