وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الاثنين

٢٩ أبريل ٢٠٢٤

٦:١٣:٤٩ ص
1454909

أمريكا تسمح للتظاهر في المثلية والتحول الجنسي وتقمع بوحشية متظاهرين داعمين لفلسطين

عندما استدعيت الشرطة الأميركية لفض اعتصامات الطلاب الرافضين لتمويل بلادهم للإبادة الجماعية، ضربت النساء بقسوة واعتقلتهن إلى جانب مئات الطلاب والأساتذة.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أستاذة في جامعة مرموقة، ينهال عليها عناصر الشرطة ضربا وتوبيخا ويطرحونها أرضا ثم يشدون وثاقها أمام الكاميرات ويقتادونها إلى المعتقل، غير عابئين بصراخها وهي تطلعهم على درجتها الأكاديمية وتؤكد حقها في حرية التعبير.
لم تكن هذه الحادثة متخيلة قبل 7 أشهر من الآن، فمن غير المعقول ضرب امرأة أميركية بيضاء وأكاديمية أيضا بأيدي حكومتها التي تبشر بالحريات، وتصدر تقارير سنوية عن مدى احترام دول العالم لحقوق النساء.
ولكن، يبدو لمراقبين وحتى مؤرخين وفلاسفة أن طوفان الأقصى جرف متاريس الوهم الإنساني والديمقراطي في الغرب وغسل مساحيق الحرية التي غطت وجوها على مدى عقود.
وفي 18 من أبريل/نيسان الجاري، بدأت في الجامعات الأميركية انتفاضة قوية ضد تمويل واشنطن للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وطالت الثورة جامعات: كولومبيا، وإيموري، ونورث ويسترن وجورج واشنطن، وجورج تاون، وييل، وجامعة واشنطن، وجنوب كاليفورنيا، وهارفارد، وغيرها من الصروح العلمية العريقة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وما لبث الوعي الطلابي أن تمدد إلى كندا ثم فرنسا، وتشير التقديرات إلى أنه في طريقه لاكتساح دول الغرب، وخصوصا بريطانيا الراعية الأولى لنشأة إسرائيل على أرض فلسطينية مغتصبة عام 1948.
وحتى الحين، أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى استشهاد نحو 35 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير معظم المنازل وتجريف البنية التحتية وتهجير وتجويع السكان.

سياط الكاوبوي المحلي
وعندما استدعيت الشرطة الأميركية لفض اعتصامات الطلاب الرافضين لتمويل بلادهم للإبادة الجماعية، ضربت النساء بقسوة واعتقلتهن إلى جانب مئات الطلاب والأساتذة.
أستاذة الاقتصاد في جامعة إيموري كارولين فولين، لم تشفع لها درجتها الأكاديمية عند الشرطة، فقد عاملوها بعنف وسمعها العالم تصرخ أنا "بروفيسورة" وتئن تحت أقدام وعضلات رجال الأمن الأشداء، في مشهد يذكر بقتل الأميركي الأسود جورج فلويد.
وليست هذه حادثة معزولة، فقد تعاملت الشرطة بعنف مع الطبيبة والمرشحة الرئاسية جيل ستاين البالغة من العمر 73 عاما، واعتقلتها عندما كانت تشارك في تظاهرة أقيمت بجامعة واشنطن ضد الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي مشهد آخر، ظهر شرطي أميركي يضغط بحذائه الخشن على عنق شابة لأنها فقط أرادت أن تقول لحكومتها: توقفوا عن تمويل قتل الأطفال والنساء في فلسطين.
وأمام هذه المشاهد العنيفة، يتذكر الناس ويستغربون تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن يستنكر فيها ما يسميه قمع النساء في إيران ودول أخرى في أنحاء المعمورة.
ففي تصريح سابق، يقول بايدن إن النساء في إيران يناضلن من أجل حقهن في الحرية والتعبير والتجمع والتظاهر، ويضيف "النساء في جميع أنحاء العالم يتعرضن للاضطهاد ويتعيّن على طهران أن تضع حدا للعنف بحق مواطنيها".
ولكن هذه ليست سوى النسخة الخارجية من الكاوبوي الثمانيني إذ يسمح لنفسه بتصدير قيم الحرية والتعايش والرقي لأمم وشعوب عانقت التحضر منذ الفجر الأول للتاريخ.
أما في نسخته المحلية، فإن الكاوبوي الثمانيني يسمح لمواطنيه فقط بالتظاهر في قضايا الإجهاض والمثلية والتحول الجنسي، بينما لا يمكنهم أبدا تجاوز الخط الأحمر وإغضاب الكيان الصهيوني الغاصب.
.....................
انتهى  /  323