وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الاثنين

٥ فبراير ٢٠٢٤

٤:١٧:٣٣ م
1435425

رئیس مرکز العراق للدراسات لدی حواره مع ابنا:

إن العلامة البهابادي یعتبر أحد أسس الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامیة

إن العلامة البهابادي یعتبر أحد أسس الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامیة وأنجز الكثیر من العلوم التي تدرس إلی الآن مع امتداد القرون والرجل له وجهة نظر سیاسیة ویعتبر من الأوائل الذین أسسوا المنهج الحوزوي في الدروس العقلیة والفلسفیة والفكریة.

  وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ شارك الدکتور السید محمد صادق الهاشمي رئیس مرکز العراق للدراسات في حوار مع وکالة ابنا یأتیکم نصه فیما یلی: 


بسم الله  الرحمن الرحیم 

معروف أن العلامة البهابادي یعتبر أحد أسس الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامیة وأنجز الكثیر من العلوم التي تدرس إلی الآن مع امتداد القرون والرجل له وجهة نظر سیاسیة ویعتبر من الأوائل الذین أسسوا المنهج الحوزوي في الدروس العقلیة والفلسفیة والفكریة، أنا أعتقد لأجل أن تبقی مناهج و شخصیات هذه القامات التي قدمت للتشیع لابد من إحیائها. من هنا بادر مركز الهدی للدراسات إلی التبرع بطباعة كتاب یجمع  عددا من المقالات التي تتناول حیاته جهوده،وتاریخه،وتراثه،ومؤلفاته،وأفكاره و إن شاء الله  في الطریق إلی طباعة الجزء الثاني بالاشتراك مع المؤسسة التي ترعی وتهتم بإحیاء تراث البها آبادي.

هناك جواب عام كل أمة حیاتها مرتبطة بإحیاء تاریخ علمائها وبتكریمهم ولكن بشكل خاص قد یتساوی بعض العلماء في الجهود الفكریة الفقهیة والفلسفیة والقرآنیة لكن حینما تجد أحد العلماء یعاني یقاسي وله ممیزات كبیرة  في ظرف مبكر یقدم للتشیع في ظروف حرجة ویقدم مناهج علمیة متعددة وینتقل بین المدن الإسلامیة ویسكن النجف والعراق وفي زمن الجیل الأول من العلماء الأوائل بلا إشكال إحیاء تراثه وإحیاء فكره وإحیاء شخصیته إحیاء لتلك المراحل الأساسیة.كثیرون الآن یقولون أن التشیع طارئ علی الإسلام أو الإسلام طارئ علی التشیع أو السیاسة طارئة علی الإسلام  كلاً. حینما نراجع إلی العظماء الكركي والبهائي والبها آبادي والعلماء الأوائل الذین قدموا أفكاراً رائعة والشیخ النراقي وصولا إلی الإمام الخمیني نجد مدرسة فكریة متكاملة في الجوانب العملیة والسیاسیة وتثبت أن الشیعة لیس طارئون علی الإسلام بقدر ما هم جوهر الإسلام الحقیقي وأن جوهر الإسلام الحقیقي الذي نهض به الإمام الخمیني وأحیا رسالة الإسلام  هو مستمد من آراء الفقهاء وهم مستمدون من آراء الأنبیاء والرسل والمعصومین. بعد أن أتت الوفود التي یرأسها الدكتور عبدي إلی العراق أنا اقترحتُ لابد أن نعرف الشیخ البهابادي إلی الجامعات العراقیة والمثقفین، والمفكرین، والآكادمیین وحتی إلی الحوزات العلمیة لأن الفاصل جداً كبیر بین زمن البها آبادي و بین الحوزات الحالیة حتی في اسمه یعرفون الحاشیة لملا عبدالله ولا یعرفون أن ملا عبد الله هو البهابادي. هذه المجهولیة الكبیرة أنا اقترحتُ أن نختصر الطریق لدینا مجلة اسمه مجلة الهدی فنشرنا بعض مقالاتها المترجمة باللغة العربیة ولدینا مجلة إسمها الحوزة تنتشر في كل العراق وفي العالم الإسلامي علی مائة وخمسین مركزا حتی في أفریقیا أیضا نشرنا بعض المقالات فضلا عن جمع هذه المقالات وطباعتها  وأقمنا ندوات في مركزنا في بغداد وفي النجف الأشرف للتعریف بهذا الكتاب وبدأت حركة الآكادمیین  الفلاسفة أو التخصصات الفلسفیة في جامعة الكوفة، وجامعة بغداد، والبصرة وفي الحلة وبعض المثقفین  والمفكرین وبعض المهتمین بالكتابات الفلسفیة یستعیرون هذه الأعداد من مجلة الهدی والحوزة ویقتنون هذا الكتاب فبدأت الحركة العلمیة للتعریف بتراث البهابادي تأخذ طریقها  فضلا عن الحوزة العلمیة  في  النجف الأشرف.

