وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

٢ فبراير ٢٠٢٤

٦:٢٠:٣٢ م
1434587

ما تعرضت له الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال عمرها البالغ 45 سنة من عدوان حربي وعقوبات عالمية اقتصادية ومالية ومؤامرات داخلية وخارجية كفيلة بإسقاط اي دولة او نظام، فكانت العناية الالهية تتدخل في كل المؤامرات على نظام الجمهورية الاسلامية " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الارض فساداً والله لا يحب المفسدين ".

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ يستعد الشعب الايراني العظيم ومعه كل احرار العالم للاحتفال بالذكرى ال 45 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وايامها العشرة المباركة التي ارّخت تاريخ عودة الامام السيد روح الله الموسوي الخميني " طيب الله ثراه " من منفاه السياسي فاتحا، مظفرا، مؤسسا لدولة الجمهورية الاسلامية الايرانية، بذلك الشعار ( لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية )، دولة " كأنها كوكبٌ دريٌ يوقدُ من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيءُ ولو لم تمسسه نارٌ نورٌ على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم "، وفعلا اضاء نورها المشرقين والمغربين، واحدثت زلزالا كبيرا في المنطقة والعالم، فهوت اليها أفئدة كل المستضعفين الاحرار في العالم المتعطشين لاحياء الاسلام والسيادة والحرية والكرامة والاستقلال، وزلزلت عروش الطغاة والجبابرة والمستكبرين في العالم وعلى رأسهم دولة الشر العالمية امريكا " الشيطان الاكبر" كما وصفها قائد الثورة الاسلامية المظفر الامام الخميني " قدس سره"، ثورة ولدت من رحم التضحيات والبطولات والصمود والصبر للشعب الايراني المضحي العظيم، ومن رحم الاسلام المحمدي الاصيل وثورة الامام الحسين عليه السلام، وعبر عن ذلك قائد الثورة الراحل الامام الخميني " قدس سره " ان كل ما لدينا من عاشوراء وكربلاء ".

لم يرق لدول الاستكبار والاستعمار والهيمنة ان يروا هذا النور الذي يفضح سوادهم وظلمتهم، فكادوا لها كيدا عظيما، وجمعوا جمعهم للثار ممن حطمت جبروتهم وكشفت عورتهم واسقطت صنمهم الاكبر الشاه المقبور، وجربوا حظهم باسقاطها منذ اليوم الاول لانتصارها فكان انكسارهم الاول في عملية صحراء طبس التي سميت بعملية " مخلب العقاب " عام 1980 لانقاذ الجواسيس الامريكيين الاسرى المحتجزين لدى شباب الثورة الاسلامية في وكر السفارة الامريكية في طهران، لكن تدخل العناية الالهية واللطف الالهي جعل القوات الامريكية الغازية كقوم عاد الذي اهلكهم الله بريح صرصر عاتية، " سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية "، هبت عاصفة رملية عاتية جعلت الطائرات المنفذة للعملية ترتطم ببعضها البعض وتشتعل بها النيران، فقتل ثمانية من القوات الخاصة الامريكية " دلتا " وعادوا منكسرين خائبين مهزومين بضربة الهية عقب عليها الامام الراحل بالقول: " الحمد لله الذي انعم على الحكومة الاسلامية بمعجزة العاصفة الرملية". بعد فشل العملية، افلتوا عليها وهي فتية كل كلابها المسعورة لنهش جسدها الطري، فكان صدام المقبور اول المسعورين المتبرعين بنهش هذا الجسد الفتي، ثماني سنوات من العدوان على الجمهورية الاسلامية الفتية، ودول الخليج الفارسي تغذي انياب الوحش المعتدي صدام التكريتي بأمر من اسيادهم في امريكا وبريطانيا واسرائيل، وهذا ما اقر به المعتدي صدام التكريتي بالصوت والصورة بعد انتهاء الحرب العدوانية التي استخدم بها العدو الصدامي كل الاسلحة المحرمة دوليا من كيميائية وبيولوجية ودمار شامل.

