وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم المسلح الذي استهدف قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو الجمعة 03/22، أسفر عن مقتل 115 شخصا على الأقل وفق السلطات الروسية. وقال التنظيم في بيان نشره على تلغرام إن مقاتليه "هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو". فيما قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تؤكد إعلان التنظيم.
ظهر تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في شرق أفغانستان أواخر سنة 2014، وسرعان ما ذاع صيته بسبب أعماله الدموية الموسومة بالعنف الشديد. واستمد اسم خراسان من التسمية القديمة التي كانت تطلق على المنطقة التي تشمل أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
تمثل خراسان وفقا لقناعات ومخططات تنظيم الدولة الإسلامية، حلقة الوصل بين خلافة أكبر وأوسع بين دول وسط آسيا، وفي مقدمتها طاجيكستان، والدول التي يتمدد فيها التنظيم بجنوب شرق آسيا في الفلبين وأندونيسيا، الدولة الإسلامية الأكبر من حيث عدد السكان.
حسب تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" نقلا عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية، فإن فرع تنظيم الدولة الإسلامية بخراسان يضم "عددا صغيرا من المتطرفين السابقين من سوريا وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب"، وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة حددت ما بين عشرة إلى 15 من كبار عناصرها في أفغانستان.
في السنتين الأخيرتين، شهد عدد التنظيم انخفاضا منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريبا، خاصة بعدما ألحقت به حركة طالبان والقوات الأمريكية خسائر فادحة.
تاريخ دموي
لدى الدولة الإسلامية-ولاية خراسان تاريخ من الهجمات، بعضها استهدف مساجد داخل أفغانستان وخارجها.
وفي وقت سابق من العام 2024، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص. وشهر سبتمبر/أيلول 2022، أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابول.
اقرأ أيضا
غداة اعتداء موسكو.. صدمة وحزن في روسيا ودول العالم تندد بهجوم "إرهابي"
ينسب إلى التنظيم خصوصا الاعتداء على مطار كابول في 26 آب/اغسطس 2021، الذي خلف 185 قتيلا بينهم 13 جنديا أمريكيا، ناهيك عن عمليات متطورة مثل حصار سجن جلال آباد مدة 20 ساعة في 2020.
وفي وقت سابق، حذر أكبر جنرال أمريكي في الشرق الأوسط من احتمال مهاجمة الدولة الإسلامية-ولاية خراسان مصالح أمريكية وغربية خارج أفغانستان.
حسب شركة Jihad Analytics المتخصصة في دراسة ظاهرة "الجهاد العالمي والهجمات الإلكترونية"، فإن هذا التنظيم أعلن مسؤوليته عن 340 هجوما في 2021، أي أعلى من المستوى القياسي المسجل في 2018 عندما صنف على أنه من أكثر المنظمات الإرهابية فتكا في العالم، في المؤشر العالمي للإرهاب.
وحسب تقرير للأمم المتحدة، منذ حزيران/يونيو عام 2020، وتحت قيادة الزعيم الجديد "شهاب المهاجر"، فإن التنظيم "لا يزال نشطا وخطيرا" ويسعى إلى تعزيز صفوفه بمقاتلين سابقين في حركة ومجموعات متطرفة أخرى.
قائد التنظيم
عينت قيادة التنظيم في حزيران/ يونيو 2020 المدعو شهاب المهاجر، والمعروف أيضًا باسم ثناء الله غفاري، ليكون زعيما له بخراسان.
ووصف بيان التنظيم غفاري عند تعيينه بأنه قائد عسكري متمرس وواحد من "الأسود الحضرية" في كابول، والذي شارك في عمليات حرب العصابات والتخطيط لهجمات انتحارية معقدة.
ويلف الغموض مسيرة غفاري وأصله أيضا، إذ يقول البعض إنه أفغاني فيما يقول آخرون إنه عراقي.
وبعيد مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية ابو إبراهيم الهاشمي القرشي في عملية أمريكية بسوريا، حددت الولايات المتحدة مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لأي معلومات تتيح "التعرف على أو تحديد مكان" غفاري.