 

أنا أعتقد العصر الصفوي  هو عصر كان مهتما غایة الاهتمام بالتشیع بشكله الخاص  والعصر  الصفوي أنا أعتقد  هو  یمتاز  بأشیاء واحدة من هذه الأشیاء اذ اعتبرنا الطبقة الحاكمة هي  طبقة  لم تكن  طبقة علمائیة  ولا طبقة إسلامیة طبقة الحاكمین الحاكم والسلطة لكنه استطاع أن یسخر السلطة إلی المذهب هناك فرق كبیر وثانیا حینما سخر السلطة إلی المذهب قرّب العلماء وأحیا العلم ومنها كتاب البحار للشیخ المجلسي ومن باب تقریبه إلی العلماء وإحیاء العلم كان تقریبه إلی ملا عبد الله وإلی علماء آخرین. من هنا علینا أن ندرس الجوانب المهمة في التاریخ الصفوي ودور العلماء طبعا. هنا أحد یتساءل إذا  تسمح لي هل أن  العلماء كانوا ینقادون إلی السلاطین وإلی الرؤساء وإلی الحكام؟ الجواب لا، واحد منهم البهابادی واحد منهم البهائي واحد منهم الكركي وغیرهم والمجلسي كانوا یعتقدون هذه فرصة ذهبیة لا بد من استثمارها في إسناد الحكم  لتطویر العلم والتشیع.

حوزة النجف هي شمس تشرق علی العالم الشیعي یكفی منها أطل علینا الإمام الخمیني بعد أن قضی عمرا و دهرا سبحان الله و من باب مدینة علم رسول الله (ص) وتمتاز بخصائص جدا كبیرة منذ تأسیسها أو بواكیر  نهضتها إلی الآن مرت بها أجیال من المراجع والعلماء الكبار وفي المراحل السیاسیة الحرجة جدا في العهد  العثماني  وثم العهد الصفوي  ثم قبلها و بعدها مثل في أعدی  مراحل حرجة كادت  أن تختفي حوزة  النجف الأشرف لولا وجود الأردبیلي ووجود الالبها آبادي. البهابادي كان یمثل جانب السلطة والعلم داخل النجف  والحوزة العلمیة وكتب المناهج وأسس المناهج  وكان یمثل الحركة العملیة وأیضا كان یمثّل السلطة لأنه كان مندوبا عن الحكام هناك أما الأردبیلي فقط انشغل فهو المقدس إلی الدرس بشكل كامل وأحیا ونشّط وفعّل الدرس في النجف الأشرف.

نحن  نعتقد  أن إحیاء أي عالم من العلماء بمؤتمر أو ندوة أو كتاب  أو مجلة أو ملتقی  كبیر أو صغیر بین  حوزتي قم والنجف وبین الجماعات  العراقیة الكبیرة  و الإیرانیة یعطي أهمیة لهذا العالم أهمیة  إلی  التراث الشیعي وأهمیة كبیرة  إلی خلق تفاؤل علمي بین حوزتي أو بین  الحركة العلمیة في العراق بمختلف تجلیاتها  وبین إیران  هناك مدارس  منذ زمن  ومنذ قرون غربیة أرادت  أن تفصل التشیع  بجانبه  الاجتماعي والفكري والعبادي والسیاسي في العراق عن إیران. الیوم هناك مشتركات جدا كبیرة و نجعل إحیاء تراث العلماء هو  واحد من أبرز هذه المشتركات.

