وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ رُوِيَ عن الإمام علِيّ (ع) أنه قال: "في سَعَةِ الْأَخْلاقِ كُنُوزُ الْأَرْزاقِ".
لا تعجَب قارئي الكريم وأنت تقرأ هذه الجوهرة العلوية الكريمة، التي تكشف عن الارتباط الوثيق بين حُسنِ الخُلُق وسَعَة الرِّزق، فإن انجذاب الناس إلى صاحب الخُلُق الكريم وثقتهم به وإقبالهم عليه، وراحتهم في التعامل معه، أمر لا يُنكِرُه إلا الجاهل.
إن صاحب الخُلُق الحَسَن من أمانة، وصدق، ووفاء، وكرم، ونُصحٍ، وسماحة، ويُسرٍ، وابتسامة، وحُسن استقبال، واحترام، وسهولة العريكة، ولِين الجانب، وطلاقة الوجه، وطِيب القول، وقلة النفور، يجتذب الناس إليه كما تجتذب الزهور الفواحة بعطرها الأخّاذِ الناس إليها.
كذلك للأخلاق الحَسَنَة جاذبية هائلة تجتذب النفوس إليها، فيبقى لها في القلوب عَبَقٌ لا يُنسى، وكلما فاح عبير أخلاق المَرءِ زادتك مكانته في قلوب من يتعامل معه، وكما يُقبل الناس على الزَّهرة لجمالها وشَمِّ عِطرها يُقبلون عليه لجمال أخلاقه وحُسنِ تعامله، ومهارته في إقامة علاقات أخلاقية وطيدة معهم.
و"في سَعَةِ الْأَخْلاقِ كُنُوزُ الْأَرْزاقِ" هذه حقيقةٌ لا تُنكَر، ومعادلة لا يختلف فيها اثنان، والأرزاق وإن كان تقديرها بيد الله تعالى، يوَسِّعها على من يشاء، ويُضَيِّقها على من يشاء، ولكن ذلك لا يكون جُزافاً، حاشاه تعالى أن يكون منه فعل عبثي، فهو العليم الحكيم، وله الكمال المطلق.
فإن الله تعالى جعل السَّعي سبباً من أسباب سَعَة الرِّزق، كما جعل الأخلاق الحَسَنَة سبباً آخر لذلك، فمن كان كذلك وَسَّع عليه، ومن لم يكن كذلك ضَيَّق عليه وفق قانون الأسباب والمسببات، والأخلاق رزقٌ من أرزاق الله أيضاً، يرزقها الله لمن يسعى إليها، ولن يصل أحدنا إلى ما يؤمِّله إلا بخلق حَسَن، وهو أفضل ما ندخل به قلوب الناس من أبوابها الواسعة، وهذا ما تشهد به التجربة، فإن كل إنسان يجد كيف ينجذب الناس إليه حين يُحسِن التعامل معهم، فيرتاحون إليه، ويرتاح إليهم، فتتوطَّد علاقاتهم به، ويتعاملون معه واثقين من صدقه وإخلاصه وإرادته الخير لهم، فيكثر مُصافُّوه، ويقل معادوه، وتلين له القلوب، وهذا يجلب إليه الرزق الوفير، فيحسن عيشه، ومن يراقب الناس يجد الإنسان الذي يملك لسانا طيباً عَذباً، وصِدقاً، وإخلاصاً، وتعاملا إيجابياً، وصبراً، وغفراناً، وتجاوزاً، وسماحة، وسُمعَةً طيِّبةً، وأمانة، وحِرصاً على حق الغير، وسوى ذلك من الأخلاق الحَسَنة يجده شخصاً يحترمه الناس، ويُظهرون له التقدير والإجلال، والثقة والمَوَدَّة، فمن الطبيعي أن يتعاملوا معه، بالبيع والشراء، أو بالتوظيف والاعتماد عليه والثقة به، والتفويض إليه، وهذا كله يجلب إليه الرزق والسَّعة والخير الكثير.
ولا يقتصر ذلك على الفرد، فالأسرة التي يتمتع أفرادها بصفات أخلاقية راقية، ويسودها التفاهم والوئام والمودة والاحترام، فمن الطبيعي أن يرغد عيشها، والمجتمع الأخلاقي الذي يحصل كل فرد من أفراده على حقه دون واسطة من أحد، ويتعاون أفراده على البِرِّ والتقوى، وليس بينهم غِلُّ ولا حقد ولا حسد، يحب كل منهم الخير للآخرين كما يحب لنفسه، فمن الطبيعي أن يرغد عيشه ويتسع عليه رزقه.
