وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الخميس

٢١ مارس ٢٠٢٤

٢:٣٥:٠١ م
1445988

آية الله رمضاني: الفلسفة الحقيقية للصوم هي الوصول للمعرفة والنور الإلهي/ شرح الصدر هو سرّ الانتصار في الميادين المهمة

الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن شرح الصدر أمر ضروري لأي مؤمن يريد أن يخوض أهم الساحات الإدارية وميادينها، وهناك تحديات يواجهها أي مدير في عمله كعدم التنسيق وعدم التلائم في كوادره التي يعمل معهم، لكن على المدير في مثل هذه الظروف أن يضخ الأمل ويعزز الحوافز في المنظمة التي في بداية عملها.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ انعقدت جلسة "الأخلاق الإدارية" بكلمة للأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني" في قاعة الاجتماعات بالمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمدينة قم المقدسة، وفيما يلي أهم ما ورد في محاضرته:

الفلسفة الحقيقية للصوم هي الوصول للمعرفة والنور الإلهي

وأشار آية الله رمضاني إلى فلسفة الصوم، وصرح: يجب أن نتجاوز المرحلة الظاهرية والفقهية للصيام، طبعا ليست معناه ترك الشريعة بل إنّ الإنسان بحاجة إلى الشريعة في جميع مراحل حياته، فكلما ازداد الإنسان معرفة، ودنى من قمة المعرفة، اقترب ايضا إلى الله أكثر مما مضى. إن الفلسفة الحقيقية للصوم هي الوصول إلى مرحلة التقوى الإلهية حتى يبلغ الإنسان في نهاية المطاف المعرفة الإلهية، ومن ثم النور الإلهي، كما أن للتقوى مراتب ولها خصائص، حيث تمنح قدرات وقابليات، وكلما زدادت هذه القابليات ازداد أيضا التأثير الفاعل لها.

الحكمة، والمعرفة، واليقين؛ تراث الصوم

وتطرق سماحته إلى فلسفة الصوم بناء على ما ورد في حديث المعراج، وقال: سأل النبي (ص) الباري جل وعلا: "يا ربِّ وما ميراثُ الصَّومِ؟ قالَ: الصَومُ يُورِثُ الحِكمَةَ، والحِكمَةُ تُورِثُ المَعرِفَةَ، والمَعرِفَةُ تُورِثُ اليَقينَ، فإذا استَيقَنَ العَبدُ لا يُبالِي كيفَ أصبَحَ، بِعُسرٍ أم بِيُسر"، فإذا بلغ الإنسان ما بلغ حسب ما ورد في هذا الحديث من المقامات وتجهّز باليقين، سيصبح فاتحا للميادين الكبرى.

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): يجب أن نستخدم الصوم كدرع وجُنة لنا، كما ورد في الروايات، وهناك ليس لهم من الصوم إلا الجوع والعطش أو القيام للسحور في شهر رمضان، وإن كان القيام في السحر يجعل الإنسان أن يحظى بدعاء صاحب العصر والزمان (عج)، ويورثه الطمأنينة والرزق المعنوي ولكن هذا لا يكفي وحده.

صوم القلب أفضل من صوم اللسان

ورد في حديث عن الإمام علي (ع) حول الصوم الحقيقي، وأنه صلوات عليه قال: " صَومُ القَلبِ خَیرٌ مِن صِیامِ اللِّسانِ وَصَومُ اللِّسانِ خَیرٌ مِن صِیامِ البَطنِ"، قد يكون هناك من لم يتمكن من صيام البطن لعلة من العلل، لكنه قادر على صيام اللسان والقلب، كما أن بركات شهر رمضان تمكن في هذين الجانبين، فصيام القلب واللسان -على خلاف الصيام الظاهري وصيام البطن- متوفر للجميع، ولا عذر لأحد في هذا الخصوص.

الصوم الحقيقي من منظور السيدة الزهراء عليها السلام

وأضاف آية الله رمضاني: ورد عن السيدة فاطمة عليها السلام أنها قالت: " ما یَصنَعُ الصّائِمُ بِصیامِهِ إذا لَم یَصُن لِسانَهُ وَ سَمعَهُ وَ بَصَرَهُ وَ جَوارِحَه؟" إن نتيجة الصوم الصحيح أن يصبح حال الإنسان حسن ونشط، ويستجيب الله لدعواته وحتى إذا نام يكتب له الثواب، وقد أوصاني أستاذي العلامة "حسن زاده الآملي" بالقول: "على الإنسان أن يراقب صادراته وواردته"، أي: إذا لم يسيطر الإنسان على ما يرد في قبله، لا يمكنه السيطرة على ما يصدر منه، من سلوك وتصرفات، فاللسان أحد جوارح الإنسان، ويمكنه أن يرتكب 200 نوع من الذنب، وقد تخرج منه كلمة تحرق وتطمس كل ما ادخر الإنسان لنفسه من حسنات وخيرات.

شرح الصدر ضروري عند الدخول في أهم الساحات الإدارية

واعتبر آية الله رمضاني أنّ ضرورة الوصول إلى قمم النجاح يكمن في مراعاة شرح الصدر في الأبعاد الفردية والاجتماعية وما يتعلق بالدور الرسالي، وتابع: إن النبي موسى (ع) سأل الله أن يشرح صدره، وقال: " رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي". يقول المرحوم العلامة الطباطبائي في تفسيره لهذه الآيات: إن شرح الصدر الذي سأل النبي موسى (ع) أن يعطيه الله ليست للنبوة، بل كان يريده لرسالته؛ إذ أنه قد أعطي النبوة من قبل، لكن لتبليغ رسالته كان يحتاج إلى شرح الصدر.

وأشار الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى أحداث معركة حنين، وأضاف: إن شرح الصدر أمر ضروري لأي مؤمن يريد أن يخوض أهم الساحات الإدارية وميادينها، وهناك تحديات يواجهها أي مدير في عمله كعدم التنسيق وعدم التلائم في كوادره التي يعمل معهم، لكن على المدير في مثل هذه الظروف أن يضخ الأمل ويعزز الحوافز في المنظمة التي في بداية تأسيسها وعملها، وإياه أن يتغر بكثرة العدد والعدة، وقد تكون هناك كثرة لكن لم يتحقق النصر، وقد تكون هناك قلة لكنهم ينتصرون وهذا الانتصار حصيلة شرح الصدر، ما إذا كان هناك تكاتف وتعاون في أي مجموعة سيتحقق الانتصار لا محالة.

وفي الختام، تحدث آية الله رمضاني عن أسباب هزيمة جيش عبيد الله بن عباس على لسان الإمام علي (ع)، مشيرا إلى سببين لهذه الهزيمة حيث يقول: " أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ باجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ"، يعني هؤلاء سينتصرون عليكم لأنهم اتفقت كلمتهم على الباطل، وإنكم وإن كنتم على الحق لكن لم تجتمع على الحق وفيكم الفرقة والشتات. إننا أيضا إذا سلكنا طريق النظام الإسلامي والثورة -وهو الطريق الصحيح- متحدين ومتماسكين، فبتأكيد سنصبح الفاتحين للميدان.

............

انتهى/ 278