وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الخميس

١٤ مارس ٢٠٢٤

٧:٣٩:٤٥ ص
1444335

مرجعية القرآن الكريم الحياتية للإنسان في حديث أميرالمؤمنين(ع)

لا يمكن إنكار مرجعية القرآن الكريم الحياتية للإنسان في العلاقات بين الناس وحياتهم حيث أشار أمير المؤمنين عليه السلام في كلامه بنهج البلاغة اليها حيث قال : "ثم أنزل عليه الكتاب منهاجا لا يضل نهجه" وهو ان يتخذ المسلمون كتاب الله تعالى مرجعا لهم في حياتهم.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ نعتقد جازما نحن المسلمون أن أفضل الكتب وأكملها من حيث المضمون والعطاء هو القرآن الكريم، على الإطلاق؛ وذلك لأنه حديث الله تعالى، قال الله تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) زمر (23) .
لقد جاءت الآيات الكريمة لتضع أسس الحياة للمجتمع البشري من خلال ربطها بالله تعالى وانه الخالق الوحيد لهذا الوجود: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ) الحجر 85، وكذلك في الآية الكريم 70 من سورة الإسراء (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)، حيث تشير الأولى الى ان خالق السموات والأرض وما بينهما هو الله تعالى ولم يكن خلقهما باطلا؛ وانما بالحق والصواب، فيما بيّنت الثانية أفضلية الانسان وانّ تعالى كرّمه وفضّله على الكثيريين ممن خلقهم، وهذا يدلل بوضوح ثمّة علاقة وطيدة بين الخالق والمخلوق، تبرز من خلال تبعية الأخير للأول في كل شيء، وهكذا يتجسد معنى العلاقة والتبعية من خلال النظرة الدقيقة لهذه الآية الشريفة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات (56) .
لذلك كان الكتاب الشريف الذي يحتفظ به المسلمون في أنحاء العالم وبعد مضي 14 قرنا عليه، مقدسا ومعظما ومنزها، وان آياته الكريمة أصبحت مادة علمية غزيرة تضفي معاني الحياة الصحيحة والمستقيمة، تناولها المفسرون ببيانها في مؤلفاتهم منذ سنين بحثا وتحقيقا وتمحيصا .
ومن هنا نقول ان لهذا الكتاب الكريم المقدس، المرجعية العامة للإنسان، التي تنظم علاقات الفرد مع الله تعالى ومع الآخرين ومع الطبيعة يعيش فيها من خلال تسخير النِعم والخيرات لصالح البشر.
قال أمير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب (ع) في صفة القرآن : " ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضل نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوءه، وفرقانا لا يخمد برهانه، ولا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزا لا تهزم أنصاره، وحقا لا تخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره، رياض العدل وغدرانه و....." (نهج البلاغة: الخطبة: 198).
لا نريد شرح جميع كلماته الأمير (ع)، وانما نشير الى هذه الفقرة من كلامه الشريف: (منهاجا لا يضل نهجه) فقط، بيّن عليه السلام قيمة نهج الكتاب الكريم وأهميته للناس، فهو المرجع والمصدر الأول والأخير في هذا الخصوص، والذي يجب على المسلمين كافة ان يتخذون القرآن الكريم منهجا ليُنيروا حياتهم على أساسه ويبنوا أسس عيشهم عليه ويتخذونه مرجعا لهم .
وهذا هو المعنى ان يتخذ المسلمون كتاب الله تعالى مرجعا لهم في حياتهم .

..................

انتهى / 232