..........
انتهى/ 278
لا تعجَب قارئي الكريم وأنت تقرأ هذه الجوهرة العلوية الكريمة، التي تكشف عن الارتباط الوثيق بين حُسنِ الخُلُق وسَعَة الرِّزق، فإن انجذاب الناس إلى صاحب الخُلُق الكريم وثقتهم به وإقبالهم عليه، وراحتهم في التعامل معه، أمر لا يُنكِرُه إلا الجاهل.
إن صاحب الخُلُق الحَسَن من أمانة، وصدق، ووفاء، وكرم، ونُصحٍ، وسماحة، ويُسرٍ، وابتسامة، وحُسن استقبال، واحترام، وسهولة العريكة، ولِين الجانب، وطلاقة الوجه، وطِيب القول، وقلة النفور، يجتذب الناس إليه كما تجتذب الزهور الفواحة بعطرها الأخّاذِ الناس إليها.
كذلك للأخلاق الحَسَنَة جاذبية هائلة تجتذب النفوس إليها، فيبقى لها في القلوب عَبَقٌ لا يُنسى، وكلما فاح عبير أخلاق المَرءِ زادتك مكانته في قلوب من يتعامل معه، وكما يُقبل الناس على الزَّهرة لجمالها وشَمِّ عِطرها يُقبلون عليه لجمال أخلاقه وحُسنِ تعامله، ومهارته في إقامة علاقات أخلاقية وطيدة معهم.
و"في سَعَةِ الْأَخْلاقِ كُنُوزُ الْأَرْزاقِ" هذه حقيقةٌ لا تُنكَر، ومعادلة لا يختلف فيها اثنان، والأرزاق وإن كان تقديرها بيد الله تعالى، يوَسِّعها على من يشاء، ويُضَيِّقها على من يشاء، ولكن ذلك لا يكون جُزافاً، حاشاه تعالى أن يكون منه فعل عبثي، فهو العليم الحكيم، وله الكمال المطلق.
فإن الله تعالى جعل السَّعي سبباً من أسباب سَعَة الرِّزق، كما جعل الأخلاق الحَسَنَة سبباً آخر لذلك، فمن كان كذلك وَسَّع عليه، ومن لم يكن كذلك ضَيَّق عليه وفق قانون الأسباب والمسببات، والأخلاق رزقٌ من أرزاق الله أيضاً، يرزقها الله لمن يسعى إليها، ولن يصل أحدنا إلى ما يؤمِّله إلا بخلق حَسَن، وهو أفضل ما ندخل به قلوب الناس من أبوابها الواسعة، وهذا ما تشهد به التجربة، فإن كل إنسان يجد كيف ينجذب الناس إليه حين يُحسِن التعامل معهم، فيرتاحون إليه، ويرتاح إليهم، فتتوطَّد علاقاتهم به، ويتعاملون معه واثقين من صدقه وإخلاصه وإرادته الخير لهم، فيكثر مُصافُّوه، ويقل معادوه، وتلين له القلوب، وهذا يجلب إليه الرزق الوفير، فيحسن عيشه، ومن يراقب الناس يجد الإنسان الذي يملك لسانا طيباً عَذباً، وصِدقاً، وإخلاصاً، وتعاملا إيجابياً، وصبراً، وغفراناً، وتجاوزاً، وسماحة، وسُمعَةً طيِّبةً، وأمانة، وحِرصاً على حق الغير، وسوى ذلك من الأخلاق الحَسَنة يجده شخصاً يحترمه الناس، ويُظهرون له التقدير والإجلال، والثقة والمَوَدَّة، فمن الطبيعي أن يتعاملوا معه، بالبيع والشراء، أو بالتوظيف والاعتماد عليه والثقة به، والتفويض إليه، وهذا كله يجلب إليه الرزق والسَّعة والخير الكثير.
ولا يقتصر ذلك على الفرد، فالأسرة التي يتمتع أفرادها بصفات أخلاقية راقية، ويسودها التفاهم والوئام والمودة والاحترام، فمن الطبيعي أن يرغد عيشها، والمجتمع الأخلاقي الذي يحصل كل فرد من أفراده على حقه دون واسطة من أحد، ويتعاون أفراده على البِرِّ والتقوى، وليس بينهم غِلُّ ولا حقد ولا حسد، يحب كل منهم الخير للآخرين كما يحب لنفسه، فمن الطبيعي أن يرغد عيشه ويتسع عليه رزقه.
..........
انتهى/ 278