عشرة الفجر قابلها عشرة سنوات من حياة قائد الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الراحل  الامام الخميني " قدس سره " ثبت خلالها دعائم الجهورية الاسلامية " كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء " ثم عرجت روحه المقدسة الى ربها راضية مرضية مطمئنة بأن راية الجمهورية الاسلامية الايرانية ستكون بأيدي امينة وفية صادقة عفيفة طاهرة، فكانت يد الامام الهمام القائد السيد علي الخامنئي " دام ظله "، فكان القائد خير سلف لخير خلف.

ما تعرضت له الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال عمرها البالغ 45 سنة من عدوان حربي عسكري عالمي دموي غاشم دام لثماني سنوات متواصلة مع حصار قاتل، وعقوبات عالمية اقتصادية ومالية وعسكرية تديرها الولايات المتحدة الامريكية، إضافة الى مؤامرات داخلية وخارجية كفيلة بإسقاط اي دولة او نظام مهما تعاظمت قوته الداخلية، فكانت العناية الالهية تتدخل في كل المؤامرات على نظام الجمهورية الاسلامية " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الارض فساداً والله لا يحب المفسدين ".

تحولت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد 45 سنة من الصمود والصبر والتقدم في كل المجالات العلمية والبحثية والتكنيلوجية، والصناعات العسكرية المتقدمة والمتطورة، وتخصيب اليورانيوم النووي للاغراض السلمية، والتوكل على الله من امة مستضعفة تتخطفها الامم الى دولة عصرية قوية صلبة متينة بين الامم تهابها الدول العظمى وتهاب مواجهتها، حتى اصبحت مصداقا لقوله تعالى: " واذكروا إذ انتم قليلٌ مستضعفون في الارض تخافون أن يتخطفكم الناس وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ".

ثبات الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد 45 سنة من انتصارها يعود الى انتصارها للحق والمستضعفين، وعلى رأسها انتصارها لقضية فلسطين الاسلامية والعربية المركزية التي تفصل بين الحق والباطل، بين العدل والظلم، وبين الشر والخير، فكان للجمهورية الاسلامية الايرانية طلقها الاولى مع انتصار الثورة الاسلامية قبل 45 سنة عندما اغلقت السفارة الاسرائيلية الصهيونية في طهران وحولتها الى سفارة دولة فلسطين، ولم تتوقف يوما عن دعم حركات المقاومة للاحتلال في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، وهذا ضمن دستورها القائم على دعم نضال المستضعفين ضد المستكبرين في كل بقعة من بقاع العالم " المادة 154 ".

للثورة الاسلامية رب يحميها في كل مرحلة من المراحل الصعبة والعصيبة التي مرت بها منذ انتصارها المبارك والى يومنا هذا، فاعداء الثورة الاسلامية يحلمون ان يحتفلوا بسقوط النظام الاسلامي في ايران منذ عقود من الزمن، وتتجدد احلامهم مع كل مؤامرة داخلية وخارجية، حالهم مصداقا لقوله تعالى : " إن الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون والذين كفروا الة جهنم يُحشرون. ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركُمهُ جميعاً فيجعلهُ في جهنم أولئك هم الخاسرون ".

 الجهورية الاسلامية المباركة في عيدها الاغر محروسة ومحفوظة بعين الله، نبارك بهذه المناسبة العظيمة لربان سفينتها، وحامل رايتها، حافظ الامانة الخمينية القائد الهمام، المحمدي، العلوي، الحسيني، الحسني، السيد علي الخامنئي المفدى " دام ظله "، ونبارك للشعب الايراني العظيم عيدهم وعيدنا المبارك الذي هو شعيرة من شعائر الله " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ".

حسين الديراني
استراليا 2-2-2024
 
 ممثل المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام استراليا
......
انتهى/ 278