وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ إن وحدة الامة الإسلامية ثمرة أساسية من ثمار فريضة الحج، فمن الثابت جزما هو ضرورة دعم وتعضيد وحدة الامة وتماسكها،
من هنا لابد من اسثمار الاعمال العبادية والسياسية لفريضة الحج في تحقيق هذه القضية المهمة، وعلينا توظيف تلك المناسك لبلورة نتائح ومكتسبات فريدة في اتحاد وتماسك الامة الاسلامية.
من هنا فان الفكر النير الذي يتمتع به سماحة آية الله مكارم الشيرازي (مد ظله الوارف) يعتبر أن وحدة الامة الاسلامية وانسجامها مؤشر استراتيجي مهم في فريضة الحج،
لذا يقول سماحته في هذا السياق: أن روح العبادة هو التوجة الى الله تعالى وروح السياسة هو التوجة والعناية بالخلق، وهاتان الروحان تعانقتا في مراسم ومناسك الحج حتى اصبحتا قطعة واحدة وجسم واحد، من هنا فإن الحج عامل مؤثر في وحدة الصف وتكاتف المسلمين(1).
والحج ايضا عامل لمواجهة التعصب القومي والعرقي والمذهبي، وهو يختزل المسافات الشاسعة بين الشعوب ويتجاوز الحدود الجغرافية بين البلدان(2).
وقد عبرت بعض الروايات الشريفة عن الحج بانه جهاد الضعفاء، فهو جهاد يشارك فيه كبار السن من الرجال والنساء العاجزين، حيث يشكل حضورهم في طقوس الحج ومراسمه عنصر قوة وعظمة للامة المسلمة، مضافا الى أن الصلاة الموحدة التي يشارك فيها كافة المسلمين وطوافهم العظيم حول الكعبة الشريفة حينما تصدح حناجرهم بالتكبير والتوحيد الالهي يعكس عظمة هذا الدين، ويقض عروش الظلمة ويغضب اعداءه(3).
وهنا يتأكد حجم ودور الحج في وحدة المسلمين وقوة الاسلام وعظمته(4).
المؤتمر السنوي للحج، هو اكبر واعظم حلقة لتواصل المسلمين وتعارفهم
يقول سماحته عبر تشبيهه موسم الحج الكبير بالمؤتمر العظيم للامة الاسلامية وشرحه للفعاليات الفريدة لهذا الاجتماع المهيب:
ان الاسلام عندما وضع القوانين السياسية ودعى الى انعقاد المؤتمر السنوي للحج في ارض مكة المكرمة ضمن بذلك بقاء وخلود وسلامة هذا الدين الحنيف، وبالطبع فان هذا المؤتمر سيكون تأثيره اكبر بكثير من المؤتمرات السنوية التي تعقدها الاحزاب والكتل السياسية(5).
ورغم أن بعض السياسيين التفت في العصور المتأخرة الى اهمية ودور مثل هذه المناسك والاجتماعات العظيمة في حين أن الاسلام تناول اهمية هذه الشعيرة ودورها قبل اربعة عشر قرنا واثار النتائج المهمة لهذه المناسك منذ فترة طويلة، هذا ويمكن لمفكري الاسلام الذين سيساهمون ويشاركون في هذا المحفل الالهي والاجتماع الكبير أن يتناولوا ويطرحوا اخر التطورات على الساحة الاسلامية ويبحثون طبيعة المتغيرات في العالم المسلم، ومن ثم وبعد جمع المعلومات الدقيقة وتبادل وجهات النظر السعي في تحسين وضع المسلمين والمساعدة في تطهير الارض المسلمة مما يحول دون حرية واستقلال وتقدم وتطور العالم الاسلامي في كافة المجالات(6).
فهل هناك اجمتاع او محفل اكثر فائدة من الحج وافضل ثمار يجنيه المسلمين من هذا اللون من التواصل والتعارف بين المسلمين في العالم واطلاع كل واحد من قادتهم لاوضاع ومشاكل الاخر(7)؟
من هنا فان مؤتمر الحج السنوي العظيم دائما ما يلهم الكثير من جوانب الحرية والثورة والنهضة العظيمة، وعادة ما يكون له دور كبير في مواجهة الظلم والفساد والوان عديدة من الحيف، وتتجلى هذه النقطة عند مراجعة التاريخ الاسلامي والاطلاع على الثورات التي قام بها ابناء الاسلام ورجاله المؤمنين؛ وذلك لان شعلة الكثير من الثورات الاسلامية ضد حكومات الجور والطغيان عادة من تتصل وتتبلور من خلال اتصالها بهذا الاجتماع وشعائر الحج العظيمة، فان تلك الارض الطيبة هي الملهمة لهكذا حرية وثورة(8).