وكتبت واشنطن التي أدرجته على القائمة الأمريكية للإرهابيين الأجانب أن "غفاري مسؤول عن كل عمليات تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان (..) وعن تمويل هذه العمليات".
في البداية، ارتبط اسم غفاري بشبكة حقاني المتشددة القريبة سابقا من تنظيم القاعدة والمرتبطة اليوم بحركة طالبان.
أسباب مهاجمة روسيا
رغم أن الهجوم الذي نفذته الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في روسيا الجمعة يمثل تصعيدا كبيرا، فإن خبراء قالوا إن التنظيم عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات القليلة الماضية.
وفق كولين كلارك، عضو مركز سوفان، وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن، فقد "ركز تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين وتضمنت دعايته مرارا انتقادا لبوتين".
من جهته، قال مايكل كوجلمان من مركز ويلسون في واشنطن، إن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان "يرى أن روسيا متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار".
وأضاف أن التنظيم يضم أيضا بين أعضائه عددا من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى الذين لديهم مظالمهم الخاصة حيال موسكو.
وباتت روسيا الهدف المفضل لتنظيم الدولة الاسلامية- ولاية خراسان، الذي انتقد على وجه الخصوص غزوها لأوكرانيا وتدخلاتها العسكرية في أفريقيا وسوريا، بحسب المحلل لوكاس ويبر، أحد مؤسسي شبكة الأبحاث "ميليتانت واير".
إذ في 7 آذار/مارس، أعلنت أجهزة الأمن الروسية أنها قتلت مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية خلال عملية في منطقة كالوغا جنوب غرب موسكو، كانوا يخططون لـ"هجوم إرهابي" على كنيس في العاصمة الروسية. وسنة 2022، استهدفت السفارة الروسية في أفغانستان.
حسب ويبر، فإن التنظيم "يعمل على توسعه في آسيا الوسطى وروسيا"، مع إطلاق "وسائل إعلام ناطقة بالروسية لتعزيز دعمه والتحريض على العنف في البلاد".
ظهر تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في شرق أفغانستان أواخر سنة 2014، وسرعان ما ذاع صيته بسبب أعماله الدموية الموسومة بالعنف الشديد. واستمد اسم خراسان من التسمية القديمة التي كانت تطلق على المنطقة التي تشمل أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
تمثل خراسان وفقا لقناعات ومخططات تنظيم الدولة الإسلامية، حلقة الوصل بين خلافة أكبر وأوسع بين دول وسط آسيا، وفي مقدمتها طاجيكستان، والدول التي يتمدد فيها التنظيم بجنوب شرق آسيا في الفلبين وأندونيسيا، الدولة الإسلامية الأكبر من حيث عدد السكان.
حسب تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" نقلا عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية، فإن فرع تنظيم الدولة الإسلامية بخراسان يضم "عددا صغيرا من المتطرفين السابقين من سوريا وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب"، وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة حددت ما بين عشرة إلى 15 من كبار عناصرها في أفغانستان.
في السنتين الأخيرتين، شهد عدد التنظيم انخفاضا منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريبا، خاصة بعدما ألحقت به حركة طالبان والقوات الأمريكية خسائر فادحة.
تاريخ دموي
لدى الدولة الإسلامية-ولاية خراسان تاريخ من الهجمات، بعضها استهدف مساجد داخل أفغانستان وخارجها.
وفي وقت سابق من العام 2024، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص. وشهر سبتمبر/أيلول 2022، أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابول.
اقرأ أيضا
غداة اعتداء موسكو.. صدمة وحزن في روسيا ودول العالم تندد بهجوم "إرهابي"
ينسب إلى التنظيم خصوصا الاعتداء على مطار كابول في 26 آب/اغسطس 2021، الذي خلف 185 قتيلا بينهم 13 جنديا أمريكيا، ناهيك عن عمليات متطورة مثل حصار سجن جلال آباد مدة 20 ساعة في 2020.
