وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الجمعة

١٦ فبراير ٢٠٢٤

٥:٥٣:١٣ ص
1438103

مجلس تأبين الشهيد "أبو تُقوى السعيدي" وشهداء المقاومة الاسلامية/ آية الله الاراكي: سنخرج أمريكا من المنطقة

قال عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله اراكي: سنمرّغ انفَ امريكا في التراب، ونُخْرِجُها من المنطقة، وعلى أمريكا وداعمِها أنْ يعلموا انّ النصرَ هو حليفنا.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أقيمت مراسم مجلس تأبين أربعينية الشهيد "أبو تُقوى السعيدي" في المسجد الأعظم يوم أمس الخميس مساءا .
وكان مجلس تأبين اربعينية الشهيد "ابو تقوى السعيدي" القيادي في حركة "النجباء" الاسلامية، أقيم في المسجد الأعظم برعاية معاونية العلاقات الدولية للحوزات العلمية في ايران، ومشاركة مكتب حركة "نجُباء" الاسلامية في البلاد، ومنظمات محلية ودولية، تخلله كلمة عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله الشيخ "محسن آراكي"، كما حضر مسؤولون حكوميون وعسكريون وممثلو مكاتب مراجع الدين، وعلماء الحوزة العلمية وممثلو الفصائل المقاومة من بلدان عدة .
وكان من بين الحاضرين في هذا المجلس عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأه البيت (ع) آية الله الشيخ "محسن اراكي" وممثل مكتب قائد الثورة الاسلامية حجة الاسلام والمسلمين الشيخ "حسين ملكا" وممثل حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية في ايران "ناصر ابو شريف"، والقيادي الرفيع في الحشد الشعبي المهندس "نصر الشمري"، وعضو جامعة مدرسي الحوزة العلمية آية الله السيد "محمد الغروي"، وممثل أهالي محافظة خرسان الشمالية في مجلس خبراء القيادة آية الله "غلامرضا فياض"، والعقيد الثاني "نعمت محسني زرين" في الجيش الايراني في قم، ورئيس الحوزة العلمية التابعة للبحرينيين حجة الاسلام والمسلمين الشيخ "عبد الله الدقاق" في قم، ومسؤول القسم الثقافي والاجتماعي والرياضي لبلدية قم "حسين محمد رضائي"، رئيس مجمع لممثلي الطلاب وعلماء الحوزة العلمية بقم حجة الاسلام والمسلمين السيد "جلال رضوي مهر"، مسؤول مركز العلاقات الدولية للحوزة العلمية حجة الاسلام والمسلمين السيد "مفيد الحسيني كوهساري"، والنقيب في الشرطة بمحافظة قم "محمد رضا ميرحيدري" .
وكان في مستهل الحفل تلاوة آيات من ذكر الحكيم وموضوع الشهيد والشهادة للقارئ العالمي للقرآن الكريم مهدي فروغي، وبعد ذلك ألقى آية الله محسن أراكي كلمة كمتحدث خاص في الحفل .

