وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "فَخْرُ الرَّجُلِ بِفَضْلِهِ لا بِأَصْلِهِ".
إذا اجتمع في الشخص النسب والأصل الشريف مع الحَسَب والفضل والأخلاق العالية فتلك كرامة ليس فوقها كرامة، وإذا كان للشخص فضل كبير وأخلاق سامية، فهو نبيل وإن لم ينتسب إلى أسرة ماجدة، فالأخلاق والفضل والتقوى نَسَبُه كما هي حَسَبُه.
أما إذا كان المرء ذا نَسَبٍ نبيل ولكنه دون أخلاق وحَسَبٍ وعِلم وفَضل وأخلاق كريمة، فلا يرفعه نسبه في الناس، ولا يشفع له يوم الدين، "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿88﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"﴿89/ الشعراء﴾*، و "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿34﴾ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿35﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴿36﴾ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" ﴿37/ عَبَس﴾.
الفَضلُ والحَسَب والتقوى والعلم والمعرفة كل ذلك يرفع المَرءَ في الناس إلى مرتبة السِّيادة، بل يجعل من قلوبهم عروشاً له وهو الحاكم عليها، أما النَّسَب الذي لا يكون معه أخلاق يصير حُجَّة عليه.
إن فضل الإنسان وكرامته في معايير الإيمان لا يتأتيان من انتسابه إلى أسرة نبيلة وحسب، بل من عمله وتقواه وأخلاقه وما يُتقِنه، وقِيْمَة كُلِّ امْرِئٍ ما يُتْقِنُ ويُحْسِن.
والله سبحانه يحاسبه على عمله ولا يحاسبه على أساس الأسرة التي ينتمي إليها، ولا على أساس القبيلة أو الوطن أو الشعب الذي ينتمي إليهما، ولا على أساس العِرق واللَّون، إنما على أساس العمل وحسب، كما قال رسول الله (ص) يوم فَتحِ مكة: "يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وتعاظمَها بآبائِها فالنَّاسُ رجلانِ: برٌّ تقيٌّ كريمٌ على اللَّهِ، وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على اللَّهِ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وخلقَ اللَّهُ آدمَ من الترابِ..." ورُوِيَ عنه (ص) أنه قال في الخطبة التي خطبها في حجة الوداع: "أيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ كُلُّكُمْ لآدَمَ وَآدام من تُرَابٍ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ".
ورُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّدٍ (ص) مَنْ أَطَاعَ اللّهُ وَإِنْ بَعُدتْ لُحْمَتُهُ، وَإِنَّ عَدُو مُحَمَّدٍ (ص) مَنْ عَصَى اَلله وَإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ". ورُوِيَ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال لأصحابه: لاَ تَذْهَبْ بِكُمُ اَلْمَذَاهِبُ، فَوَاللَّهِ مَا شيعَتُنا إِلا مَنْ أَطَاعَ اللهَ"
وكما ترى قارئي الكريم: فإن التقوى هي معيار الفضيلة، والتقوى تستلزم العمل الصالح، والموقف الصالح، والحال الصالح، وتنبثق من العقيدة الحَقَّة، فمن يكُ كذلك فله أن يفخر بهذه المرتبة التي أنعم الله بها عليه ووفَّقه لها، وعليه أن يشكر الله عليها شكراً يدوم ولا ينقطع أبداً، ومن لم يكُ كذلك فلا ينفعه أصله ونَسَبُه.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
............
انتهى/ 278
إذا اجتمع في الشخص النسب والأصل الشريف مع الحَسَب والفضل والأخلاق العالية فتلك كرامة ليس فوقها كرامة، وإذا كان للشخص فضل كبير وأخلاق سامية، فهو نبيل وإن لم ينتسب إلى أسرة ماجدة، فالأخلاق والفضل والتقوى نَسَبُه كما هي حَسَبُه.
أما إذا كان المرء ذا نَسَبٍ نبيل ولكنه دون أخلاق وحَسَبٍ وعِلم وفَضل وأخلاق كريمة، فلا يرفعه نسبه في الناس، ولا يشفع له يوم الدين، "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿88﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"﴿89/ الشعراء﴾*، و "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿34﴾ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿35﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴿36﴾ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" ﴿37/ عَبَس﴾.
الفَضلُ والحَسَب والتقوى والعلم والمعرفة كل ذلك يرفع المَرءَ في الناس إلى مرتبة السِّيادة، بل يجعل من قلوبهم عروشاً له وهو الحاكم عليها، أما النَّسَب الذي لا يكون معه أخلاق يصير حُجَّة عليه.
إن فضل الإنسان وكرامته في معايير الإيمان لا يتأتيان من انتسابه إلى أسرة نبيلة وحسب، بل من عمله وتقواه وأخلاقه وما يُتقِنه، وقِيْمَة كُلِّ امْرِئٍ ما يُتْقِنُ ويُحْسِن.
والله سبحانه يحاسبه على عمله ولا يحاسبه على أساس الأسرة التي ينتمي إليها، ولا على أساس القبيلة أو الوطن أو الشعب الذي ينتمي إليهما، ولا على أساس العِرق واللَّون، إنما على أساس العمل وحسب، كما قال رسول الله (ص) يوم فَتحِ مكة: "يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وتعاظمَها بآبائِها فالنَّاسُ رجلانِ: برٌّ تقيٌّ كريمٌ على اللَّهِ، وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على اللَّهِ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وخلقَ اللَّهُ آدمَ من الترابِ..." ورُوِيَ عنه (ص) أنه قال في الخطبة التي خطبها في حجة الوداع: "أيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ كُلُّكُمْ لآدَمَ وَآدام من تُرَابٍ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ".
ورُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّدٍ (ص) مَنْ أَطَاعَ اللّهُ وَإِنْ بَعُدتْ لُحْمَتُهُ، وَإِنَّ عَدُو مُحَمَّدٍ (ص) مَنْ عَصَى اَلله وَإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ". ورُوِيَ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال لأصحابه: لاَ تَذْهَبْ بِكُمُ اَلْمَذَاهِبُ، فَوَاللَّهِ مَا شيعَتُنا إِلا مَنْ أَطَاعَ اللهَ"
وكما ترى قارئي الكريم: فإن التقوى هي معيار الفضيلة، والتقوى تستلزم العمل الصالح، والموقف الصالح، والحال الصالح، وتنبثق من العقيدة الحَقَّة، فمن يكُ كذلك فله أن يفخر بهذه المرتبة التي أنعم الله بها عليه ووفَّقه لها، وعليه أن يشكر الله عليها شكراً يدوم ولا ينقطع أبداً، ومن لم يكُ كذلك فلا ينفعه أصله ونَسَبُه.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
............
انتهى/ 278