من هنا فان الاجتماع الاسلامي العظيم في الحج هو عملية لاستحكام وثبات قواعد واصول الاسلام الحنيف، وهو تعزيز لقوة المسلمين وتماسكهم في المجالات الفكرية والثقافية والعسكرية المختلفة(9).
عزة الامة الاسلامية وكرامتها
وقال سماحة المرجع مكارم الشيرازي في بيان النتائج الطيبة والثمار الغنية الفريدة لفريضة الحج في تحقيق عزة وعظمة المسلمين، ما يلي:
ان الحج ـ لو كان هو نفسه الذي دعى اليه الاسلام وحثّ فيه ابراهيم العالم الى تحطيم الاصنام مبادرا الى ذلك بنفسه ـ فهو سبب لعزة وكرامة المسلين، وتعزيز لقواعد الدين ووحدة الكلمة، وتوطيد لاصول القدرة والشوكة امام الاعداء، والبراءة من المشركين في العالم،
وهذا المحفل الالهي العظيم الذي يعقد في كل عام بجوار بيت الله الحرام، هو افضل فرصة للمسلمين من اجل التخطيط واعادة بناء وهيكلية وتنظيم مواطن القوة وتشخيص مواطن الخلل والنقص، وهو فرصة مؤاتية ايضا لتدعيم اواصر الاخوة والتعاون، واحباط كل المؤامرات والخطط التي تحاك ضد المسلمين على طول السنة(10).
الحج عنصر اساسي ضد الغطرسة والاستبداد
يجب الاعتراف أن اثار وبركات الحج المتعلقة بالجانب السياسي يجب أن تنتهي بعد تحقق الوحدة والتماسك والعزة والكرامة الى كبح جماح الظلم والقضاء على الاستكبار والطغيان، من هنا بادر سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي حفظه الله الى بيان هذا الامر الهام كما يلي:
ان الحج وسيلة للقضاء على الهيمنة والوان التحكم الظالم بمصائر الشعوب في الدول الاسلامية(11). والحج ايضا وسيلة لوصول وانتقال الاخبار السياسية للدول الاسلامية من نقطة الى اخرى، وبالتالي سيكون الحج فرصة سانحة للخلاص من ربقة الاستعمار وكسر قيوده التي يحاول بها أسر الشعوب المسلمة،
وبعبارة فان هذا المحفل الالهي الكبير هو محطة لصناعة الحرية والاستقلال(12).
لذلك يقول الامام امير المؤمنين حينما يريد بيان فلسفة الفرائض والهدف من الطقوس، يقول عن الحج ما يلي: "الحج تقوية للدين"(13). مضافا الى ذلك فانه ليس جزافا ان يقول احد السياسيين الاجانب المعروفين في كلمة تحتوي على الكثير من المعنى: "ويل للمسلمين اذا لم يدركوا معنى الحجّ وحقيقيته، وويل لاعدائهم اذا ادركوا معنى الحجّ"(14).
إن مجموعة من المناسك التي تتصف بالجماهرية والتأثير الواسع والتي تحتوي على الكثير من الحوافر والبواعث المعنوية يقل نظيرها في عالم الدنيا، ولكن للاسف لم يدرك المسلمين القوة العظيمة للحج ولم يستثمروا الفائدة الكبيرة لهذه الشعيرة، والا فان بإمكانهم ان يقدموا للاسلام كل عام افضل واكبر خدمة، وبالتالي سيوجهون ضربة قاضية لقواعد الكفر واصول الطغيان(15).
الهوامش:
[١] أنوار الهداية(سلسلة مباحث أخلاقية)، ص403.
[2] نفس المصدر.
[3] أنوار الهداية(سلسلة مباحث أخلاقية)، ، ص: 404.
[4] رسالة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام؛ ج7؛ ص442.
[5] پاسخ به پرسشهاى مذهبى، ص: 289.
[6] الرد على الأسلة الدينية؛ ص289.
[7] نفس المصدر.
[8] الرد على الأسلة الدينية؛ ص290.
[9] الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين؛ ص170.
[10] بطل التوحيد، شرح وتفسير الآيات المتعلقة بسيدنا ابراهيم (ع)؛ ص181.
[11] 180 سؤالاً وجواباً؛ ص437.
[12] نفس المصدر.
[13] نهج البلاغة الكلمات القصار الرقم 252.
[14] 180 سؤالاً وجواباً؛ ص437.