سنخرج أمريكا من المنطقة
أشار عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله الشيخ "محسن اراكي" الى خصائص مجلس تأبين الشهيد "ابو تقوى السعيدي" قائلا : انعقد هذا المجلس التأبيني للقيادي البارز في المقاومة الاسلامية العراقية ابو تقوى السعيدي، الشهيد الذي كان له دور بارز في قصف قواعد الاستكبار الامريكي في المنطقة، ويعتبر من القامات الشاخمة في غرب آسيا .
وقال : نعتبر هذه الأيام ذكرى مناسبة ولادة عظماء كربلاء عظيمة، ونحن في أيام ولادة سيد الشهداء الإمام ابو عبد الله الحسين (ع) وأخوه رافع رايته أبو الفضل (ع) وابنه الصابر الإمام السجاد، وان أفضل موضوع ينبغي ان نتكلم عنه هو علاقة المقاومة في كربلاء ومقاومة اليوم في كربلاء الوقت الحاضر.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) قائلا : ان هذا الرجل العظيم الشهيد "ابو تقوى السعيدي" هو من رجال المقاومة والذي قدمه نفسه في  هذا السبيل، وسؤال يطرح نفسه وهو ما هو جذور المقاومة الاسلامية القرآنية ؟ هل المقاومة الاسلامية في استعمالنا اليوم انها تكتيك سياسي فقط، أو انها تيار أصيل قرآني والهي، وكان طريق الأنبياء على مر التاريخ في مواجهة المستكبرين والظالمين يدور حول محور المقاومة، وهو محور يرتبط خلفيته بتاريخ جميع الأنبياء .
وعدّ آية الله أراكي أساس المقاومة من ميثاقين إلهين قائلا : أن هذين الميثاقين موجودان دائما بين الله وبين أمم لبت دعوة الأنبياء، وهذان الميثاقان العظيمان هما أساس الرابطة بين الأمم التي استجابت لأنبياء الله والرب، ووفقاً للسنن التي لا تتخلف، فإن العمل بهذين الميثاقين يجعل النصر دائماً حليف أتباع أنبياء الله.
وأضاف : ان السنية الإلهية تقضي ان تكون المواجهة ضد جبهة الاستكبار والظالمين الانتصار لجبهة المقاومة، ويشترط ان يكون عمل المقاومة في سبيل الله تعالى وان تجعل طاعة الله تعالى في قائمة أولوياتها، وان النهوض من أجل الله تعالى يكون بهذا المعنى وهو طاعة أوامر الله تعالى من أجل إقامة دين الله تعالى وأن تؤدي الى رفع راية دين الله تعالى وهو الميثاق الأول. اذن الميثاق الأول هو الطاعة، والميثاق الثاني النصرة والدعم، قال الله تعالى في آية 111
 من سورة التوبة : « إِنَّ اللَّهَ اشتَرىٰ مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ  يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ  وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ  وَمَن أَوفىٰ بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ  فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ  وَذٰلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ». ووفقا لهذه الآية ان الله تعالى يفي بعهده ويجب عليكم انتم ايضا ان تفوا بعهد الله، فمعنى المقاومة هو الوفاء بهذين العهدين، وحقيقة حزب الله، هي هذين الميثاقين، وان حزب الله هو تيار يتكأ على هذين الميثاقين، العهد بالانتصار حتى آخر اللحظة من الحياة .
وأضاف عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) : اذا اعتبرنا اسم أبي عبد الله الحسين (ع) عظيما بهذا الشكل، وان الإمام علي (ع) هو قدوتنا؛ لأن امير المؤمنين (ع) هو أول شخص عمل بهذا العهد، ويقول اني عبد من عبيد الرسول الأكرم (ص)، كان عليه السلام دوما في خدمة النبي (ص)، وقال أثناء استشهاده فزت ورب الكعبة، كان يشير الى ذاك الفوز العظيم .
وأشار آية الله اراكي الى معنى الشهادة قائلا : يوجد مصطلح الاستشهاد وهو اصطلاح فقهي، ولكن الشهيد والشاهد في القرآن الكريم بمعنى شاهد الحق والعمل به وليس باللسان، وهناك شخصيات كانوا بكل وجودهم شهداء الحق لأنهم افتدوا بوجودهم في سبيل الحق والله تعالى. كما جاء في الروايات علي مع الحق والحق مع علي، وان امير المؤمنين (ع) هو أبرز شاهد للحق. ومن اراد البحث عن الحق فلينظر الى امير المؤمنين (ع) في أي جبهة يكون .
وتابع قائلا : ان الذين تمسّكوا بميثاقهم حتى آخر لحظة وتضرروا بسبب ذلك بالأموال والانفس في الصراع بين الحق والباطل ومعاناة جبهة المقاومة، وما تخلوا عن الله تعالى حتى آخر لحظة وثبتوا على هذا الطريق فهؤلاء هم الشاهدون .
وأضاف : ان العدو يلحق الضرر بنا، ولكن الحاصل هو ان الشاهدين يظهرون على الحق وانهم لا يتخلون عن الحق حتى يحصلوا عليه، وعلى رغم ما يُسفك من الدماء في غزة فأن أهالي غزة ولكنهم متمسكون بالله تعالى وثابتون حتى النصر، هؤلاء الشاهدون يشهدون ان الحق يكون في هذه الجبهة والطريق، وان هذه الجبهة ستنتصر، وانتصار هذه الجبهة سنة إلهية لا تتغير، وعلى هذا الأساس نحن مطئمون بالسنة الإلهية واننا على يقين ان النصر حليف المقاومة الفلسطينية الاسلامية وشعب غزة بمقاتليه ونساءه واطفاله فأن انتصارهم حتمي .
وذكر آية الله أراكي: نعلن في هذا المجلس اننا ندعم غزة والمقاومة الاسلامية وسنمرغ أنف أمريكا بالتراب ونطردها من المنطقة. وعلى أمريكا وداعميها أن يعلموا ان النصر حليفنا، وان هذا النصر يكون لنا. وبمقاومة الشعب الايراني العظيم والحشد الشعبي وباقي الفصائل المقاومة في العراق واليمن وفلسطين سيتحقق النصر الأكيد على أمريكا، وإننا لا نحتفل بالانتصار على إسرائيل فحسب، بل بالانتصار على أمريكا وإنجلترا، وسيكون احتفال النصف من شعبان بداية هذا الاحتفال العظيم.

