وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : مرآة البحرين
الجمعة

٩ فبراير ٢٠٢٤

٦:٢١:١٣ م
1436396

البحرين..,

الشيخ صنقور يحذّر من فتنة تغيير المناهج التعليمية ويدعو لإغلاق ملف السجناء لتعزيز اللُّحمة الوطنيَّة

قال الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 9 فبراير/شباط 2024، إنّ "الآية المباركة {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} تُحذِّر من الفتنة والتي منها الشقاق والنزاع والتباغض...

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ حذّر خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز غرب العاصمة المنامة، الشيخ محمد صنقور، من الفتنة بين أطياف المجتمع التي يسبّبها "التعريض في المناهج التعليمية ووسائل الإعلام والتمييز وتجاهل لحاجات المجتمع"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ "إغلاق ملف السجناء يسهم في تعزيز اللُّحمة الوطنيَّة وشيوع أجواء التفاؤل".

وقال الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 9 فبراير/شباط 2024، إنّ "الآية المباركة {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} تُحذِّر من الفتنة والتي منها الشقاق والنزاع والتباغض المفضي إلى التراشقِ بين أطياف المجتمع، من طريق السخرية والتوهين لبعضِهم البعض أو وتبادلِ التُّهمِ والتشكيك في النوايا والمقاصد أو الإغراء والتحريض أو التعريض بوطنيَّة مَن لا ترتضي مذهبه العقائدي أو الاجتماعي".

وحذّر من أنّ "كلَّ ذلك وشبهه يكون من تبعات وآثارِ التباغض الذي ينبغي أنْ يُنزِّه أبناء الوطنِ الواحد قلوبهم من التلوُّث به".

ونبّه إلى أنّ "ذلك هو ما يقتضيه الإيمان بالله تعالى وقرآنه والالتزام بتعاليمه وقيمه السامية، وهو ما يقتضيه الحرص على مصلحة الوطن واستقرارِه وتقدُّمه والارتقاء به إلى ما يطمح له كلُّ محب لوطنه حريص على أنْ ينعم بالخير والرخاء".

وتابع قائلاً: "الآية المباركة حين تحذِّر من الفتنة فإنَّها تحذِّر من الأسباب المنتجة لها، لذلك يَحْسُن بنا التحرِّي لأسباب الفتنة لكي نعمل جاهدين على تجنُّبِها أو التخلِّي عنها لو ابتُلينا بها".

وأردف قوله: "مِن تلك الأسباب الهمز واللمز والنبز والتعريض في المناهجِ التعليميَّة أو وسائل الإعلام، ووسائل التواصل، ومنها التمييز في المعاملة والفرص، ومنها الإغفال والتجاهل لحاجات المجتمع وضروراته، ومنها التشدُّد في الموارد التي يكون التسامح فيها أبلغ في تعزيز الاستقرارِ وتقوية اللُّحمة الوطنية"، فـ "منها الإصغاء للمأزومين وتحريضهم، ومنها عدم الاستيعاب لواقعِ المجتمع وتنوُّعِه، وأنّ ذلك لا يضرُّ بوحدته وتماسكه إذا أحسنّا إدارته على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، ومنها الشعور باليأس والإحباط من تحسُّن الوضع المعيشي".

وجدّد الشيخ صنقور تحذيره من أنّ "كلَّ ذلك وشبهه يبذر في الأوطانِ بذور الشقاق، ومع مضي الوقت تستشري وتتجذر عروقها وتغلُظ فتمتصُّ خيرات الأرض وتبسط أغصانها القاسية والمبعثرة على سطحها ولا تنتج سوى الأشواك والرديء من الزروع، فالحرص على الأوطان من تداعيات الشقاق والفتن يقتضي المبادرة لمعالجة ما يُنتجها ويتسبَّب في وقوعها".

ولفت الانتباه إلى "ملفات يسهم إغلاقها وتجاوز آثارها في تعزيزِ اللُّحمة الوطنيَّة وشيوعِ أجواء التفاؤل، وعلى رأسها ملفُّ السجناء ومَن ألجأتهم الظروف إلى الخروج من الوطن والذين أُسقطت جنسيتهم على خلفيَّة أحداث العقد الماضي".

وبيّن أنّ "معالجة هذه الملفّات الإنسانيّة يُعلي من شأن الوطن في الأوساط الدوليّة، ويؤكد اقتداره على استيعاب أبنائه، ويُطيِّب النقوس ويُنعش الأجواء ويقود إلى المزيد من الاستقرار".

وذكر الشيخ صنقور أنّ "ممّا يُعزِّز الوحدة الوطنيَّة ويشدُّ من أواصرها هو استحضار المشتركات بين أبناء الوطن، وعلى رأسها الدين الحنيف وقِيَمه والعمل على تأكيد حضوره في الأوساط والمحافل والبرامج والقرارات ونبذ ما يناقضه ويُضعِف من فاعليته".

وأشار إلى أنّ "من المشتركات التي يُسهِم استحضارها في تعزيز أواصرِ الوحدة الوطنيَّة هي قضايا الأمَّة المحوريَّة وعلى رأسها القضية الفلسطينيَّة والتضامن الفاعل مع أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، والذي يسعى العدو الصهيوني الغاشم من أجل التصفية الكاملة لقضيته".

وقال الشيخ صنقور: "أظهرت الحرب على غزة والإبادة الواسعة التي أوقعها بحقِّ أبنائها أنّ هذا الكيان المتغطرس لا يعرف معنى السلام إلا بالقدر الذي ينزل فيه الآخرون طواعيةً عن كامل حقوقِهم ومقدراتهم"، مضيفاً أنّ "ليس من شيءٍ يعبأ به هذا الكيان سوى مصالحه الشخصيَّة والتمريرِ لمشروعه التوسُّعي، فلا يحجزه عن ذلك عهد، ولا يُثنيه عن المضي في طريقه لغاياته ومآربِه الخبيثة أيُّ اعتبار ديني أو إنساني، فليس من شيءٍ يخشاه ويحول دون تماديه في غيِّه سوى النضال والثبات في طريق الاسترداد للحق أيَّاً كانت كلفته".
.........................
انتهى/185