وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الثلاثاء

٢ أبريل ٢٠٢٤

١١:٠٠:٣١ ص
1448425

بمناسبة استشهاده.. من سيرة الامام علي ابن ابي طالب (ع)

ولد الامام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي أبو الحسن عليه السلام، في الكعبة المشرفة، قال الشيخ المفيد في الإرشاد: ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله سواه إكراما من الله جل اسمه له بذلك واجلالا لمحله في التعظيم .

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصهره، وخليفة المسلمين، نشأ في كنف النبي  صلى الله عليه وآله، وأسلم صغيرا قبل أن يبلغ الحلم، وكان من أوائل من أسلم، نافح عن الإسلام صغيرا وشابا وكهلا، وشارك في غزوات الإسلام الكبرى، عُرف بالشجاعة وتوقد الذكاء والفقه بأمور الدين والحكمة والعلم، كان أعرف زمانه بعد النبي (ص)،

المولد والنشأة
ولد الامام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي أبو الحسن عليه السلام، في الكعبة المشرفة، قال الشيخ المفيد في الإرشاد: ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله سواه إكراما من الله جل اسمه له بذلك واجلالا لمحله في التعظيم . وكان مولده الشريف قبل البعثة بـ10 سنين وقبل الهجرة بـ23 عاما .
ووالده أبو طالب (واسمه عبد مناف) سيد من سادات قريش آل إليه شرف السقاية والرفادة بعد وفاة والده (جد علي) عبد المطلب، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم التي شاركت زوجها في تربية النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاة جده، وقد كانت سيدة من سيدات بني هاشم اللواتي يشار إليهنّ بالبنان .
كفله النبي الاكرم صلى الله عليه وآله بعد أن أصاب قريشا قحطٌ شديد أورث الناس جوعا وفقرا، وكان أبو طالب كثير العيال، فأراد النبي عليه السلام أن يخفف عن عمه بعضا من همه.
ومنذ أن بلغ السادسة من عمره الشريف أقام الامام علي عليه السلام في بيت ابن عمه النبي محمد صلى الله عليه وآله فتفتح وعيه في بيت من أنبل بيوت قريش المشهود لها بالفضيلة والخلق الرفيع وحسن السيرة في الناس، بعد أن تشرّب موروثات الفضيلة العظيمة في بيت أبيه سيد قريش ووريث بني هاشم.
وظل الامام علي عليه السلام منذ أن دخل بيت النبي الكريم مرافقا له لم يبرحه إلا لمهام يكلفه بها -عليه الصلاة والسلام- زهاء 17 عاما في مكة، و10 أعوام في المدينة المنورة.

مناقبه وفضائله عليه السلام
ذات علي ذات فذة يعسر أو يمتنع على الانسان مهما أطال ومهما دقق أن يحيط بجميع ما فيها من سمو وتميز على سائر الخلق ومهما حاول الانسان ان يحيط بجميع بجميع صفاته ظل عاجزا.

علمه عليه السلام
فإن نظرنا الى علمه وجدناه العالم الرباني الذي يقول على ملأ من الناس (سلوني قبل أن تفقدوني) ومن ذا الذي يجرؤ من الناس أن يقول هذا الكلام فوق المنبر على حشد من الوف الخلق وما يؤمنه أن يسأله سائل عن مسألة لا يكون عنده جوابها فيخجله فيها. لا يجرأ على هذا القول إلا من يكون واثقا من نفسه.
ويُسأل الامام (ع) عما بين الحق والباطل فيقول مسافة أربعة أصابع. الحق أن تقول رأيت بعيني والباطل أن تقول سمعت بأذني.
ويؤتى عمر بامرأة ولدت لستة أشهر فيأمر برجمها، فيقول له الامام علي (ع) إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك أن الله تعالى يقول (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ويقول "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" فإذا كانت مدة الرضاع حولين كاملين والحمل والفصال ثلاثون شهرا كانت مدة الحمل فيها ستة أشهر فثبت الحكم بذلك وعمل به الصحابة والتابعون ومن أخذ عنهم الى يومنا هذا.

شجاعته عليه السلام
وإذا نظرنا الى شجاعته وقد ضربت بها الأمثال وجدناه قد باشر الحرب وعمره عشرون سنة أو فوقها قليل وقد أنسى ذكر من كان قبله ومحا اسم من يأتي بعده ووجدنا تفوقه فيها على جميع الخلق، كيفي ان نقول انه (ع) ما فر في موطن قط ولا ارتاع من كتيبه ولا بارز أحدا إلا قتله ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الى ثانية. وافتخرت به (ع) اخت عمرو بن عبد ود في شعرها الذي رثت به أخاها، ولقد شارك امير المؤمنين النبي (ص) في جميع الغزوات، إلا في غزوة تبوك لأمر أراده الله تعالى ورسوله.

عدله عليه السلام
وإذا نظرنا الى عدله لم يجد له في العدل مشابها قال ابن الأثير العالم السني في أسد الغابة إن زهده وعدله لا يمكن استقصاؤهما وماذا يقول القائل في عدل خليفة يجد في مال جاءه من اصبهان رغيفا فيقسمه سبعة أجزاء كما قسم المال ويجعل على جزء جزءا. ويساوي بين الناس في العطاء ويأخذ كأحدهم.

فصاحته عليه السلام
اتفقت كلمة الأدباء على أن الامام علي بن أبي طالب عليه السلام عَلَمٌ من أعلام البلاغة وإمام من أئمة الفصاحة، وقد أثرى أسلوبَه الخطابي تشبّعُه من القرآن الكريم والبيان النبوي الرفيع، فضلا عما لسليقته العربية التي ارتوت من معين فصاحة الأعراب وبلاغة أهل مكة من فضل وأثر.
وكثيرا ما كان يضمّن في خطبه المعروفة بالنهج البلاغة التعبير القرآني والمفردة النبوية والمثل السائر البليغ، حتى صار موروثه الأدبي مطلبا لكل طالب أدب وبلاغة على مر الدهور.

زهده عليه السلام
امّا زهده عليه السلام في الدنيا، فهو مضرب مثل للناس أجمعين، فكان سلطان خلافته عليه السلام يمتد من العراق الى فارس والحجاز واليمن ومصر وهو يلبس الخشن ويأكل الجشب مواساة للفقراء ويقول يا دنيا غري غيري، وكان يفرق جميع ما في بيت المال ثم يأمر به فيكنس ثم يصلي فيه رجاء أن يشهد له.

جوده وسخاءه وحلمه وحسن خلقه عليه السلام
وكان أسخى من السحاب الهاطل لا يباري في ذلك ولا يماثل قال الشعبي كان علي أسخى الناس وقال عدوه معاوية لو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لأنفق تبره قبل تبنه، وكان في الحلم والصفح، أحلم الناس، وكان مروان بن الحكم أعدى الناس له وظفر به يوم الجمل فصفح عنه، وفي حسن خلقه، كان يقول أصحابه كان فينا كأحدنا لين جانب وشدة تواضع وسهولة قياد.

عبادته عليه السلام
واما في العبادة فهو كان أعبد الناس، يقضي ليله بالصلاة والعبادة والتضرع والابتهال والخضوع لله تعالى وإذا به أحسن الناس خلقا وأرقهم طبعا وألينهم عريكة.

استشهاده عليه السلام

واستشهد عليه السلام بعد ان بلغ عمره الشريف ثلاثة وستين عاما، سنة 40 من الهجرة، ليلة احدى وعشرين على المعروف في شهر رمضان المبارك، وذلك على يد ابن ملجم، ضربه أثناء الصلاة .
..................

انتهى / 232