وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ في يوم ليس ببعيد، بعدما بُلِّغَ بخبر استشهاد أبنائه وأحفاده، قال إسماعيل هنية القائد في حركة المقاومة الفلسطينية حماس ورئيس المكتب السياسي لها: "إنّ دماء أبنائي وأحفادي الشهداء ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني. أشكر الله على هذا الشرف العظيم الذي أكرمني به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض أحفادي".
أما اليوم، فقد استشهد إسماعيل هنية نفسه، وفقدت المقاومة ورفاقه في النضال، داخل فلسطين وخارجها، رمزًا وطنيًا في عالم يعاني من شح الرموز. كان رجلًا شامخًا كالسنديان في أرض معطاء. إسماعيل هنية، أو كما كان يطلق عليه "أبو العبد"، كان قائدًا ومقاومًا ضد الاحتلال الأعتى في عالمنا اليوم، هبةً من السماء لشعب لم يكلّ من سعيه للحرية يومًا، وكأنه شعب يعلم بأنه إذا تحرر فسيحرر العالم معه.
في كل بُقْعَةٍ جغرافيا من عالمنا اليوم، تصطف الكوارث والمآسي. رغم ذلك اعتدنا أن نرى كبار الساسة ونسلهم يعيشون حياة مفصولة تمامًا عن الواقع الذي نحيا فيه. هم يعيشون في أبراجهم العالية، محصنين ضد المخاطر، في أمان تام، حتى وإن انهار العالم من حولهم. بينما يملؤون العالم بضجيج خطبهم عن الكفاح والعدالة والنضال والتحمل، يعيشون هم حياة لا تشبه حياة من يتحدثون عنهم.
لكن في بقعة جغرافية من عالمنا تدعى غزة، كانت هناك قصة مختلفة من بين الكثير من القصص الفريدة المألوفة في تلك الأرض فقط، قصة قائد، لكنه في نفس الوقت كان رجلًا عاديًا يُدعى إسماعيل هنية، عاش فلسطينيًا، ومات كما يموت الفلسطينيون عادة، على طريق النضال، وقد سبقه إلى الموت الكثير من أفراد عائلته، ففي أرض غزة، لا تفرق الدماء بين أبناء القادة وأبناء الشعب. فهناك، الحقيقة واحدة، حقيقة لا مجازًا في خطب سياسية تُلقى في قاعات مجهزة مليئة بالكاميرات والبذل المنمقة.
في غزة، تتساوى الأرواح في مصيرها، الأطفال والشيوخ، الرجال والنساء، الجميع يعبرون جسر الحياة إلى الشهادة بنفس الطريقة، دون امتيازات، دون حماية خاصة. وإسماعيل هنية لم يكن استثناءً، بل كان تجسيدًا لهذا القدر. عاش كما يعيش الفلسطينيون، ومات كما يموتون، بطلًا، لتظل ذكراه، لا كقائد في خطب سياسية رنانة، بل كإنسان عاش وسط شعبه، وتقاسم معهم نفس الألم، ونفس المصير.
بعد بدء العدوان على غزة، وتحديدًا في يوم 10 أبريل/نيسان 2024، تلقى إسماعيل هنية خبر وفاة الكثير من أسرته، حيث استشهد 6 من أفراد عائلته، بينهم 3 من أبنائه وعدد من أحفاده، في قصف إسرائيلي. ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة، ففي 24 يونيو/حزيران، استشهد 10 آخرون من عائلته، بينهم شقيقته، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غربي غزة، وما كان لإسماعيل إلا ليعلق على هذه الفاجعة قائلًا: "ما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم.. الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا!"
وكان خطاب له في عام 2014، ردًا على الحصار المستمر على قطاع غزة، قال: "نحن قوم إذا كان قراركم الحصار فإن قرارنا هو الانتصار، وإذا كان القرار تركيع غزة والشعب، فقرارنا هو أننا لا نركع إلا لله. وعلى كل صانعي القرار داخل وخارج فلسطين أن يلتقطوا رسالة هذا الشعب، نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة كما يعشق الآخرون الكراسي، خذوا كل الكراسي وأبقوا لنا الوطن".
لقد كان القائد أبو العبد صادقًا، رجلًا عرفته الساحة الفلسطينية بالشجاعة والحكمة، سواء في نشأته ومسيرة حياته أو في مواقفه السياسية والمقاومة. وقف دائمًا بثبات ضد الاحتلال دون تخاذل أو مساومة، دون مداهنة. لقد اغتيل اليوم، شخصية فريدة، وتجربة إنسانية ستظل حاضرة في نفوس الأجيال القادمة تعطيها الأمل في النضال، كرمز للشجاعة والكرامة، وأيقونة للمقاومة.