نعم طبعنا الكتاب الأول وسنطبع الكتاب الثاني بحمد الله والذي یربو علی 300 صفحة كما قیل وهي مجموعة مقالات وسنؤسس إلی ثالث ورابع وأكثر من هذا وبعد أن وجدنا أن المجتمع العراقي بطبقاتها العلمیة المختلفة حوزة وآكادمیین ومفكرین و علماء  قد تفاؤلوا مع الجزء  الأول و اتجهنا وتشجعنا إلی طباعة الجزء الثاني وسوف نقیم الندوات التعریفیة بالكتابین وثم ننتقل إلی المرحلة الثالثة ان شاء الله وهي مرحلة أننا نكلف بعض الفضلاء من النجف الأشرف والآكادمیین من الجامعات لیكتبوا عن البهابادي.   

  یعني بشكل حقیقة لافت جدا ومؤثر وباهتمام كبیر هل تعلم یا أستاذ أن البهابادي كان مظلوما مثلا كثیرون  نحن ندرس كتبهم وحواشیهم وتعلیقاته علی كثیر من الكتب  لكن  كانوا یسمونه المیرزا عبد الله ولا یعرفون  هو البهابادي لا یعرفون هو من المساهمین في جانب سیاسي مهم في العهد الصفوي في النجف الأشرف  ولا یعرفون أنه أن هذا البها آبادي هو صاحب هذه الكتب وهو صاحب اسم الملا عبد الله وحقیقة هذا الكتاب وهذه الحركة عرفت هذا الجیل بجیل سبقهم قبل 300 عام وثلاثة قرون تقریبا.

والله أنا شخصیا كان عندي عتب كبیر علی الجمهور وعلی مؤسساتها  وواحد  من  العتب ظهور هذه الوكالات  التي تهتم بالعلم  والنشر و المؤتمرات والفكر إلی آخره الآن تحقق هذا الحلم ورُفِعَ العتب بوجود هذه الوكالة وهي فاعلة والكوادر الموجودون فیها كوادر نشطاء ومثقفون ومتفائلون  ولها جمهورها حقیقة و حضورها في الساحة. دائما هذا السؤوال یعرض علي أقوال هناك ثلاث طرق علینا عشرات طرق ولكن  ثلاثة أساسیة السهلة الممكنة یعنی أنت تقترح كثیرا من الاقتراحات وكلها إیجابیة لكن عندما تأتي إلی الواقع تجد هناك جهود معوقات امكانات غیر متوفرة ولكت ثلاثة منها متوفرة هو واحد من الذي نقوم به الآن هو تعریف العلماء سوف نعرّف البها آبادي ونعرف العلماء الآخرین ونعرف الأردبیلي والبهائي إلی آخره هذه  تخلق التفاؤل خصوصا هؤلاء العلماء لم یكونوا إلی جغرافیا وسكان محدد لإیران مثلاً بل كانوا یسكنون  النجف الأشرف مثلاً كانوا قسم في كربلاء قسم في سامراء قسم في محافظات أخری قسم هاجروا إلی بلدان  أخری. إحیاء هذا التراث للشخص ولتراثه العلمي واحد من سبل التفاؤل وهو مطلوب منا و واجب وسهل ویسر ووجدنا بالتجربة انه یتلقونه بكل ترحب. والقضیة الثانیة المهمة هي استمرار التواصل بین النخب والزیارات إلی الجامعات وبالعكس أن الجامعات العراقیة والحوزات تأتي وتزور المؤسسات الإیرانیة وهذا  أیضا سهل ویسر ومفید ومثمر. والقضیة الثالثة هو التفعیل والاستمرار بهذه الوكالات لأن الكثیرین بدأوا تصلهم هذه الثقافة وهو جالسون في بیوتهم. أتمنی ان تدخلوا  أكثر  بعض  علی الفضاء المجازي  وسوشیال میدیا و التطبیقات الإلكترونیة للتعریف بالعلماء علی اعتبار أن هذه المقاطع الصغیرة بدأت تأخذ مداها لدی الشباب ولدی الأجیال.