وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الأحد

١٠ مارس ٢٠٢٤

٨:٠٨:٤٦ م
1443481

عالمي البلخي: الرجعة لها جانب تربوي وتؤدي إلى إصلاح الإنسان

أقيمت الجولة الخامسة ضمن سلسلة اجتماعات مؤتمر المبلغين في العاصمة كابل.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أقيمت المرحلة الخامسة ضمن سلسلة اجتماعات مؤتمر المبلغين في العاصمة كابل.

وإنّ هذا المؤتمر الذي انعقد تحت شعار "الرجعة في عصر الظهور" اعتبر المحاضرون أن الرجعة من المعتقدات الرئيسية والجزمية للشيعة، مؤكدين تبيين هذه القضية من قبل العلماء.

وشكر رئيس لجنة المناطق المحرومة لمجلس علماء الشيعة حجة الإسلام والمسلمين ذكي، مجمع محبي أهل البيت (ع) على رعايتهم إقامة مثل هذه الاجتماعات التخصصية، وقال: تعد الرجعة من القضايا مهمة لدى الشعية، وقد أثيرت شبهات حولها في هذه الآونة الأخيرة.

وأضاف سماحته: هناك شبهات أثيرت حول الاعتقاد بالرجعة في عصر ظهور الإمام المهدي (ع) أيضا، وذلك إلى جانب الشبهات المثارة حول بعض معتقدات الشيعة، مما يجب تقديم حلول مدروسة لهذه القضية.

وأشار حجة الإسلام ذكي إلى الشبهات المثارة من قبل أحد علماء أهل السنة، وقال: يجب على علماء الشيعة أن يردوا على هذه الشبهات المثارة، مقترحا تشكيل فريق من أبرز علماء كابل منهم رئيس مجمع محبي أهل البيت (ع) حتى ينظموا كراسة قيمة للرد على هذه الشبهات.

ومن جانبه حاضر مسؤول حوزة خاتم المرسلين (ص) العلمية حجة الإسلام والمسلمين فهيمي في هذه الجلسة، وتحدث حول وظائف الإمام العصر (عج) في عصر الغيبة، والمسؤوليات التي تقع على عاتق المسلمين في هذا العصر.

وقال: إن إمام الزمان يساعد المسلمين في حل مشكلاتهم في عصر الغيبة، وهناك العديد من الشخصيات كان لهم علاقة مع الإمام المهدي (عج)، ومن خلالها تحل المشكلات كما أنه تؤخذ الأوامر منه عليه السلام.

وأضاف فهيمي: إن الإمام المهدي (عج) يدعم المؤمنين في عصر الغيبة في جميع الجهات، وتعد متابعة شؤون البؤساء، والفقراء، والمحتاجين وهداية الناس من أهم مهام الإمام (عج).

وأشار سماحته إلى نماذج من هذه المساعدات في التاريخ، وقال: على المنتظرين أن يمهدوا الأرضية لظهوره (عج)، وذلك من خلال العمل والنشاط لأجل هذه القضية.

واعتبر رئيس مجمع محبي أهل البيت (ع) ورئيس دار الإنشاء في مجلس علماء الشيعة في أفغانستان حجة الإسلام والمسلمين عالمي البلخي أن ثقافة المجتمع الشيعي في أفغانستان ولائية وعلوية، وقال: إن هؤلاء الناس تشيعوا في عصر خلافة الإمام علي (ع) معتنقين الإسلام، وتحملوا الكثير من الصعوبات من أجل الحفاظ على معقتداتهم، ودفعوا ضرائب ثقلية للحفاظ على ثقافتهم الشيعية وقيمهم.

كما تحدث سماحته حول قضية الرجعة، مقدما محاضرته في باب الرجعة في أربعة محاور:

۱. الإمكان العقلي وضرورة الرجعة: عندما خلق الله تعالى الإنسان من التراب ثم نفخ فيه من روحه فيمكنه أيضا أن يحيي الأموات.

إن الأئمة المعصومين (ع) أتوا لإصلاح البشرية، وبما أن الظروف السياسية  في حياتهم لم تمنحهم هذه الفرصة حتى يقوموا بمهمتهم، فيجب أن تتوفر هذه الفرصة حتى يؤسسوا مجتمعا سليما عاريا من الظلم والفساد.

سيظهر الإمام المهدي (ع) أيضا من أجل إقامة العدالة في الأرض وتأسيس دولة شاملة عالمية تقوم على العدالة والقيم الإسلامية؛ فيجب أن يكون هناك رجال صالحون كي يساعدوا من القيام بهذا الأمر.

۲. هناك آيات في القرآن الكريم تشير إلى قضية الرجعة منها: الآية 259 من سورة البقرة، والآية 43 من سورة البقرة، وأيضا آيتا 56 و55 من هذه السورة، إحياء الموتى على يد النبي عيسى (ع) فإنها من النماذج القرآنية التي وردت في هذا الخصوص وقد أشيرت فيها إلى قضية الرجعة، مؤكدا أن مثير الشبهات ليراجعوا القرآن، ويقوم بمزيد من التحقيق والبحث في هذا الموضوع.

۳. الرجعة في المستقبل: وأشار سماحة الأستاذ عالمي البلخي إلى الآية الواحدة والخمسين من سورة غافر ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، وأيضا الآية الثالثة والثمانين من سورة النمل {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ}، وقال: حسب ما ورد عن الأئمة عليهم السلام إن هاتين الآيتين تشيران إلى الرجعة في المستقبل والتي وعدنا الله تبارك وتعالى بها.

۴. فوائد الاعتقاد بالرجعة وآثارها: أشار الأستاذ عالمي البلخي إلى فوائد الرجعة وآثارها، وقال: عندما يعتقد الإنسان أن الإمام الحجة (عج) يظهر يوما ومن ثم يقوم دولة العدل العالمية، ويقدم للناس الخدمات بشكل عادل، فعندها يسعى الإنسان أن يعيش حياته بشكل إن لم ييلغ عمره أن يدركه تلك الدولة لكن ييقى ويأمل أن ينتهي به المطاف حتى يرجع عند ظهور الإمام ويعيش تلك الحياة السعيدة.

وبناء عليه، فإن الرجعة لها جانب تربوي في حياة الإنسان وتؤدي إلى إصلاح الإنسان حتى يقوم بإصلاح نفسه ويطبق القيم النفسية كي يكون أهلا لنصرة إمام الزمان (عج) ومرافقته.

...........

انتهى/ 278