وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تقريراً يُلقي الضوء على حقيقة الانتخابات في جمهوريّة إيران الإسلاميّة وكيف أنّها منحت الشعب الإيراني سيادته الشعبيّة على شؤون الحكم، كما يتحدّث عن معارضة الأعداء وعلى رأسهم أمريكا مشاركة الناس وحضورهم عند صناديق الاقتراع بسبب معاداتها الشعب الإيراني والجمهوريّة الإسلاميّة.
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران في «22 بهمن»، لاقت «السيادة الشعبية الدينية» اهتماماً كبيراً بوصفها أحد المبادئ الأساسية للجمهورية الإسلامية. ويرى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، أن السر لديمومة النظام الإسلامي يكمن في التنبّه إلى هذا المفهوم والاهتمام الخاص به.
في هذا الصدد، قال الإمام الخامنئي في كلمته في الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (قده) في 4/6/2021: «إن السرّ العظيم لهذا النظام وديمومته هما هاتان الكلمتان: "جمهورية" و"إسلامية". اجتماع هاتين الكلمتين معاً، والموجود الذي يتكوّن من هاتين الكلمتين يجب أن يظلّ ثابتاً أيضاً. جمهورية وإسلامية أيضاً. الناس والإسلام. الجمهورية تعني الناس، والإسلامية تعني الإسلام طبعاً. السيادة الشعبية الدينية».
إن شعار «الاستقلال، الحرية، الجمهورية الإسلامية»، المعروف أنه الشعار الأساسي للثورة الإسلامية، له ارتباط عميق بمفهوم «السيادة الشعبية». في هذا الشعار، كلمة «الجمهورية» تعني «التحرر من الملكية الاستبدادية» وحتماً «سيادة الناس على مصيرهم».
كما تجلت واحدة من أهم علامات هذه «السيادة الشعبية» وأكثرها أساسيةً في إجراء الانتخابات منذ انتصار الثورة الإسلامية، وقد قال الإمام الخميني (قده): «الانتخابات ملك للناس كافة؛ مصير الناس بأيديهم، والانتخابات هي المؤثر في مصير الشعب». كذلك، يقول قائد الثورة الإسلامية في هذا الصدد: «السيادة الشعبية وحضور الناس اليوم ممكنان عبر الانتخابات. كان الإمام [الخميني] يعدّ الانتخابات فريضة دينية».
كان إجراء الانتخابات تجلّياً لـ«السيادة الشعبية» منذ انتصار الثورة الإسلامية، ومحط اهتمام لدى نظام الجمهورية الإسلامية، إلى درجة أنه لم يكن قد مر سوى أقل من شهرين على انتصار الثورة حتى أجريت أول انتخابات في 30 و31/3/1979، وهذا في إطار «استفتاء عام بشأن الجمهورية الإسلامية»، وقد تحقق خلالها رقم قياسي فريد واستثنائي بنسبة مشاركة شعبية بلغت 98%، فيما أعرب أكثر من 99% من المشاركين عن تأييدهم «إقامة نظام الجمهورية الإسلامية».
أيضاً أُجري في 2 و3/12/1979 استفتاء عام للموافقة على الدستور، شارك فيه أكثر من 75% من واجدي الشروط، فيما أُجري الاستفتاء على تعديل الدستور في 28/7/1989.