[15] پيام امام امير المومنين عليه السلام، ج1، ص: 262.
.........
انتهى/ 278
من هنا لابد من اسثمار الاعمال العبادية والسياسية لفريضة الحج في تحقيق هذه القضية المهمة، وعلينا توظيف تلك المناسك لبلورة نتائح ومكتسبات فريدة في اتحاد وتماسك الامة الاسلامية.
من هنا فان الفكر النير الذي يتمتع به سماحة آية الله مكارم الشيرازي (مد ظله الوارف) يعتبر أن وحدة الامة الاسلامية وانسجامها مؤشر استراتيجي مهم في فريضة الحج،
لذا يقول سماحته في هذا السياق: أن روح العبادة هو التوجة الى الله تعالى وروح السياسة هو التوجة والعناية بالخلق، وهاتان الروحان تعانقتا في مراسم ومناسك الحج حتى اصبحتا قطعة واحدة وجسم واحد، من هنا فإن الحج عامل مؤثر في وحدة الصف وتكاتف المسلمين(1).
والحج ايضا عامل لمواجهة التعصب القومي والعرقي والمذهبي، وهو يختزل المسافات الشاسعة بين الشعوب ويتجاوز الحدود الجغرافية بين البلدان(2).
وقد عبرت بعض الروايات الشريفة عن الحج بانه جهاد الضعفاء، فهو جهاد يشارك فيه كبار السن من الرجال والنساء العاجزين، حيث يشكل حضورهم في طقوس الحج ومراسمه عنصر قوة وعظمة للامة المسلمة، مضافا الى أن الصلاة الموحدة التي يشارك فيها كافة المسلمين وطوافهم العظيم حول الكعبة الشريفة حينما تصدح حناجرهم بالتكبير والتوحيد الالهي يعكس عظمة هذا الدين، ويقض عروش الظلمة ويغضب اعداءه(3).
وهنا يتأكد حجم ودور الحج في وحدة المسلمين وقوة الاسلام وعظمته(4).
المؤتمر السنوي للحج، هو اكبر واعظم حلقة لتواصل المسلمين وتعارفهم
يقول سماحته عبر تشبيهه موسم الحج الكبير بالمؤتمر العظيم للامة الاسلامية وشرحه للفعاليات الفريدة لهذا الاجتماع المهيب:
ان الاسلام عندما وضع القوانين السياسية ودعى الى انعقاد المؤتمر السنوي للحج في ارض مكة المكرمة ضمن بذلك بقاء وخلود وسلامة هذا الدين الحنيف، وبالطبع فان هذا المؤتمر سيكون تأثيره اكبر بكثير من المؤتمرات السنوية التي تعقدها الاحزاب والكتل السياسية(5).
ورغم أن بعض السياسيين التفت في العصور المتأخرة الى اهمية ودور مثل هذه المناسك والاجتماعات العظيمة في حين أن الاسلام تناول اهمية هذه الشعيرة ودورها قبل اربعة عشر قرنا واثار النتائج المهمة لهذه المناسك منذ فترة طويلة، هذا ويمكن لمفكري الاسلام الذين سيساهمون ويشاركون في هذا المحفل الالهي والاجتماع الكبير أن يتناولوا ويطرحوا اخر التطورات على الساحة الاسلامية ويبحثون طبيعة المتغيرات في العالم المسلم، ومن ثم وبعد جمع المعلومات الدقيقة وتبادل وجهات النظر السعي في تحسين وضع المسلمين والمساعدة في تطهير الارض المسلمة مما يحول دون حرية واستقلال وتقدم وتطور العالم الاسلامي في كافة المجالات(6).
فهل هناك اجمتاع او محفل اكثر فائدة من الحج وافضل ثمار يجنيه المسلمين من هذا اللون من التواصل والتعارف بين المسلمين في العالم واطلاع كل واحد من قادتهم لاوضاع ومشاكل الاخر(7)؟
من هنا فان مؤتمر الحج السنوي العظيم دائما ما يلهم الكثير من جوانب الحرية والثورة والنهضة العظيمة، وعادة ما يكون له دور كبير في مواجهة الظلم والفساد والوان عديدة من الحيف، وتتجلى هذه النقطة عند مراجعة التاريخ الاسلامي والاطلاع على الثورات التي قام بها ابناء الاسلام ورجاله المؤمنين؛ وذلك لان شعلة الكثير من الثورات الاسلامية ضد حكومات الجور والطغيان عادة من تتصل وتتبلور من خلال اتصالها بهذا الاجتماع وشعائر الحج العظيمة، فان تلك الارض الطيبة هي الملهمة لهكذا حرية وثورة(8).
