وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

٢١ أبريل ٢٠٢٤

١٢:٢٩:٠٥ م
1452938

آية الله رمضاني: فصل الشباب عن الدين خطة العدو/ محاربة الدين تعد محاربة العقل والفطرة

أشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى خطط الأعداء، وصرح: خطة العدو هي فصل الشباب من الدين ومفاهيمه، وأن الأعداء يسعون لتعطيل الشريعة.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ شارك آية الله رمضاني في مجلس تأبين الفقيد حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ هادي قدس أستاذ الأخلاق في الحوزة العلمية بقم والذي أقيم في مسجد المهدي بمدينة قم المقدسة، وألقى كلمة مشيرا إلى تاريخ معرفته بهذا الفقيد مبينا خصائصه الأخلاقية والعلمية منها تواضعه وأدبه وأنه أوقف نفسه للإسلام وولاية والنظام.

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): ورد في رواية عن النبي (ص) أنه قال: تقربوا إلى عالم يدعوكم من الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الاخلاص، ومن الشك إلى اليقين، ومن الرغبة إلى الزهد، ومن العداوة إلى النصيحة. (العلامة المجلسي، البحار، ج2، ص52) وعليه يجب أن يقترب الإنسان إلى من يدعوه إلى الإخلاص.

وأشار آية الله رمضاني إلى أهمية الإخلاص، وصرح: سلوك العديد من المسلمين في العمل متلوث بالشرك، وأن يبلغ الإنسان حتى يصبح جميع أموره لله يعتبر عملا صعبا جدا. إن الإخلاص من الأسرار الإلهية، والوصول إليه أعلى درجات الفوز والفلاح، وأشهد أن حجة الإسلام والمسلمين قدس كان يتمتع بهذه الخصائص، فكان رحمه الله مؤدبا بالآداب الإلهية ومؤدبا أيضا مع الآخرين، وإن كان يصعب عليه القيام والوقوف، لكن كان إذا جاءه أحد يقوم احتراما وإجلالا له.

وتابع سماحته: يقول أستاذنا الجليل آية الله جوادي الآملي: إن الأدب ثلاثة أقسام، الأول أدب مع النفس، والثاني أدب مع الغير، والثالث أدب مع الله، فمن يبلغ هذه الدرجة يوفقّ الله أن يتعلم الدين، ثم يعلمه للآخرين، فلم يفوض رب العباد دينه إلى أي أحد، وبناء على بعض الروايات الواردة عندما أصبح الرسول الأكرم (ص) مؤدبا بالأدب الإلهي فحينها فوّض إليه شؤون الدين والعباد.

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إحدى التوقعات التي يريدونها الناس من طالب العلم وعالم الدين أن يفهما الدين بشكل شامل ودقيق، فهناك من يتمسك بجانب واحد من أبعاد الدين في حين أن الدين شامل وهو جاء لكافة البشر، فالدين يمنح الإنسان قوة التفكر ونتيجته خالدة، فإن الدين سواء في مجال الأخلاق أو في مجال العمل يعرّف شخصية الإنسان، ومن آمن وعمل صالحا يصبح محبوبا ولم يخسر شيئا.

الدين أمر فطري

وأشار آية الله رمضاني إلى أن الدين أمر فطري، وصرح: لا سمح الله أن يصبح يوما ما عدم المعرفة الشاملة للدين إلى التعريف الناقص له. إن الدين في جميع أبعاده وساحاته يقوم على الفطرة. يقول الإمام الخميني (ره) إن الدين أمر فطري سواء فيما يتعلق بالعقائد أو بالأخلاق أو بالأعمال، فلا يمكن التدين دون معرفة الدين والاعتقاد به، فإن الاعتقاد بالدين يحظى ببالغ الأهمية، وإن العالم الذي لديه هذا المعتقد يمكنه أن ينشر الدين في المجتمع، وما إذا كان العالم ليس معتقدا بالدين فحينها لا يؤثر كلامه في الآخرين.

وتابع سماحته: ورد عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: قوام الدين والدنيا بأربعة: عالم يستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه. ففي مثل هذه الحالة المجتمع لا يواجه مشكلة، ولا يحدث الابتعاد من الدين ومحاربته.  إن محاربة الدين يعد محاربة العقل والفطرة. إن هناك خطة بحثية تستغرق 15 سنة في دولة ألمانيا وبدعم مال أكثر من ملايين اليوريو، وذلك لإثبات أن القرآن لم يكن كتابا عصريا، بل هو كتاب للماضي، وأن مخاطبيه هم العرب، فيجب شطب العديد من الآيات القرآنية. نشاهد أن منوري الفكر في بريطانيا وأمريكا يقولون يجب حذف الآيات القرآنية  المتعلقة بالمقاومة ومقارعة عالم الهينمة، ويلخص القرآن في بعض المواعظ .

قرآن كتاب فوق العصور

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن القرآن يعلم الحياة للبشر على جميع المستويات، لكن شاهدنا أن شخص ما كتب مقالا أن القرآن ليس كتاب قانون. إن ما ورد في القرآن يتلائم مع الفطرة وعقل الإنسان، وإن لغة فهم القرآن هي لغة العقل، وأنّها لا تختلف في زمن دون زمن، إن القرآن كتاب فوق العصور، ويجب الانتفاع من هذا الكتاب السماوي .

أشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى خطط الأعداء، وصرح: خطة العدو هي فصل الشباب من الدين ومفاهيمه، وأن الأعداء يسعون لتعطيل الشريعة. إن الرسول الأعظم (ص) بلّغ الوحي إلى البشرية وانقطع الوحي برحيل النبي (ص)، كما كان الوسيط بين الخالق والمخلوق، والعلماء الربانيون أيضا يعتبرون الوسطاء بين النبي (ص) وبين الناس.

وتابع سماحته: إن العلماء الربانيون يعلّمون الدين بشكل صحيح، ويعززون المعتقدات بين الناس، فإن الناس عندما شاهدوا آية الله العظمى الشيخ بهجت في حرم الإمام الرضا (ع) تعلموا منه المستحبات. وفي إحدى زياراتي التي تشرفت إلى زيارة الإمام الرضا (ع) عند وصولي إلى الحضرة شاهدت سيدا جليلا يبكي بكاء كثيرا وعندما أردت الخروج أيضا رأيته ما زال في حاله وهو يبكي، ثم تبين لي أنّه كان الفقيد آية الله الكشميري (ره)، فالناس عند مشاهدتهم مثل هذا العالم ينقلبون.

وبيّن الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إنّ تدين الناس يتصداها علماء الدين، وما إذا فوّضنا أمر التدين إلى منوري الفكر، لم يبقى منه شيئا، فهناك من منوري الفكر الذين يشككون في القرآن. إحدى مهام الحوزة العلمية بقم فضلا عن تبيين الدين ومفاهيمه للناس والمثقفين، الحفاظ على المعقتدات الدينية، فكان الفقيد قدس عالما أخلاقيا، وكم نحن بحاجة إلى مثله، فنحن لا نحتاج إلى عالم يحفظ الكلمات والمفردات فحسب، بل يجب أن يحفظ المحتوى أيضا. إنّ بساطة العيش ومجالسة الناس يعدان من أهم ميزات الفقيد قدس. إن التأدب والأخلاق يحظيان بأهمية بالغة، وكان النبي الأكرم (ص) يتمتع بهما، ومن كان ذا أخلاق حسنة أموره تصبح سهلة.

..........

انتهى/ 278