وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالة الحوزة
السبت

٢٠ يوليو ٢٠٢٤

١٠:٣٧:٤٢ ص
1473197

خطبة الإمام علي بن الحسين (ع) في الكوفة؛ نصها وتعريفها

خطبة الإمام السجاد (ع) في الكوفة، هي الخطبة التي ألقاها بعد واقعة الطف عندما أخذوه أسيرا مع أسرى أهل البيت إلى الكوفة، وذلك بعد خطبة السيدة زينب (ع).

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ خطبة الإمام علي بن الحسين عليه السلام في الكوفة هي خطبة ألقاها في أهل الكوفة بعد معركة كربلاء وبعدما سيق أهل بيت الإمام الحسين عليه السلام وصبيانهم ومرضاهم سبايا إلى الكوفة حيث كان مقر عبيد الله بن زياد وواليها من قبل بني أمية، وقد خرج الناس للنظر إليهم.

قال حذيم بن شريك الأسدي: خرج زين العابدين عليه السلام إلى الناس وأومئ إليهم أن اسكتوا فسكتوا، وهو قائم، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه، ثم قال:

أيها الناس من عرفني فقد عرفني! ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين، المذبوح بشط الفرات من غير دخل ولا تراث، أنا ابن من انتهك حريمه، وسلب نعيمه، وانتهب ماله، وسبي عياله، أنا ابن من قتل صبرا، فكفى بذلك فخرا.

أيها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة؟ قاتلتموه وخذلتموه فتبا لكم ما قدمتم لأنفسكم وسوء لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي.

قال: فارتفعت أصوات الناس بالبكاء، ويدعو بعضهم بعضا: هلكتم وما تعلمون.

فقال علي بن الحسين، رحم الله امرءا قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله، وفي أهل بيته، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة.

فقالوا بأجمعهم؟ نحن كلنا يا بن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك رحمك الله فإنا حرب لحربك، سلم لسلمك، لنأخذن ترتك وترتنا، عمن ظلمك وظلمنا.

فقال علي بن الحسين عليه السلام: هيهات هيهات!! أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى آبائي من قبل كلا ورب الراقصات إلى منى، فإن الجرح لما يندمل!! قتل أبي بالأمس، وأهل بيته معه، فلم ينسني ثكل رسول الله صلى الله عليه وآله، وثكل أبي وبني أبي و جدي شق لهازمي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصصه تجري في فراش صدري.

و مسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا:

ثم قال (ع):

لا غَروَ إن قُتِلَ الحُسَينُ وشَيخُهُ ** قَد كانَ خَيرا مِن حُسَينٍ وأكرَما

فَلا تَفرَحوا يا أهلَ كوفانَ بِالَّذي ** أصابَ حُسَينا كانَ ذلِكَ أعظَما

قَتيلٌ بِشَطِّ النَّهرِ روحي فِــداؤُهُ ** جَزاءُ الَّــذي أرداهُ نــارُ جَهَنَّمـــــــا

المصدر: الاحتجاج للشيخ الطبرسي ج2، صص 31-32
.........
انتهى/ 278