من هنا فان الاجتماع الاسلامي العظيم في الحج هو عملية لاستحكام وثبات قواعد واصول الاسلام الحنيف، وهو تعزيز لقوة المسلمين وتماسكهم في المجالات الفكرية والثقافية والعسكرية المختلفة(9).
عزة الامة الاسلامية وكرامتها
وقال سماحة المرجع مكارم الشيرازي في بيان النتائج الطيبة والثمار الغنية الفريدة لفريضة الحج في تحقيق عزة وعظمة المسلمين، ما يلي:
ان الحج ـ لو كان هو نفسه الذي دعى اليه الاسلام وحثّ فيه ابراهيم العالم الى تحطيم الاصنام مبادرا الى ذلك بنفسه ـ فهو سبب لعزة وكرامة المسلين، وتعزيز لقواعد الدين ووحدة الكلمة، وتوطيد لاصول القدرة والشوكة امام الاعداء، والبراءة من المشركين في العالم،
وهذا المحفل الالهي العظيم الذي يعقد في كل عام بجوار بيت الله الحرام، هو افضل فرصة للمسلمين من اجل التخطيط واعادة بناء وهيكلية وتنظيم مواطن القوة وتشخيص مواطن الخلل والنقص، وهو فرصة مؤاتية ايضا لتدعيم اواصر الاخوة والتعاون، واحباط كل المؤامرات والخطط التي تحاك ضد المسلمين على طول السنة(10).
الحج عنصر اساسي ضد الغطرسة والاستبداد
يجب الاعتراف أن اثار وبركات الحج المتعلقة بالجانب السياسي يجب أن تنتهي بعد تحقق الوحدة والتماسك والعزة والكرامة الى كبح جماح الظلم والقضاء على الاستكبار والطغيان، من هنا بادر سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي حفظه الله الى بيان هذا الامر الهام كما يلي:
ان الحج وسيلة للقضاء على الهيمنة والوان التحكم الظالم بمصائر الشعوب في الدول الاسلامية(11). والحج ايضا وسيلة لوصول وانتقال الاخبار السياسية للدول الاسلامية من نقطة الى اخرى، وبالتالي سيكون الحج فرصة سانحة للخلاص من ربقة الاستعمار وكسر قيوده التي يحاول بها أسر الشعوب المسلمة،
وبعبارة فان هذا المحفل الالهي الكبير هو محطة لصناعة الحرية والاستقلال(12).
لذلك يقول الامام امير المؤمنين حينما يريد بيان فلسفة الفرائض والهدف من الطقوس، يقول عن الحج ما يلي: "الحج تقوية للدين"(13). مضافا الى ذلك فانه ليس جزافا ان يقول احد السياسيين الاجانب المعروفين في كلمة تحتوي على الكثير من المعنى: "ويل للمسلمين اذا لم يدركوا معنى الحجّ وحقيقيته، وويل لاعدائهم اذا ادركوا معنى الحجّ"(14).
إن مجموعة من المناسك التي تتصف بالجماهرية والتأثير الواسع والتي تحتوي على الكثير من الحوافر والبواعث المعنوية يقل نظيرها في عالم الدنيا، ولكن للاسف لم يدرك المسلمين القوة العظيمة للحج ولم يستثمروا الفائدة الكبيرة لهذه الشعيرة، والا فان بإمكانهم ان يقدموا للاسلام كل عام افضل واكبر خدمة، وبالتالي سيوجهون ضربة قاضية لقواعد الكفر واصول الطغيان(15).
الهوامش:
[١] أنوار الهداية(سلسلة مباحث أخلاقية)، ص403.
[2] نفس المصدر.
[3] أنوار الهداية(سلسلة مباحث أخلاقية)، ، ص: 404.
[4] رسالة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام؛ ج7؛ ص442.
[5] پاسخ به پرسشهاى مذهبى، ص: 289.
[6] الرد على الأسلة الدينية؛ ص289.
[7] نفس المصدر.
[8] الرد على الأسلة الدينية؛ ص290.
[9] الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين؛ ص170.
[10] بطل التوحيد، شرح وتفسير الآيات المتعلقة بسيدنا ابراهيم (ع)؛ ص181.
[11] 180 سؤالاً وجواباً؛ ص437.
[12] نفس المصدر.
[13] نهج البلاغة الكلمات القصار الرقم 252.
[14] 180 سؤالاً وجواباً؛ ص437.
[15] پيام امام امير المومنين عليه السلام، ج1، ص: 262.
.........
انتهى/ 278