منذ انتصار الثورة الإسلامية، أجريت في إيران 13 عملية انتخاب رئيس، وقد بلغت نسبة المشاركة 84% في الدورة العاشرة منها. تُظهر نظرة سريعة إلى المرشحين الفائزين في الانتخابات الرئاسية بعد انتصار الثورة الإسلامية أن التيارات السياسية المختلفة في المراحل شتى تمكنت من قيادة البلاد عبر كسبهم ثقة الشعب. في مثال، تمكن المرحوم الشيخ أكبر هاشمي الرفسنجاني، وهو من حزب «البناء»، من الفوز بمقعد الرئاسة في انتخابات 1989 و1993. أما في 1997 و2001، ففازت «جبهة الإصلاح» بالرئاسة. وفي 2005 و2009، مع نجاح محمود أحمدي نجاد، فاز التيار الأصولي بالرئاسة. أما في 2013 و2017، فتولى الشيخ حسن روحاني من التيار «المعتدل» القريب من «جبهة الإصلاح» منصب الرئاسة، وتلاه في 2021 السيد إبراهيم رئيسي من التيار الأصولي رئيساً للبلاد. إذن، تظهر نتائج الانتخابات الرئاسية خلال هذه المدة جيداً «التنوع في التوجهات السياسية الفائزة» و«تنافسية الانتخابات».
من ناحية أخرى، أجري منذ انتصار الثورة الإسلامية 11 انتخاباً لـ«مجلس الشورى الإسلامي»، تمكنت فيها مختلف التيارات السياسية، كما في الرئاسية، من تحقيق الفوز، وقد سُجّلت أعلى نسبة مشاركة في انتخابات «الشورى الإسلامي» على اختلاف دوراته يوم 8/3/1996، عندما أدلى 71% من واجدي الشروط بأصواتهم في انتخابات الدورة الخامسة للمجلس.
في الانتخابات الأولى التي أجريت على جولتين (آذار/مارس وأيار/مايو 1980)، حصل حزب «الجمهورية الإسلامية» على غالبية المقاعد، وكذلك في الانتخابات الثانية للمجلس الإسلامي عام 1984. بعدها، تمكنت أحزاب وتيارات أخرى من الفوز في «الشورى الإسلامي»، ومن بينها «جبهة الإصلاح»، فقد فازت هذه الجبهة في انتخابات الدورة السادسة للمجلس التي جرت على مرحلتين في شباط/فبراير وأيار/مايو 2000. وفي انتخابات المجلس الإسلامي بدورتيه الثامنة والتاسعة عامي 2008 و2012، فاز الأصوليون بغالبية المقاعد. أما في الدورة الحادية عشرة له، ففاز التحالف الكبير للأصوليين. لذلك، ومنذ انتصار الثورة الإسلامية، دخلت التيارات السياسية المختلفة إلى المجلس بوصفه السلطة التشريعية للبلاد.
على مدى أكثر من 40 عاماً مرت على انتصار الثورة الإسلامية، نُفذت انتخابات «مجلس خبراء القيادة» في الجمهورية الإسلامية خمس مرات، وبلغت أعلى نسبة مشاركة فيها 77%. بالإضافة إلى ذلك، شهدنا خلال هذه المدة خمس دورات لانتخابات «المجالس الإسلامية للمدن والقرى»، وقد بلغت أعلى نسبة مشاركة عامة فيها 69%.
بما أن الانتخابات هي التجلي لـ«السيادة الشعبية الدينية» في الجمهورية الإسلامية، أكد قائد الثورة الإسلامية دائماً المشاركة العالية فيها، فقد قال مثلاً: «اليوم هو يوم الناس، وما يفعله الشعب الإيراني اليوم حتى المساء، من الحضور عند صناديق الاقتراع والتصويت، يبني مستقبلهم ويحدّد مصيرهم لسنوات. لهذا السبب بالتحديد، يحكم العقل وحكمة الإنسان أن يشارك الجميع في هذا الاختبار الوطني العظيم». كذلك يوضح الإمام الخامنئي سبب معارضة الاستكبار العالمي الانتخابات في جمهورية إيران الإسلامية بالقول: «لا شكّ في معارضة جبهة الاستكبار انتخاباتنا. لماذا يعارضونها؟ لأنّ نظامنا هو الجمهوريّة الإسلاميّة، وهو منقسم إلى شقّين. إنّهم يعارضون جمهوريّته وإسلاميّته أيضاً. مظهر «الجمهوريّة» هي هذه الانتخابات... إذاً، عندما تعارض أمريكا نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، فهي تعارض في الواقع الانتخابات، ومشاركة الناس وحضورهم عند صناديق الاقتراع، والحماسة والحيويّة في الانتخابات، وأيضاً ارتفاع نسبة المشاركة الشعبيّة».