نقسم بالله اننا لن نتخاذل ولن نتراجع
بعد أن حيى قائد عمليات الحشد الشعبي في حزام بغداد المهندس "نصر الشمري"، أحد المحدثين في هذا المجلس شهداء المقاومة على امتداد جغرافية العالم الإسلامي وقال:
تسبب الاحتلال الأمريكي مرة أخرى بإغتياله لابي تقوى ذكرى استشهاد الحاج "سليماني" و"أبو مهدي" وأحيى روحية القتال ضد الاحتلال .
وأكد ان روح الانتقام باقية حتى هزيمتهم وطرد آخر جندي من أرض العراق والمنطقة وكذلك توقف العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، ومضى يقول: نحمد الله انه وفقنا بالقول والعمل والسلاح والدم ان نسلي أهالي غزة .
وأضاف الشمري قائلا : نقسم بالله اننا لن نتخاذل ولن نتراجع حتى يحكم الله تعالى بيننا وبین الکفار، مهما اشتد هذا القتال فلا نضعف ولا نكلُّ، وانما سنتبع الصالحين بعقيدة راسخة وبفضل الله تعالى لأننا نتمنى ان نغلب العدو ونشتاق الشهادة في سبيل الله تعالى .
وأشار القيادي الرفيع في الحشد الشعبي العراقي الى جزء آخر من كلامه هو ان الشهيد ابو تقوى السعيدي كان من أوائل المجاهدين من عام 2004 الذي واجه الامريكيين وشارك في قتال قوات الاحتلال الامريكي في النجف وبغداد، قائلا: ومنذ عام 2014، ومع اجتياح إرهابيي داعش للعراق، والذي وصل إلى مشارف بغداد وكربلاء المقدسة، واصل طريقه الجهادي وانضم إلى صفوف الحشد الشعبي تحت راية حركة النجباء.
وذكر الشمري : لقد تعلّم آلاف المجاهدين على يده لكل يُذيقوا داعش الارهابي الذل والهزيمة. ثم تولى أبو تقوى قيادة المجاهدين لتطهير بقايا المناطق من الارهابيين التكفيريين، وتعهد بالانتقام الشديد من ترامب المجرم لجريمته النكراء لاغتياله قيادات شهداء المقاومة وفي هذا الاتجاه مع رفاقه أذاقوا المجرمين المحتلين ضربات موجعة وألحقوا بهم خسائر فادحة لا يمكن إنكارها .
ونبّه ان ابو تقوى لعب دورا كبيرا في طوفان الأقصى قائلا: عندما بدأ الصهيانة الإبادة الجماعية في غزة، سارع الشهيد السعيدي أيمانا منه بالوحدة الاسلامية لمساعدة أخوتنا المجاهدين في فلسطين، وفتح هو ومن معه من الرفاق وبينهم الشهيد "أبو باقر الساعدي" نيران غضبهم على الغزاة الأمريكان في العراق، وببركة تضحياتهم افتتحوا باكورة عهد اندحار وسحق الشطان الأكبر والنظام الصهيوني .

إهداء مجموعة من كوفية قائد الثورة الاسلامية لعائلة الشهيد "أبو تقوى"
وفي ختام المراسم تحدث ممثل حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني "ناصر ابو شريف"، قائلا : نحن الآن في اليوم الثاني والثلاثين بعد المئة من الحرب على غزة، وقدّم أهالي غزة لحد الآن 28 ألف شهيد، ودمّر النظام الصهيوني الغاصب البنى التحتية والمنشئات السكنية في غزة، ولكن على رغم كل هذه الأمور، أهالي غزة لم ينكسروا ولم يرفعوا الراية البيضاء للصهاينة.
وواصل في حديثه : لقد قامت المقاومة العراقية ومنها الشهيد أبو تقوى وحزب الله اللبناني وأنصار الله اليمنية بوظيفتها تجاه فلسطين، وبالنيابة عن حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني والشعب الفلسطيني نبعث تحية للشعب العراقي والمقاومة العراقية، وكلنا أمة واحدة .
وكان الجزء الأخير من هذه المراسم التي رعتها المنظمات هو تكريم عائلة الشهيد ابو تقوى، وقُدمت مجموعة من الكوفية المباركة لقائد الثورة الاسلامية وكذلك خاتم مدير الحوزة العلمية آية الله اعرافي، وقطعة من طابوق قبة حرم السيدة المعصومة (ع) لأخ الشهيد ابي تقوى ونجليه، فيما قدمت عائلة الشهيد "أبو تقوى السعيدي" خاتمه تخليدا لذكراه لآية الله الأراكي . 

..................

انتهى / 232