نصه فیما یلی:
بسم ربّ الشهداء والصدّيقين
« وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إلَى اللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أجْرُهُ عَلَى اللّه » (سورة النساء / الآية 100)
إلى كافّة أعضاء الجمعيّة العامّة المحترمون.
والمبلّغون وممثّلو المجمع المحترمون.
ورؤساء ومدراء مكاتب الممثّليّات والمجامع المحلّيّة.
وكافّة ذوي العلاقة ومنتسبي المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام في داخل البلاد وخارجها.
السلام عليكم.
بعد التعبير عن مشاعر المواساة وتكرار التسلية بالشهادة المتسامية لسماحة آية اللّه رئيسي رئيس الجمهوريّة المحبوب والشعبي، وسماحة آية اللّه آل هاشم، وسفير المقاومة الدكتور أمير عبد اللهيّان، والدكتور مالك رحمتي محافظ آذربايجان الشرقيّة، وباقي مرافقيهم الأعزّاء، تلك الشهادة التي آلمت بأخبارها المذهلة والمروّعة وذات الآثار العميقة قلوب أصدقاء ومحبّي إيران العزيزة.
وبعد أداء سجدة الشكر والرضا والتسليم بالقضاء الإلهي نقول: إنّ مبادراتكم العديدة ـ أيّها الأكارم ـ في تجليل هؤلاء الشهداء المضحّين في سبيل دين الإسلام المبين، هي في حقيقتها تعبير عن رسائل ناطقة ومعانٍ واضحة، ألا وهي أنّ محبّي وأتباع أهل البيت عليهم السلام وجميع الأحرار في كافّة أرجاء العالم ومن أيّ دينٍ أو مذهبٍ أو فرقةٍ أو مدرسةٍ أو نِحلة، هُم إنّما يثمّنون ويقدّرون خدمات المجاهدين والعاملين المخلصين في الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران باعتبارها حرم القرآن وأهل البيت عليهم السلام، وكانت ولا زالت حارسة للقيم الإسلاميّة والإنسانيّة السامية، وإنّهم من خلال تكريمهم للمقام الشامخ لأُولئك الشهداء في ميادين الخدمة والكرامة إنّما يعبّرون عن مساهمتهم في مسيرة تعالي النظام المقدّس الإلهي، وأنّهم صامدون ومراقبون بكلّ وجودهم وحواسّهم اليقظة الجادّة في ميادين الدفاع عن الفضائل الإنسانيّة، وأ نّهم لن يدَعوا مجالاً لتحقيق أحلام الأعداء المشؤومة في بثّ الفرقة وتمزيق الوحدة التي بين صفوف أتباع الدين الإسلاميّ المحمّديّ الأصيل وعزلهم عن خادميهم في إيران الإسلاميّة.
وفي الختام، نكرّر في هذا المجمع لمحبّي أهل البيت في أرجاء العالم تقديرنا وشكرنا اللامتناهي لكلّ مبادراتكم ونشاطاتكم ـ أيّها الأعزّاء المنتسبون وذوي العلاقة ـ الهادفة إلى تكريم مقام الإيثار والخدمة والشهادة، سواء تمثّلت في إرسال رسائل التعزية أو إصدار بيانات التسلية والمواساة الموجّهة إلى قائد الثورة المعظّم حفظه اللّه، أو السفر والحضور في مجالس التعزية المقامة في البلاد الإيرانيّة، والمشاركة في مجالس التعزية التي أقامتها ممثّليّات الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في الخارج، وعقد مجالس الدعاء والترحيم لشهداء الخدمة والكرامة الإنسانيّة في مناطق ومراكز التجمّع في خارج البلاد، وتهيئة مستلزمات مراسم التكريم وإحياء أربعين الشهداء، وتدوين المقالات والتحليلات الإذاعيّة والتلفزيونيّة، وكتابة المقالات والتحاليل الإخباريّة فيالصحف ووسائل الإعلام المطبوعة، والتحدّث وبيان الآراء والمواقف في القنوات الإذاعيّة والتلفزيونيّة، والمساهمة النشطة في الفضاء السيبراني، ونشر الرسائل في شبكات التواصل الاجتماعي، وتدوين المنشورات في المنصّات الدوليّة، وتفنيد الشبهات الهادفة إلى التفرقة والتي يبثّها المعاندون والأعداء وتيّارات الإسلاموفوبيا ومعاداة الشيعة وكراهية إيران والموجّهة للشباب والأجيال الجديدة.
والأهمّ من كلّ ذلك في المستقبل هو الاستمرار بلا كلل ومواصلة فعّاليّات عقد مجالس التعزية والتوعية وتعميق البصيرة، متمنّين أفضل المقدّرات وأسمى التطلّعات للشعب الإيرانيّ الصبور الصامد، سائلين اللّه تعالى سؤال العاجز الصابر أن يتفضّل بالسلامة وطول العمر لزعيم مسلمي وأحرار العالم حضرة آية اللّه الخامنئي مُدّ ظلّه العالي، مع تمنّياتنا بالعافية والكرامة والعزّة والسموّ ومزيد التوفيق الإلهي لجميع المحبّين وأتباع أهل البيت عليهم السلام في جميع أرجاء العالم في مساعيهم لبناء الحضارة الإسلاميّة الحديثة وظهور منجي عالم البشريّة الإمام المهدي الموعود عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف.
رضا رمضاني
الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
16 ذو القعدة 1445
24 أيّار 2024