............
انتهى/ 278
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران في «22 بهمن»، لاقت «السيادة الشعبية الدينية» اهتماماً كبيراً بوصفها أحد المبادئ الأساسية للجمهورية الإسلامية. ويرى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، أن السر لديمومة النظام الإسلامي يكمن في التنبّه إلى هذا المفهوم والاهتمام الخاص به.
في هذا الصدد، قال الإمام الخامنئي في كلمته في الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (قده) في 4/6/2021: «إن السرّ العظيم لهذا النظام وديمومته هما هاتان الكلمتان: "جمهورية" و"إسلامية". اجتماع هاتين الكلمتين معاً، والموجود الذي يتكوّن من هاتين الكلمتين يجب أن يظلّ ثابتاً أيضاً. جمهورية وإسلامية أيضاً. الناس والإسلام. الجمهورية تعني الناس، والإسلامية تعني الإسلام طبعاً. السيادة الشعبية الدينية».
إن شعار «الاستقلال، الحرية، الجمهورية الإسلامية»، المعروف أنه الشعار الأساسي للثورة الإسلامية، له ارتباط عميق بمفهوم «السيادة الشعبية». في هذا الشعار، كلمة «الجمهورية» تعني «التحرر من الملكية الاستبدادية» وحتماً «سيادة الناس على مصيرهم».
كما تجلت واحدة من أهم علامات هذه «السيادة الشعبية» وأكثرها أساسيةً في إجراء الانتخابات منذ انتصار الثورة الإسلامية، وقد قال الإمام الخميني (قده): «الانتخابات ملك للناس كافة؛ مصير الناس بأيديهم، والانتخابات هي المؤثر في مصير الشعب». كذلك، يقول قائد الثورة الإسلامية في هذا الصدد: «السيادة الشعبية وحضور الناس اليوم ممكنان عبر الانتخابات. كان الإمام [الخميني] يعدّ الانتخابات فريضة دينية».
كان إجراء الانتخابات تجلّياً لـ«السيادة الشعبية» منذ انتصار الثورة الإسلامية، ومحط اهتمام لدى نظام الجمهورية الإسلامية، إلى درجة أنه لم يكن قد مر سوى أقل من شهرين على انتصار الثورة حتى أجريت أول انتخابات في 30 و31/3/1979، وهذا في إطار «استفتاء عام بشأن الجمهورية الإسلامية»، وقد تحقق خلالها رقم قياسي فريد واستثنائي بنسبة مشاركة شعبية بلغت 98%، فيما أعرب أكثر من 99% من المشاركين عن تأييدهم «إقامة نظام الجمهورية الإسلامية».
أيضاً أُجري في 2 و3/12/1979 استفتاء عام للموافقة على الدستور، شارك فيه أكثر من 75% من واجدي الشروط، فيما أُجري الاستفتاء على تعديل الدستور في 28/7/1989.
منذ انتصار الثورة الإسلامية، أجريت في إيران 13 عملية انتخاب رئيس، وقد بلغت نسبة المشاركة 84% في الدورة العاشرة منها. تُظهر نظرة سريعة إلى المرشحين الفائزين في الانتخابات الرئاسية بعد انتصار الثورة الإسلامية أن التيارات السياسية المختلفة في المراحل شتى تمكنت من قيادة البلاد عبر كسبهم ثقة الشعب. في مثال، تمكن المرحوم الشيخ أكبر هاشمي الرفسنجاني، وهو من حزب «البناء»، من الفوز بمقعد الرئاسة في انتخابات 1989 و1993. أما في 1997 و2001، ففازت «جبهة الإصلاح» بالرئاسة. وفي 2005 و2009، مع نجاح محمود أحمدي نجاد، فاز التيار الأصولي بالرئاسة. أما في 2013 و2017، فتولى الشيخ حسن روحاني من التيار «المعتدل» القريب من «جبهة الإصلاح» منصب الرئاسة، وتلاه في 2021 السيد إبراهيم رئيسي من التيار الأصولي رئيساً للبلاد. إذن، تظهر نتائج الانتخابات الرئاسية خلال هذه المدة جيداً «التنوع في التوجهات السياسية الفائزة» و«تنافسية الانتخابات».
