وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : alkafeel
الجمعة

١٦ أغسطس ٢٠٢٤

٩:٢٠:٥٢ م
1478954

قصص الأربعين.. الحاج عباس: حبّ الإمام الحسين (عليه السلام) فطرة

كان الحاج عباس ينهض قبل الفجر كل يوم في موسم الأربعين، ليعد ما يستطيع من الطعام والشراب...

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ يسير الحاج عباس الذي يسكن في قضاء الدير شمالي محافظة البصرة على خطى أجداده بخدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام) الذين يتوجهون صوب مدينة كربلاء المقدسة لإحياء أربعين الإمام الحسين (عليه السلام).

الخدمة الحسينية
كان الحاج عباس ينهض قبل الفجر كل يوم في موسم الأربعين، ليعد ما يستطيع من الطعام والشراب، مع تجهيز موكبه الصغير الذي يحمل اسم "موكب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)"، في هذا المكان، كان يجد الراحة في خدمة زائري الإمام الحسين، الذين كانوا يرون في كل لقمة يتناولونها من يديه محبة خالصة.

بينما كان الزائرون يستريحون في ظلال موكبه، إذ كان الحاج عباس يتحدث إليهم ويقول: "أنّ حبّ الحسين فطرة"، كان يقولها بابتسامة واثقة، تعكس إيمانه العميق، لم يكن يعد خدمة الزائرين عبئًا، بل كان يراها نعمة وفضلًا من الله، يجدد بها روحه وينير بها حياته.

رسالة الحاج عباس

لم يكن الحاج عباس يكتفي بخدمة الزائرين فقط؛ بل كان يحمل رسالة أعمق وأبعد من ذلك، في كل ليلة، كان يجتمع بأولاده وأحفاده حول النار التي يحضّر عليها الشاي ليقدمه للزائرين، إذ يبدأ حديثه: "يا أولادي و يا أحفادي، حبّ الحسين رحمة وفطرة، إنها هبة من الله يجب أن نتمسك بها، أنتم الأمانة، وأنتم الذين ستستمرون في هذه الخدمة من بعدي.

كان الأطفال ينصتون إليه ويتلقون تلك الكلمات كما لو كانت دروسًا في الحب والولاء، يرى الحاج عباس في عيونهم اللمعان ذاته، الذي كان يشعر به في قلبه عندما كان صغيرًا، وهو يستمع إلى والده ويحدثه عن الحسين (عليه السلام) وعن كربلاء.

مرّت الأيام، وكُبر الأطفال وأصبحوا رجالًا، لكنهم لم ينسوا أبدًا كلمات جدّهم الحاج عباس، كانوا يحرصون على الاستمرار في تلك الخدمة، حاملين معهم روح الحاج عباس، تلك الروح التي غرسها فيهم وأشعل بها شعلة حبّ الإمام الحسين (عليه الاسلام) في قلوبهم.

وهكذا، بقي موكب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) يستقبل الزائرين عامًا بعد عام.
..........................
انتهى/185