وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : اكنا
الأربعاء

١٠ يوليو ٢٠٢٤

١٢:٠٠:٣٧ م
1471015

إن أفضل المستندات القرآنية لتبيين ثورة الإمام الحسين (ع) هو ما جاء في وصيّته (ع) لأخيه "محمد الحنفيّة".

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ عندما عرض يزيد بن معاوية البيعة على الإمام الحسين (ع) لم يرفضها فحسب بل أسس ثورته التوعوية لنجاة أمة جده (ص) من البُدعة والانحراف التي أتى بها حُكم يزيد.

والسؤال هو هل ثورة الحسين بن علي (ع) أمر مقبول من منظور القرآن الكريم؟ بعبارة أخرى أي آيات في القرآن الكريم توافق الثورة الحسينية وكيف يمكن تبرير الثورة الحسينية من منظور القرآن الكريم؟

ويمكن العثور على أفضل المستندات القرآنية لتبيين ثورة الإمام الحسين (ع) فيما جاء في وصيّته (ع) لأخيه "محمد حنفيّة" حيث قال: "وَ أَنِّی لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِی أُمَّهِ جَدِّی(ص) أُرِیدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْکَرِ وَ أَسِیرَ بِسِیرَهِ جَدِّی وَ أَبِی‏ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ(ع)."

وتتضمن الوصية أمورا تكشف بأن الإمام الحسين (ع) أطلق ثورته الخالدة من منطلق أسس قرآنية ثابتة فكان أول هدف للإمام الحسين (ع) هو "إصلاح أمة جدي".

والإصلاح هو أحد واجبات ومهام الأنبياء (ص) فـ حذّروا أقوامهم من الفساد وقاموا بهدايتهم نحو الصلاح كي لا يروح المجتمع ضحية أقلية مفسدة.

على سبيل المثال اعتمد نبي الله شُعيب "الإصلاح" غاية " إِنْ أُريدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَ ما تَوْفيقي‏ إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنيبُ" (هود / 88)

وهنا يجب التوقف عند ملاحظة مهمة وهي أنه لا يمكن إصلاح المجتمع قبل إصلاح حكّامه فـ عندما بعث الله تعالى موسى (ع) أمره بأن يذهب إلى فرعون فقال تعالى " اذْهَبْ إِلى‏ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى" (طه / 24)

إن طغيان الحكّام هو السبب الرئيسي لفساد المجتمع وعلى كل من يطلب الإصلاح الذهاب إلى الحكّام قبل ذلك كما إن مواجهة الإمام الحسين (ع) ليزيد بن معاوية جاءت في هذا الإطار.
.........
انتهى/ 278