وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : مصادر يمنية
الاثنين

١٠ يونيو ٢٠٢٤

٥:٠١:٣٧ ص
1464494

من تواضع الإمام علي ابن ابي طالب(ع)

السيد عبد الملك الحوثي: كان أمير المؤمنين (ع) قرآناً ناطقاً يتجسد في مواقفه وتحركاته

أمير المؤمنين عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَام" هو الذي قال عنه رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم": ((عَلِيٌّ مَعَ القُرْآنُ))، كان عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَام" في رؤيته، في تربيته، في روحيته، في اهتماماته، في نظرته، قرآنياً بكل ما تعنيه الكلمة، مطبوعاً بطابع القرآن الكريم، كان قرآناً ناطقاً يتجسد في موقفه.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ تحدث زعيم حركة أنصار الله الاسلامية، قائد الثورة في اليمن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن جانب التواضع أمير المؤمنين (ع) في كلمة ألقاها يوم أمس الأحد.
واستهل السيد الحوثي بقصة عبد الله بن عباس عندما دخل على امير المؤمنين (ع) أثناء خصف نعله، وسأله الأمير "مَا قِيمَةُ هَذَا النَّعل؟ فقلت: لا قيمة لها"، حينها كان على رأس دولة الإسلام التي تحتها أقطار كثيرة: ما يسمى الآن بدول الخليج كلها، والجزيرة العربية أجمعها، واليمن، والعراق، وإيران، وأجزاء من بلدان أخرى، ومصر أيضاً في تلك المرحلة. فقال "عَلَيْهِ السَّلَام": وَاللهِ لَهِيَ أَحْبُّ إِليَّ مِنْ إِمْرَتِكُم، إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقًّا، أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلاً)).
لافتا الى ان كل هذه الأقطار والبلدان والإمكانات والثروات التي كانت تحت سيطرة حكومته لا قيمة لها عند أمير المؤمنين عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَام" بمستوى ذلك النعل الذي يلبسه في قدمه .
وقال الحوثي متسائلا عن إمكانات الدولة في يد أمير المؤمنين: هذا الموضوع يحتاج إلى تأمل، إلى تدبر؛ لاستيعاب مدى أهمية هذا الكلام؛ لأنه كلام كبير جداً، يعني: عندما نقارن بما لا قيمة له هذا المنصب والنفوذ، أن تكون أميراً للعالم الإسلامي بما فيه من بلدان وأقطار، ثم نجد أن هذا لا يسوى بكله عند أمير المؤمنين عليًّا "عَلَيْهِ السَّلَام" ذلك النعل البسيط، الذي لا قيمة له، يلبسه في أحد قدمين، لماذا؟
وأضاف : أمير المؤمنين عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَام" هو الذي قال عنه رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم": ((عَلِيٌّ مَعَ القُرْآنُ))، كان عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَام" في رؤيته، في تربيته، في روحيته، في اهتماماته، في نظرته، قرآنياً بكل ما تعنيه الكلمة، مطبوعاً بطابع القرآن الكريم، كان قرآناً ناطقاً يتجسد في موقفه، في رؤاه، في تحركاته، في مشاعره القرآن الكريم، ودين الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وتعاليمه. هذا مدخل مهم، في كيف تكون نظرتنا ورؤيتنا لمسألة المناصب ومواقع المسؤولية.
وقال زعيم الحركة الاسلامية اليمنية : عندما نأتي إلى الحالة السائدة لدى الناس في نظرتهم إلى المناصب ومواقع المسؤولية بمستوياتها المختلفة، من أبسطها الى أعظمها، نجد الناس ينظرون إلى موقع المسؤولية والمناصب - بحسب طموحاتهم- إلى أنها ذات أهمية كبيرة جداً جداً، وذات قيمة عالية، يبذلون من أجلها الغالي والنفيس".
وأضاف :الكثير من الناس يعشق المنصب، الكثير من الناس حتى لو لم يكن في منصب من المناصب، يتمنى أن لو كان في منصب ويكون أميراً، أو ملكاً، أو رئيساً، هذه بالنسبة له أمنية كبيرة جداً، وإذا وصل إلى منصب معيَّن، يُحِسُّ في نفسه بأنه أصبح شخصاً مهماً، ويرى لنفسه أهميةً عند نفسه،
وقال : النظرة الصحيحة هي التي يعلمنا أمير المؤمنين عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَام" في هذا الدرس، عندما قال هذه الكلمة المهمة العظيمة: ((وَاللهِ لَهِيَ أَحبُّ إِليَّ مِنْ إِمْرَتِكُم، إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقًّا، أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلاً))، في التربية الإيمانية يجب أن يحرص الإنسان المؤمن أن تكون نظرته إلى المنصب هذه النظرة، فلا يسوى عنده قيمة نعله
وأكد على أن يعمل الإنسان على تزكية النفس، من خلال انشداده إلى الله، وأخذه بتعليماته، واهتدائه بهدى الله الذي يزكي النفوس، وهو شفاءٌ لما في الصدور؛ فتكون مسألة المناصب لا قيمة لها عنده، ولا حتى بقيمة مفردة نعل.

.....................

انتهى / 323