وفي وقت سابق، حذر أكبر جنرال أمريكي في الشرق الأوسط من احتمال مهاجمة الدولة الإسلامية-ولاية خراسان مصالح أمريكية وغربية خارج أفغانستان.
حسب شركة Jihad Analytics المتخصصة في دراسة ظاهرة "الجهاد العالمي والهجمات الإلكترونية"، فإن هذا التنظيم أعلن مسؤوليته عن 340 هجوما في 2021، أي أعلى من المستوى القياسي المسجل في 2018 عندما صنف على أنه من أكثر المنظمات الإرهابية فتكا في العالم، في المؤشر العالمي للإرهاب.
وحسب تقرير للأمم المتحدة، منذ حزيران/يونيو عام 2020، وتحت قيادة الزعيم الجديد "شهاب المهاجر"، فإن التنظيم "لا يزال نشطا وخطيرا" ويسعى إلى تعزيز صفوفه بمقاتلين سابقين في حركة ومجموعات متطرفة أخرى.
قائد التنظيم
عينت قيادة التنظيم في حزيران/ يونيو 2020 المدعو شهاب المهاجر، والمعروف أيضًا باسم ثناء الله غفاري، ليكون زعيما له بخراسان.
ووصف بيان التنظيم غفاري عند تعيينه بأنه قائد عسكري متمرس وواحد من "الأسود الحضرية" في كابول، والذي شارك في عمليات حرب العصابات والتخطيط لهجمات انتحارية معقدة.
ويلف الغموض مسيرة غفاري وأصله أيضا، إذ يقول البعض إنه أفغاني فيما يقول آخرون إنه عراقي.
وبعيد مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية ابو إبراهيم الهاشمي القرشي في عملية أمريكية بسوريا، حددت الولايات المتحدة مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لأي معلومات تتيح "التعرف على أو تحديد مكان" غفاري.
وكتبت واشنطن التي أدرجته على القائمة الأمريكية للإرهابيين الأجانب أن "غفاري مسؤول عن كل عمليات تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان (..) وعن تمويل هذه العمليات".
في البداية، ارتبط اسم غفاري بشبكة حقاني المتشددة القريبة سابقا من تنظيم القاعدة والمرتبطة اليوم بحركة طالبان.
أسباب مهاجمة روسيا
رغم أن الهجوم الذي نفذته الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في روسيا الجمعة يمثل تصعيدا كبيرا، فإن خبراء قالوا إن التنظيم عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات القليلة الماضية.
وفق كولين كلارك، عضو مركز سوفان، وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن، فقد "ركز تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين وتضمنت دعايته مرارا انتقادا لبوتين".
من جهته، قال مايكل كوجلمان من مركز ويلسون في واشنطن، إن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان "يرى أن روسيا متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار".
وأضاف أن التنظيم يضم أيضا بين أعضائه عددا من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى الذين لديهم مظالمهم الخاصة حيال موسكو.
وباتت روسيا الهدف المفضل لتنظيم الدولة الاسلامية- ولاية خراسان، الذي انتقد على وجه الخصوص غزوها لأوكرانيا وتدخلاتها العسكرية في أفريقيا وسوريا، بحسب المحلل لوكاس ويبر، أحد مؤسسي شبكة الأبحاث "ميليتانت واير".
إذ في 7 آذار/مارس، أعلنت أجهزة الأمن الروسية أنها قتلت مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية خلال عملية في منطقة كالوغا جنوب غرب موسكو، كانوا يخططون لـ"هجوم إرهابي" على كنيس في العاصمة الروسية. وسنة 2022، استهدفت السفارة الروسية في أفغانستان.
حسب ويبر، فإن التنظيم "يعمل على توسعه في آسيا الوسطى وروسيا"، مع إطلاق "وسائل إعلام ناطقة بالروسية لتعزيز دعمه والتحريض على العنف في البلاد".