..................
انتهى / 232
أما اليوم، فقد استشهد إسماعيل هنية نفسه، وفقدت المقاومة ورفاقه في النضال، داخل فلسطين وخارجها، رمزًا وطنيًا في عالم يعاني من شح الرموز. كان رجلًا شامخًا كالسنديان في أرض معطاء. إسماعيل هنية، أو كما كان يطلق عليه "أبو العبد"، كان قائدًا ومقاومًا ضد الاحتلال الأعتى في عالمنا اليوم، هبةً من السماء لشعب لم يكلّ من سعيه للحرية يومًا، وكأنه شعب يعلم بأنه إذا تحرر فسيحرر العالم معه.
في كل بُقْعَةٍ جغرافيا من عالمنا اليوم، تصطف الكوارث والمآسي. رغم ذلك اعتدنا أن نرى كبار الساسة ونسلهم يعيشون حياة مفصولة تمامًا عن الواقع الذي نحيا فيه. هم يعيشون في أبراجهم العالية، محصنين ضد المخاطر، في أمان تام، حتى وإن انهار العالم من حولهم. بينما يملؤون العالم بضجيج خطبهم عن الكفاح والعدالة والنضال والتحمل، يعيشون هم حياة لا تشبه حياة من يتحدثون عنهم.
لكن في بقعة جغرافية من عالمنا تدعى غزة، كانت هناك قصة مختلفة من بين الكثير من القصص الفريدة المألوفة في تلك الأرض فقط، قصة قائد، لكنه في نفس الوقت كان رجلًا عاديًا يُدعى إسماعيل هنية، عاش فلسطينيًا، ومات كما يموت الفلسطينيون عادة، على طريق النضال، وقد سبقه إلى الموت الكثير من أفراد عائلته، ففي أرض غزة، لا تفرق الدماء بين أبناء القادة وأبناء الشعب. فهناك، الحقيقة واحدة، حقيقة لا مجازًا في خطب سياسية تُلقى في قاعات مجهزة مليئة بالكاميرات والبذل المنمقة.
في غزة، تتساوى الأرواح في مصيرها، الأطفال والشيوخ، الرجال والنساء، الجميع يعبرون جسر الحياة إلى الشهادة بنفس الطريقة، دون امتيازات، دون حماية خاصة. وإسماعيل هنية لم يكن استثناءً، بل كان تجسيدًا لهذا القدر. عاش كما يعيش الفلسطينيون، ومات كما يموتون، بطلًا، لتظل ذكراه، لا كقائد في خطب سياسية رنانة، بل كإنسان عاش وسط شعبه، وتقاسم معهم نفس الألم، ونفس المصير.
بعد بدء العدوان على غزة، وتحديدًا في يوم 10 أبريل/نيسان 2024، تلقى إسماعيل هنية خبر وفاة الكثير من أسرته، حيث استشهد 6 من أفراد عائلته، بينهم 3 من أبنائه وعدد من أحفاده، في قصف إسرائيلي. ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة، ففي 24 يونيو/حزيران، استشهد 10 آخرون من عائلته، بينهم شقيقته، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غربي غزة، وما كان لإسماعيل إلا ليعلق على هذه الفاجعة قائلًا: "ما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم.. الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا!"
وكان خطاب له في عام 2014، ردًا على الحصار المستمر على قطاع غزة، قال: "نحن قوم إذا كان قراركم الحصار فإن قرارنا هو الانتصار، وإذا كان القرار تركيع غزة والشعب، فقرارنا هو أننا لا نركع إلا لله. وعلى كل صانعي القرار داخل وخارج فلسطين أن يلتقطوا رسالة هذا الشعب، نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة كما يعشق الآخرون الكراسي، خذوا كل الكراسي وأبقوا لنا الوطن".
لقد كان القائد أبو العبد صادقًا، رجلًا عرفته الساحة الفلسطينية بالشجاعة والحكمة، سواء في نشأته ومسيرة حياته أو في مواقفه السياسية والمقاومة. وقف دائمًا بثبات ضد الاحتلال دون تخاذل أو مساومة، دون مداهنة. لقد اغتيل اليوم، شخصية فريدة، وتجربة إنسانية ستظل حاضرة في نفوس الأجيال القادمة تعطيها الأمل في النضال، كرمز للشجاعة والكرامة، وأيقونة للمقاومة.
..................
انتهى / 232