من ناحية أخرى، أجري منذ انتصار الثورة الإسلامية 11 انتخاباً لـ«مجلس الشورى الإسلامي»، تمكنت فيها مختلف التيارات السياسية، كما في الرئاسية، من تحقيق الفوز، وقد سُجّلت أعلى نسبة مشاركة في انتخابات «الشورى الإسلامي» على اختلاف دوراته يوم 8/3/1996، عندما أدلى 71% من واجدي الشروط بأصواتهم في انتخابات الدورة الخامسة للمجلس.
في الانتخابات الأولى التي أجريت على جولتين (آذار/مارس وأيار/مايو 1980)، حصل حزب «الجمهورية الإسلامية» على غالبية المقاعد، وكذلك في الانتخابات الثانية للمجلس الإسلامي عام 1984. بعدها، تمكنت أحزاب وتيارات أخرى من الفوز في «الشورى الإسلامي»، ومن بينها «جبهة الإصلاح»، فقد فازت هذه الجبهة في انتخابات الدورة السادسة للمجلس التي جرت على مرحلتين في شباط/فبراير وأيار/مايو 2000. وفي انتخابات المجلس الإسلامي بدورتيه الثامنة والتاسعة عامي 2008 و2012، فاز الأصوليون بغالبية المقاعد. أما في الدورة الحادية عشرة له، ففاز التحالف الكبير للأصوليين. لذلك، ومنذ انتصار الثورة الإسلامية، دخلت التيارات السياسية المختلفة إلى المجلس بوصفه السلطة التشريعية للبلاد.
على مدى أكثر من 40 عاماً مرت على انتصار الثورة الإسلامية، نُفذت انتخابات «مجلس خبراء القيادة» في الجمهورية الإسلامية خمس مرات، وبلغت أعلى نسبة مشاركة فيها 77%. بالإضافة إلى ذلك، شهدنا خلال هذه المدة خمس دورات لانتخابات «المجالس الإسلامية للمدن والقرى»، وقد بلغت أعلى نسبة مشاركة عامة فيها 69%.
بما أن الانتخابات هي التجلي لـ«السيادة الشعبية الدينية» في الجمهورية الإسلامية، أكد قائد الثورة الإسلامية دائماً المشاركة العالية فيها، فقد قال مثلاً: «اليوم هو يوم الناس، وما يفعله الشعب الإيراني اليوم حتى المساء، من الحضور عند صناديق الاقتراع والتصويت، يبني مستقبلهم ويحدّد مصيرهم لسنوات. لهذا السبب بالتحديد، يحكم العقل وحكمة الإنسان أن يشارك الجميع في هذا الاختبار الوطني العظيم». كذلك يوضح الإمام الخامنئي سبب معارضة الاستكبار العالمي الانتخابات في جمهورية إيران الإسلامية بالقول: «لا شكّ في معارضة جبهة الاستكبار انتخاباتنا. لماذا يعارضونها؟ لأنّ نظامنا هو الجمهوريّة الإسلاميّة، وهو منقسم إلى شقّين. إنّهم يعارضون جمهوريّته وإسلاميّته أيضاً. مظهر «الجمهوريّة» هي هذه الانتخابات... إذاً، عندما تعارض أمريكا نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، فهي تعارض في الواقع الانتخابات، ومشاركة الناس وحضورهم عند صناديق الاقتراع، والحماسة والحيويّة في الانتخابات، وأيضاً ارتفاع نسبة المشاركة الشعبيّة».
............
انتهى/ 278